الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

متى يحين موعد إنهاء حالة التعبئة العامة في البلاد؟

المصدر: "النهار"
كارين اليان
كارين اليان
متى يحين موعد إنهاء حالة التعبئة العامة في البلاد؟
متى يحين موعد إنهاء حالة التعبئة العامة في البلاد؟
A+ A-

العالم أجمع في حال ترقب لما ستؤول إليه الأمور، وكيف ستكون نهاية هذا الكابوس الذي بدأ منذ أكثر من 4 أشهر، حصد خلالها الفيروس آلاف الأرواح، وأصاب أكثر من مليون شخص حول العالم. كيف يمكن أن نتوقع نهاية هذا الفيروس الأكثر انتشاراً إلى اليوم، بحسب ما يؤكده الخبراء؟ وأي مشهد يمكن تصوره للنهاية المحتملة؟

تبدو الأرقام المسجلة في المرحلة الحالية في لبنان مطمئنة، ويلاحَظ انخفاض فيها رغم المآخذ بأن عدد الفحوص التي تجرى يومياً ليس كافياً لتحديد عدد الإصابات الفعلي في البلاد. فبحسب رئيسة مصلحة الطب الوقائي في وزارة الصحة العامة، الدكتورة ندى غصن، أن عدد الفحوص التي أجريت منذ بداية انتشار فيروس كورونا المستجد في لبنان ارتفع، فيما انخفض أخيراً عدد الإصابات. لكن لا تنكر أن المطلوب اليوم هو المسح في الفحوص أي الـMassive testing والذي لا يزال صعباً نتيجة الشحّ في الأدوات اللازمة للفحص، لكن يتم العمل على حلّها؛ وبقدر ما يُجرى المزيد من الفحوص يكون الوضع أفضل. أما المعيار الذي يتم الاستناد إليه فهو الوتيرة التي يزيد فيها عدد الإصابات، والمدة التي تستغرقها مضاعفة عدد الإصابات، وعلى هذا الأساس، تؤكد الدكتور غصن أن وضع لبنان جيد لهذه الناحية.

وتضيف أن "الهدف من الإجراءات الاحترازية المتخذة تأخير الانتشار الواسع للفيروس حتى تتمكن المستشفيات من استيعاب عدد الحاجات الحرجة. كوننا في مرحلة يتضاعف فيها عدد الإصابات خلال فترة 10 أيام أو أكثر، هذا يعني أنه يمكن الحد من وطأة الموجة، وأن الوضع جيد. فبقدر ما نؤخّر انتشار المرض وتطول المدة التي يتضاعف خلالها عدد الإصابات يكون الوضع أفضل".وعن النهاية المرتقبة للفيروس والتوقعات حول هذا الموضوع، تؤكد غصن أنه لا يمكن الحديث عن توقعات بل توضع حسابات عديدة، وثمة أمثلة عدة يمكن الاستناد إليها ونحاول إيجاد الأقرب إلى أرقامنا ووضعنا، فيما يبدو لنا واضحاً ـ استناداً إلى المنحنى المعتمد للإصابات لدينا ـ أن الوضع جيد".

وبالمقارنة مع وضع الصين، توضح غصن أن الصين أدركت منذ البداية أن الرعاية الصحية والاستشفاء هما العنصران الأساسيان اللذان لا بد من العمل على تحفيزهما وتنشيطهما لمواجهة الفيروس. "فبقدر ما نحمي الفريق الطبي نخفف من وتيرة الموجة وأعبائها علينا، ونحن اليوم في لبنان أيضاً في مرحلة جيدة، خصوصاً أن المستشفيات الخاصة جاهزة والمستشفيات الحكومية أيضاً لاستقبال المرضى. فبقدر ما تكون القدرة الاستشفائية أكبر، تزيد القدرة على مواجهة الوباء".

أما مسألة المناعة التي يمكن أن يكتسبها المواطنون لمواجهة الوباء حتى لا يعود يشكل خطراً، فلا تعتبر  غصن أننا قد بلغنا هذه المرحلة، إذ لا يزال الوقت مبكراً للحديث عن ذلك، فيما يتطلب ذلك وقتاً ونحن لا نزال في مرحلة التعرف إلى الفيروس. أما المرحلة التي يتم الحديث فيها عن اكتساب المناعة ضد الفيروس فتكون خلال سنة تقريباً، حينها تكون نسبة كبيرة من المواطنين قد تعرّفت إلى الفيروس. لكن تبرز اليوم، على حد قولها، الحاجة إلى احتواء الفيروس، والتجهيز بمعدلات كافية لمواجهته.

دبيبو: وقف التعبئة العامة يتطلب هذه الشروط

في ظل الغموض الذي لا يزال يحيط بفيروس كورونا الذي يعمل الخبراء حول العالم على اكتشاف المزيد حوله، قد لا يسهل توقع النهاية المحتملة له. فحتى اليوم، لا يزال يحقق المزيد من الانتشار حول العالم الذي يترقب نهاية له بأي شكل من الأشكال، سواء بتوافر اللقاح أو العلاج أو تغيير الطقس أو اكتساب المناعة اللازمة ضد الفيروس، أو من خلال الاحتواء الكامل. فأيٌّ من هذه الاحتمالات أو غيرها قد يكون له الدور الأكبر في إنهاء انتشار الفيروس التاجي؟

يوضح دبيبو في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت أنه لا بد من توافر معلومات طبية دقيقة تسمح باتخاذ قرار مماثل، وهي لا تزال غير متوافرة إلى اليوم لسبب أساسي أنه ثمة مناطق نائية بعيدة عن بيروت لا يستطيع سكانها تحمل كلفة الفحص، إضافة إلى كونهم الأقل التزاماً لأسباب معيشية واقتصادية وغيرها. وبالتالي لا تُعرف معدلات الإصابة في هذه المناطق. وفي رأيه، "حتى اليوم يُعتبر عدد الفحوص التي تجرى قليلاً لمعرفة عدد الإصابات الفعلي للتحدث عن إمكان انتهاء فترة الحجر والتعبئة العامة. حتى اليوم أجري 10 آلاف فحص في لبنان، وهذا غير كافٍ لأن الرقم المطلوب نسبةً إلى سكان لبنان هو 40 أو 45 ألفاً. وبالتالي إن الارقام غير كاملة وحقيقية حتى يتم الاستناد إليها، فيبدو لنا أن الإصابات تتركز في بيروت لكن قد لا يكون ذلك صحيحاً".ولتوقُّع الطريقة التي يمكن انتهاء الفيروس فيها، بحسب الدكتور دبيبو، يقارن بينه وبين الفيروسات السابقة من العائلة نفسها كالـSARS والـMERS، مشيراً إلى أنهما انتشرا لكن ليس بنسبة انتشار فيروس كورونا المستجد الذي تخطى التوقعات لقدرته الكبيرة على الانتشار. ويوضح أنه يصعب التوقع مع فيروس كورونا المستجد لسببين أساسيين:

-إرتفاع نسبة الإصابات التي لا تَظهر فيها أعراض لتراوح بين 20 و50 في المئة بحيث إنها نسبة كبرى من المصابين الذين يمكن أن يحملوا الفيروس وينقلوا العدوى من دون أن تظهر أعراض عليهم. وبالتالي هذا يزيد من صعوبة السيطرة على الفيروس.

-سرعة انتشاره وقدرته الكبرى على الانتقال بالعدوى بشكل غير مسبوق. ففي ما يتعلق بفيروس MERS كان ينتقل إلى المقربين من المصاب فحسب، أما مع فيروس كورونا المستجد فاحتمال انتقال العدوى أكبر بكثير.

وبالتالي، في غياب المعطيات الأكيدة والواضحة، يؤكد الدكتور دبيبو أنه لا يمكن اتخاذ القرار برفع الحجر الصحي. فيما لا بد من مرور أسبوع أو اثنين دون حالات جديدة قبل اتخاذ قرار مماثل، فهذا ما يُظهر السيطرة على الفيروس. ولتحقيق ذلك لا بد من البحث عن كافة الحالات الموجودة.

أما اكتساب المواطنين المناعة ضد الفيروس استناداً إلى نظرية HERD Immunity أو ما يعرف بـ"مناعة القطيع"، فتستدعي إصابة نسبة 70 أو 80 في المئة من المواطنين بالفيروس قبل التحدث عن ذلك، ومن المبكر جداً التفكير بها. "بحسب تقديري، المشوار طويل ويستدعي الصبر، ولا يمكن الاعتماد على كسب الكل المناعة ضد الفيروس لأن ذلك يزيد الأعباء على النظام الصحي ويشكل خطراً".

في المقابل، يعبّر دبيبو عن نظرته المتفائلة إلى الوضع في لبنان الذي يبدو جيداً وما من ضغوط كبرى على المستشفيات وهذا هو الأهم، فيما يشير إلى أن معدل الأعمار في لبنان منخفض بشكل ملحوظ مقارنةً بالدول الأوروبية التي ارتفعت فيها معدلات الوفيات والحالات الحرجة كفرنسا وإيطاليا. فعلى الرغم من أن الأطفال والشباب قد يصابون ويتعرضون لمضاعفات لكن يحصل ذلك بنسبة ضئيلة.

ويصيف: "ليس أمامنا إلا ترقب ما سيحصل وانتظار التغيير في الطقس الذي قد يشكل عاملاً إيجابياً في مواجهة الفيروس. صحيح أنّ ثمة إصابات في البلاد الدافئة، لكن معدل الانتشار هو أقل بكثير لتراجع معدل الانتقال بالعدوى. علّنا نشهد استراحة في فصل الصيف إلى حين عودته المتوقعة في فصل الخريف. فطالما أنّ ثمة أشخاصاً لم يتعرضوا للفيروس ولم يكتسبوا مناعة ضده،  لا بد من توقع عودة انتشاره. لكن لمعرفة من لديه هذه المناعة أو لا، يجب إجراء فحوص محددة لذلك. مع الإشارة إلى أن من اكتسب المناعة ضد الفيروس يمكن أن ينقل العدوى إلى الآخرين إذا ما تعرّض للفيروس، لكن هذه المناعة التي تكتسبها النسبة الكبرى من المواطنين تشكّل في الوقت نفسه حماية للباقين".أما بالنسبة إلى اللقاح الذي قد يحمل بريق أمل لدى توافره، فيشير دبيبو إلى أن توافر لقاح معيّن يتطلب عادة حوالي سنة ونصف السنة على الأقل. إلا أن التكنولوجيا والجهود الكبرى التي تبذل اليوم في ظل انتشار الوباء، تسرّع في عملية إنتاج اللقاح بشكل غير مسبوق، وتُنفَق أموال طائلة على ذلك سعياً إلى توفير اللقاح لفيروس كورونا المستجد بأسرع وقت ممكن. ومن الأمثلة على ذلك إعلان بيل غايتس عن توفير 7 مصانع لإنتاج اللقاح فيما أشار إلى أنه من المرجح أن يُستخدم اثنان منها لإنتاج اللقاح بالكميات المطلوبة بدلاً من إضاعة الوقت عند توافره لإنتاجه.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم