الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

اللبنانيون في مصر "ليسوا على جدول العودة إلى الوطن"... صرخة من رحم المعاناة

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
اللبنانيون في مصر "ليسوا على جدول العودة إلى الوطن"... صرخة من رحم المعاناة
اللبنانيون في مصر "ليسوا على جدول العودة إلى الوطن"... صرخة من رحم المعاناة
A+ A-

صرخة أطلقها اللبنانيون المتواجدون في مصر للعودة إلى وطنهم، بعدما تناستهم دولتهم، ولم تضعهم على جدول الرحلات المسيّرة من دول العالم. هم اليوم يعيشون أسوأ أيام حياتهم، خوفاً من كورونا، ونقصاً في المال وانتظاراً طويلاً لخبر تذكّر الحكومة لهم واتخاذ قرار توجيه طائرة لإنهاء معاناتهم.

خوف اللبنانيين على صحتهم في مصر مبرر، فقد سجلت في الأمس 128 حالة إصابة بفيروس كورونا، وتسع وفيات جديدة، في حين سجلت يوم الاثنين الماضي 149 حالة إصابة جديدة، فيما بلغ إجمالي الإصابات 1450 حالة، بينها 94 حالة وفاة، وقد أوضحت وزارة الصحة المصرية أن جميع الحالات الجديدة لمصريين عائدين من الخارج أو مخالطين للحالات الإيجابية المعلن عنها سابقاً.

لا موعد حتى الآن

سفير لبنان في مصر علي الحلبي أكد لـ"النهار" أنه "في البرنامج المعدّ من قبل اللجنة التابعة لمجلس الوزراء حتى يوم الاثنين، لم يتم تحديد رحلات من مصر إلى لبنان". وشرح: "لدى السفارة نحو 200 طلب، وضعنا جدول الأولويات، وأرسلنا الأسماء إلى لبنان، ووضعنا اللبنانيين بصورة أن بطاقة السفر على نفقتهم، بانتظار أن يتم تحديد موعد الطائرة". ولفت إلى أن "هناك حالات عودتها ملحة، منها من قصد مصر ترانزيت ومن فقد عمله".

صرخة من رحم المعاناة

داني ابن بلدة صغبين وسكان عين سعادة، واحد ممن سجلوا أسماءهم في السفارة اللبنانية في مصر للعودة إلى بلدهم، هو الآن في وضع نفسي متدهور. يعيش في حجر منزلي منذ 20 آذار الماضي، لا يجرؤ على الخروج من منزله حتى لشراء الخبز، لم يبقَ في برّاده طعام، يشعر أنه يموت على البطيء، بصيص الأمل الوحيد بالنسبة إليه أن يتلقى اتصالاً من السفارة يحدد موعد عودته. وبحسب ما قاله لـ"النهار": "قصدت مصر قبل سنة ونصف السنة للعمل، لم ينجح المشروع الذي أقمته، خسرت مالي، حاولت العودة إلى وطني خلال مهلة الأربعة أيام التي أعطتها الحكومة قبل إغلاق المطار، لكن اضطراري إلى إنجاز أوراق معينة، حال دون ذلك". وأضاف: "تواصلت مع السفارة اللبنانية، عبأت الاستمارة، وأؤكد أن تعامل السفارة معنا أكثر من رائع، لكن إلى الآن لم تضعنا حكومتنا على جدول أولوياتها، كونها تركز على دول أخرى".

رعب من تفشي الوباء

انتهت إقامة داني في مصر. ولفت إلى أن "إقامتي سياحية، أجددها كل ثلاثة أشهر، إلا أن المبلغ المترتب على ذلك في الأشهر الأخيرة كبير جداً، لذلك لم أقدم على هذه الخطوة، وأنا أريد العودة النهائية إلى لبنان". وأضاف: "أتأسف من أن الإعلام اللبناني لا يضيء على قضيتنا، على الرغم من الوضع الخطير في مصر، لامبالاة بالفيروس تفوق الخيال، الحياة تسير بشكل طبيعي نوعا ما، حظر التجول من الساعة السابعة مساء إلى السادسة صباحاً، المحلات تقفل عند الساعة الخامسة باستثناء الصيدليات والسوبرماركت، وما يثير الرعب أنه خلال 48 ساعة تضاعفت أرقام الحالات، وقد أعلن ليل أمس عن 128 حالة من أصل 400 أجروا اختبار pcr وأنا متاكد من أن الأرقام غير صحيحة، والعدد اكبر من ذلك بكثير، عدا عن سماعنا أخبار إغلاق مستشفيات بين الحين والآخر لإخضاع الطاقم التمريضي للفحوصات وتعقيم المبنى، ما يزيد من مخاوفنا من تفشي المرض بشكل سريع، والقضاء على الملايين".

لتحرك سريع

الخوف الأكبر كما قال داني (55 سنة) ما أطلعه عليه صديقه الذي يحمل الجنسية السورية حيث "طلب مني الانتباه على نفسي كون أولوية الاستشفاء تعطى للمصريين، فقريبه أصيب بالفيروس، تنقل من مستشفى إلى آخر من دون أن يستقبله أي منها، ما يعني أنه نقل العدوى خلال تحركاته، قبل ان يضطر إلى حجر نفسه في منزله، ليفارق بعدها الحياة كما علمت". وأضاف: "كما أطلعتني صديقتي أنها قصدت أحد المصارف، حيث صدمت بعدم التزام المواطنين بالمسافة الآمنة، طوابير متراصة لا بل يتشاركون الكمامة، فمن لا يمتلك واحدة يأخذها من الشخص الذي انتهى من معاملته في المصرف". بالدموع ناشد داني الدولة اللبنانية التحرك السريع وإرسال طائرة لإنهاء وجع اللبنانيين، وقال: "لا نستطيع الانتظار أكثر، فلا الوضع الاقتصادي ولا المعيشي ولا حتى الإنساني يسمح لنا بذلك".


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم