الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

أَنْزلنا الصليبَ وأَبقَينا لبنانَ مصلوبًا

سجعان قزي
سجعان قزي
Bookmark
أَنْزلنا الصليبَ وأَبقَينا لبنانَ مصلوبًا
أَنْزلنا الصليبَ وأَبقَينا لبنانَ مصلوبًا
A+ A-
أفكّر بوطني في مناسباتِ الأعيادِ الحزينةِ والسعيدة لأنَّ في دورِ لبنان رسالةَ الأديان. فلبنانُ هو جدليّةُ وجودٍ وموتٍ وقيامةٍ مع فارقٍ أساسيٍّ عن المسيح: نُمِيتُ لبنانَ مرّاتٍ ونُقيمُه مرّات. فريقٌ يُمِيتُه وآخَرُ يُقيمُه، حتى تَعِب منّا الموتُ وضَجِرت منّا القيامة، وبقي الصليب.بين الجمعةِ العظيمة، موتِ المسيح الموقّت، وعيدِ الفصح، قيامةِ المسيح الأزليّة، يجتازُ المؤمنُ أعمقَ تجلّيات الإيمان وأَشَقَّ حالاتِ الشك. الإيمانُ بعظمةِ المسيحيّةِ وتمايزِها: اللهُ يَفتدي البشر. والشكُّ في مُبرِّر الصَلْب وشموليّةِ القيامة. أبناءُ الأديانِ الأخرى يشاركون المسيحيّين في إيمانِهم وشَكّهِم لأنَّ حدثَ الموتِ والقيامةِ يَتعدّى الانتماءَ المسيحيَّ إلى الانتماءِ الإنسانيّ. فـمَن لا يشاركُ المسيحيّين في الإيمانِ يشارِكهم في الشكّ. وهذه بدايةُ اليقينِ واللقاء. هذا هو لبنان.عابقةٌ المسيحيّةُ بالأحداثِ التي تستدعي الشك. المسيحُ أراد ذلك لكي تكونَ المسيحيّةُ فعلَ تجربةٍ وامتحانٍ وتجدّد. كم مرّةٍ امتحَن المسيحُ تلاميذَه بطرس وتوما ولوقا؟ كم مرّةٍ نَعتَهم بقِلّةِ الإيمانِ من دونِ أن يَسحَبَ ثقتَه منهم؟ الشكُّ ملازِمٌ المسيحيّةَ مثلما الخطرُ ملازِمٌ الحركة. إذا فَقدَت المسيحيّةُ شكّها فَقدَ الإيمانُ فضولَه. وإذا فَقدَت المسيحيّةُ أسرارَها وسحرَها تَفقِدُ وضوحَها وشفافيّتَها. تتميَّز المسيحيّةُ عن غيرِها بالأسرارِ لأنّها دينُ تَجسُّدِ الإله. من السِحرِ تُولد العظمةُ، ومن السِرّ يُوحى السؤالُ، ومن السؤالِ يأتي الجوابُ، ومن الجوابِ يَثبُت الإيمان. ولا إيمانَ، إذن، من...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم