مخاوف من عدم العودة حتى 2021... خسائر كارثية تضرب السياحة الإسبانية بسبب كورونا

تواجه السياحة الإسبانية أزمة عنيفة بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، دفعت قادة الشركات السياحية للتوسل إلى الحكومة من أجل اتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذهم، وسط تكهنات بأن الأمور لن تتحسن قبل العام 2021 على الأقل، أو لن تتحسّن على الإطلاق في كثير من الحالات.

ووفقاً لموقع جريدة "ذا صن"، فإن هناك قلقاً كبيراً في كل من جزر الكناري والبليار، والتي تشمل إيبيزا ومايوركا، من أن العمل هذا العام انتهى تماماً، وأن الأمور لن تعود إلى طبيعتها بسبب فيروس كورونا، حيث أغلقت الفنادق تماماً، حتى السفر المحلي مقيد بشدة بموجب حالة الطوارئ، مع عدم وجود إشارة حتى الآن إلى متى يمكن إعادة تشغيل الحجوزات مرة أخرى.

وتشير التكهنات إلى أن تينيريفي وبقية جزر الكناري، بما في ذلك لانزاروت وغران كناريا، ستنهي العام الحالي باستضافة 5 ملايين سائح فقط، وهو ما يمثل خسائر كبيرة بنسبة 70% عن العام الماضي الذي شهد زيارة 16 مليون سائح.

ويتشارك رؤساء الفنادق في بينيدورم وكوستا بلانكا وفالنسيا المخاوف، حيث تمت صياغة 60 اقتراحاً عاجلاً لإنقاذهم من الإفلاس، محذرين من أن فيروس كورونا سيقضي على آلاف الشركات المرتبطة بالعطلات، خاصةً مع عودة بعض الأسواق المنافسة للانتعاش مرة أخرى قبل أزمة كورونا مثل تركيا ومصر، وانهيار توماس كوك، وانخفاض قيمة اليورو.

جزر الكناري الأكثر معاناة في إسبانيا، خاصةً أن الموسم الأكثر ازدحاماً بها هو الشتاء والربيع، وانتهيا تماماً بسبب فيروس كورونا، في حين أن الصيف هو الفترة الأقل وجوداً للسائحين بسبب ارتفاع الحرارة.

وأعلن رئيس جزر الكناري، آنخيل فيكتور توريس أنه في أحسن الأحوال، قد يبدأ الموسم مرة أخرى في أيلول، ولكنه يخشى أن الأمور لن تتحسن حتى العام 2021، مؤكداً أنه تم إبلاغ الفنادق بإغلاقها مدة ثلاثة أشهر، لكنها لن تكون قادرة على الفتح أو الحجز حتى يكون لديها عدد كاف من العملاء، وكل ذلك يعتمد على الرحلات الجوية، وما يحدث من مستجدات لمواجهة فيروس كورونا وثقة المستهلك والتمويل.

السياحة في جزر الكناري تجلب 35% من الناتج المحلي الإجمالي في إسبانيا، وهو ما يمثل ما مجموعه 16.5 مليار في السنة، لكن السياحة في الوقت الحالي تبلغ صفراً تقريباً في ظل توقف الأمور منذ ما يقرب من شهرين.

جزر البليار تواجه مشكلة معاكسة لجزر الكناري، حيث إن الصيف هناك هو أكثر أوقاتهم ازدحاماً لأنه يتمتع بأفضل طقس، إلا أنه ما لم يتم حل الأزمة قريباً، لن يتم استئناف الحجوزات لأشهر حزيران وتموز وآب وأيلول، وستصبح الأشهر بعد ذلك شديدة البرودة بالنسبة لأي ارتداد كبير.

دعمت رئيسة حكومة البليار فرانسينا أرمينجول، خطة خاصة لإعادة إطلاق قطاع السياحة، قائلة: "السياحة قطاع أساسي لاقتصادنا".

يقول أصحاب الفنادق في أحد المواقع الأكثر شعبية في مايوركا، بلايا دي بالما إنهم على وشك الانهيار ولن يتمكنوا من الفتح على الإطلاق لأنه لا يزال عليهم دفع الأسعار وضرائب الأعمال والخدمات، على رغم إغلاقها.

كما طالبت جمعية إيزابيل فيدا للمسؤولين عن الفنادق في بلايا دي بالما، الحكومة بتعليق جميع الضرائب، مؤكدين أنهم يدفعون الفنادق إلى انهيار اقتصادي غير مسبوق سيؤدي إلى شلل كامل في الاقتصاد".

كما دعت جمعية الفنادق "هوسبيك"، الحكومة الإسبانية إلى تنفيذ عشرات من الإجراءات لبدء السياحة وإعادة آلاف الوظائف المفقودة.

https://www.thesun.co.uk/travel/11361743/spain-when-travel-lockdown-2021/