نحن ضيوف هذه الأرض ولسنا أسيادها

ننام في عالم ونصحو في عالم آخر... وزمان آخر. فجأة، باريس مدينة الحُبّ والجمال والضوء لم تعد رومانسية. الحبُّ هجرها، الجمال في غرفة العناية الفائقة يحاول التنفس بواسطة الجهاز الاصطناعي والضوء يرتدي كمامةً تجعل كل شيء فيها مظلماً.

نيويورك ناطحات سحاب فارغة مكسورة العنفوان...

روما فقدت عظمتها ورائحة الموت في كل مكان، وكاتدرائياتها فارغة لا شيء فيها سوى رائحة الموت والحزن وشوارعها مغسولة بالدموع...

لندن مقفرة والهايد بارك خالٍ الا من الطيور التي تبحثُ عمّن يُفتتُ لها بعض الخبز لتقتات بها.

سور الصين أصبح جدار عزل يتمنّى لو أحداً يهدم جبروته. ومكة خالية من المؤمنين والحجّاج ... والحجرُ الاسودُ يبحثُ عن يدٍ تلمسه طالبة الغفران.

القبلات واحتضان الأهل والأقرباء أصبحت أسلحة.

عدم زيارة الوالدين والأصدقاء أصبح هو التعبير عن الحب.

فجأة أدركنا أنّ القوة والمال والجمال والسلطة لا قيمة لها، ليس بمقدورهم ان يجلبوا لنا الشيء الوحيد الذي نتقاتل من أجله وهو الأوكسيجين.

العالم يستمرُّ في دورانه وهو جميل كذلك، ولكنه وضعَ البشر في الأقفاص.

اعتقد انه يبعث لنا برسالة ليقول اننا نحن البشر لسنا مهمّين، وأنّ الهواء والأرض والماء والسماء من دوننا بخير، وأنّه عندما نعود يجب أن نتذكر بأننا ضيوف هذه الأرض ولسنا أسيادها.