عمّار لـ"النهار": قرار وقف الرحلات إلى أوروبا بيد الحكومة وتأجيل الفحص السريع سببه تقنيّ

بعد تمديد حالة التعبئة العامة إلى يوم الأحد، 26 نيسان، وفي ظل وصول المغتربين تباعاً إلى حين انتهاء الدفعة الأولى، ومتابعة النتائج لاتخاذ قرار تعليق الرحلات من عدمه، يواجه لبنان مرحلة دقيقة ستحدد مسار الإصابات... هل سنحافظ على استقرار الإصابات وبالتالي تحقيق المسار الانخفاضي، أم إننا سنشهد مساراً تصاعديّاً مجدداً؟ شهدنا في اليومين السابقين تسجيل إصابات في صفوف المغتربين، بالإضافة إلى ما شهدته منطقة بشري من ارتفاع في عدد الإصابات بشكل كبير في أيام قليلة، وكان واضحاً أن الأمور اتخذت منحى مختلفاً، حتى إن البعض ذهب أبعد من ذلك وأصبح السجال سياسياً بحتاً. جنود مجهولون يعملون ليلاً ونهاراً لاحتواء الأزمة وتفادي انتشار الكورونا، بالأمس، تابعنا حملة الشكر التي رافقت وزير الصحة حمد حسن بالرغم من الاتهامات في التلاعب بصوره، ولكنّ هناك فريقاً وراءه يعمل معه بجهد للوصول إلى هذه النتيجة. 

في هذه السطور مقابلة مع  مدير وزارة الصحة، الدكتور وليد عمّار. ماذا سيكشف لـ"النهار"،  وكيف يُقيّم وضع لبنان مع الكورونا؟  

بعد تسجيل 12 إصابة عند اللبنانيين العائدين من الدول الأوروبية وتركيا، هل هناك توجه إلى وقف الرحلات إلى الدول الأوروبية؟

هذا القرار تتخذه الحكومة والموضوع ليس عندنا. الحكومة مخولة لاتخاذ هكذا قرار، ولكن كان من المتوقع وجود حالات #كورونا نتيجة الإصابات المرتفعة في الدول الأوروبية. لذلك على كل العائدين مراقبة أنفسهم لمدة أسبوعين، وقد تظهر إصابات جديدة، ولن نعرف ما إذا كانت بسبب تواجدهم في الطائرة أم أنهم يحملون الفيروس قبلاً. 

ما الذي يجري في بشري، ومن اتخذ قرار عزلها؟ وهل وافقت المراجع السياسية والبلدية على قرار العزل في حين رفضت مناطق أخرى قرار العزل في وقت سابق؟

من المهم أن نعرف أنه ليس هناك قرار وزاري بعزلها، أو بعزل أي بلدة لبنانية. تمّ الاتفاق على تدبير بعد التنسيق بين وزير الصحة والمرجعيات المحلية في بشري على تخفيف التداخل بين  إحدى القرى والقرى المجاورة. تُعتبر السلطة المحلية (كالمحافظ والقائمقام والبلدية) صاحبة قرار ، وتندرج ضمن ترتيبات محلية. ولكن اكتشاف عدد من الحالات ليس أمراً سلبياً بل على العكس من المفروض اكتشاف الحالات حتى نتمكن من احتوائها والتعامل معها. اليوم اتُخذت التدابير لمنع انتشار الفيروس ونقل العدوى. 

شكّل الفحص السريع أو Rapid test مادة سجال حتى إن بعضهم ذهب أبعد من ذلك واعتبر أن التأخير في وصول هذا الفحص ناتج عن قرار سياسي. فهل عدم المضي بالفحص السريع يعود إلى عدم دقته علمياً أو لخلافات سياسية؟

علينا أن نعرف أن فحص rapid test ليس معتمداً من قبل كل الدول، وبينما تسمح به بعض الدول هناك دول أخرى تمنع استخدامه لغاية الساعة. لم يحصل أي فحص سريع على موافقة إدارة الدواء والغذاء الأميركية، لذلك كل دولة تتخذ قرارها في اعتماده حسب تقييمها لوضعها والمرحلة التي وصل إليها الفيروس في البلد. هذا الفحص لا يفيد بالتشخيص بل هو مفيد لمعرفة مدى انتشار الفيروس في البلد، نحن لسنا في مرحلة انتشار مجتمعي للوباء وإنما الفيروس ما زال محصوراً ضمن مجموعات معينة ومحددة في المجتمع. 

إذاً، إن عدم اعتماده يعود لسبب تقني وعلمي وليس سياسياً، في الوقت الحالي قرر الوزير تأجيل اعتماده إلى 1 أيار بعد تقييم الوضع والمرحلة التي سنصل إليها. 

في أي مرحلة نحن اليوم؟ هل نحن في مرحلة احتواء أو بين مرحلة الانتشار ومرحلة الاحتواء؟

نحن نتعامل ونعمل كأننا في مرحلة احتواء، وكل التدابير المتخذة هي تدابير احتوائية حتى لو أن ذلك لا ينطبق علينا تماماً، ولكنها تعطي نتائج جيدة. 

هل هناك تخوف من تسجيل مسار تصاعدي مجدداً بعد أن كنا ضمن المسار الانعطافي؟ 

اليوم نحن نتكيف مع القرار السياسي، وفي حال تقرر المضي في عودة المغتربين، نتمنى أن تكون العودة ضمن رحلات محدودة وليس بوتيرة سريعة وكثيرة، لأن هذه الطائرات تتطلب منا متابعة يومية وطبية حتى عند الأشخاص الذين ظهرت نتائجهم سلبية. لذلك في حال وصلوا بطريقةٍ تتخطى إمكانياتنا عندها سنكون أمام مشكلة. من المهم أن نوازي بين إمكانياتنا ووتيرة عودة المغتربين. 

ماذا عن الفحوص التي كان من المفترض تسلمها؟

نُجري اليوم حوالى 800 فحص وسنعمل على إجراء 1000 فحص الأسبوع المقبل، وإذا تمكّنا من الحصول على عدد فحوصات كاف من الخارج سنصل إلى 2000 فحص. أنا شخصياً مقتنع بأهمية إجراء 2000 اختبار في اليوم حتى تعكس الأرقام دقة أكبر للواقع اللبناني. 

تعتبر بشري مثالاً على طريقة عملنا في إجراء الفحوصات، نحن لم نوفر الفحص للجميع بل نجريه لمن يكون معرضاً لخطر التقاط العدوى. على سبيل المثال أجرينا 800 فحص التي أظهرت 16 نتيجة إيجابية أي ما يعادل الـ2%. الفرق أن هذه العينة انتقائية ونحن نختار الأشخاص المعرّضة، ما يشرح تسجيل هذه النسبة. إذاً، هذا لا يعني أنه كلما زدنا الفحوصات، ستزيد نسبة المصابين. 

اليوم بدأنا بأخذ عينات عشوائية من المناطق لمعرفة مدى انتشار الفيروس وتقييم وضعنا الحالي، ولغاية الساعة النتائج جيدة ومقبولة.