المهرجان المسرحي المدرسي العاشر ينطلق في الأونيسكو غداً: تلامذة يعرضون لمسات إنسانية والجمهور يُصفّق وقوفاً!

هنادي الديري

مدير المهرجان المسرحي المدرسي العاشر 2014 في وزارة الثقافة، المخرج التلفزيوني المسرحي والكاتب علي فرحات، يرى ان لهذا المهرجان - الحدث الذي تقدّمه وزارة الثقافة العديد من الأهداف. أبرزها، على قوله، "إحياء الحركة المسرحيّة بعد شبه ركود في لبنان، وإكتشاف المواهب الفنية الفتية في المدارس بغية دعمها وتشجعيها في مواجهة عروض أمام جمهور صغير ريثما يواجه الجمهور الأكبر، أي المُجتمع".


ينطلق هذا المهرجان الطموح غداً السبت الواقع في 15 آذار الجاري لينتهي في 28 منه، على أن تُعرض الأعمال على خشبة قصر الأونيسكو، فيقتنع التلميذ بأنه في طريقه إلى الإحتراف، أو أقلّه قد وضع حجر الأساس جسراً للعبور إليه.
في مكتب فرحات، في الوزارة، تنتشر الأقاويل "الرنّانة" على أحد الجدران. منها "على الفنان أن يُحب الفن لا أن يحب نفسه في الفن"، زدّ إليها بعض صور تتمحور حول الفن والثقافة، وتنطوي على بعض لمسات إنسانيّة لا تحتاج إلى كلمات.
ويؤكّد انه ومن خلال خبرته في المهرجان اكتشف ان الجمهور يتفاعل مع العروض في رسائلها المُتعدّدة تماماً كتفاعله مع نشاطات ضمنيّة تطل بين عرض وآخر، "في الحفلة الختاميّة من كل سنة نقدّم العرضين الأهم، وبين العرض والآخر نُبدّل في ديكور المسرح. وفي الإنتظار أطل في إحدى السنوات عشرات التلامذة من مدارس للمكفوفين فقدّموا وصلة تشتمل على الأغاني اللبنانية. وكم تجاوب الجمهور معهم ومع برنامجهم الغنائي وراحوا يُصفقون وقوفاً. العالم عم ينبسطوا بهالعروض".
أمّا ردود فعل التلامذة تجاه فرصة المُشاركة في الاعمال فلا تقل حماسة. "وأذكر حادثة صارت هذه السنة وبناءً عليها أجيبك عن تساؤلاتك. بما أنني شخصيّاً أتنقل في المناطق اللبنانية طيلة 10 أيام بحثاً عن العروض المُناسبة لإشراكها في المهرجان، كان من المُفترض أن أشاهد أحد العروض لمدرسة College Akkar. وكانت طرابلس في تلك الفترة تعيش حالا من التوتّر وكان من المفترض أن تقدم المدرسة عرضها أمامي في أبي سمراء في طرابلس. يعني كانت علقانة في طرابلس وكيف بدّهم يجوا على أبو سمرا، لا سيما وأنني أزوّدهم بمُلاحظات نقديّة يحتاجون إليها ليتمكّنوا من المُشاركة في المهرجان".
كانت مديرة المدرسة ستنتقل من عكار إلى طرابلس ليُقدّم التلامذة العرض، وفي ذلك اليوم، "وأذكر انه كان يوم سبت، إتصلت بي المديرة لتقول ان الأوضاع في طرابلس منيحة، فالتقينا، والتلامذة إنبسطوا أدّ الدني أنّو طلعوا على المسرح وعرضوا. وعلى الرغم من المسافة التي تفصل بين عكار وبيروت، يُصرّون على العرض في قصر الأونيسكو من ضمن نشاطات المهرجان".
ويرى فرحات ان "التنقل بين المناطق سنويّاً جعله أكثر إقتراباً من الإنسانيّة. فضلاً عن تعريفي إلى المواهب الفنيّة والرؤى الغنية التي أعتبرها من الكنوز الحقيقية، وهي موجودة في كل المناطق اللبنانية".
ويذكر فرحات ان مُديرة إحدى الثانويات المُشاركة تحدثت عن الإيجابية المُطلقة "في مُشاركة التلامذة في العروض المسرحيّة المدرسيّة من ناحية بلورة شخصية كل واحد منهم، فيخلعون الثوب البالي المُعقد وينطلقون من جديد في حياة أفضل. يعني بيصير عندهم أحلام وطموحات".
وتتوزّع العروض وفق الفئات العمريّة، "مسرح أطفال (5 - 8 سنوات)، مسرح فتيان(9-14سنة)، مسرح كبار(14-19)".
وتتفاوت المواضيع المطروحة في العروض ويمتد كل عرض من 20 إلى 30 دقيقة فلا يتخطّاها، "وفظيعين التلامذة أدّيش بيحسّوا وبيفهموا. أضف إلى هذه النقطة قدرتهم على مُعالجة العديد من القصص الشخصية. وفي القرى كما في المدن تُبهرني المواضيع المطروحة لما تتضمنه من لمسات حياتيّة إنسانيّة".
وللمخرج حرية إختيار النص والموضوع، كما يرى القيّمون على المهرجان انه من المُفيد أيضاً إشراك التلامذة في هذه المهمّات، زد إليها تفاصيل تقنيّة عدة منها، المساعدة في النص والمساعدة في الإخراج والمُساعدة في الأزياء والإضاءة والصوت واختيار الموسيقى".
ليُنهي: "من أهداف المهرجان أيضاً تعويد الجمهور على العودة إلى المسرح، لا سيما وانه يُعتبر أساس العرض، هو الذي إنكفأ عن حضور المسرح لأسباب قد تكون أمنيّة أو لتأثير الشاشة الفضيّة وما شابه. مع ان بعض البلدان العربية يُشهد لها في ما يتعلّق بحضور الجمهور المسرحي فيها".


hanadi.dairi@annahar.com.lb


- إشارة إلى ان كل العروض تنطلق في تمام الساعة الرابعة عصراً.
العروض التي تلي عروض يوم السبت تقع في الثلثاء 18 آذار والأربعاء 19 آذار، لتعود الثلثاء 25 آذار والجمعة 28 آذار.