مزار لورد خالٍ للمرّة الأولى من الزوار في عيد الفصح: "حجّ روحي" في زمن كورونا

يحتفل مزار السيدة العذراء في #لورد بجنوب غرب #فرنسا بعيد الفصح الكاثوليكي هذه السنة للمرة الاولى في غياب المصلين الذين يتقاطرون إليه في مثل هذا الموسم، وسط انتشار فيروس #كورونا المستجدّ في العالم.

وقال المونسنيور أوليفييه ريبادو دوما المسؤول عن مزار لورد: "من المؤكد أننا سنعيش الأسبوع المقدس وعيد الفصح هذه السنة بطريقة خاصة، على غرار جميع الكاثوليك. لكنّني أعتقد أننا سنعيشه بشكل عميق جدا".

وتبقى مدينة لورد والمغارة التي تقول الكنيسة الكاثوليكية أن مريم العذراء ظهرت فيها على بيرناديت سوبيرو في 1858، مقفرة تماما في حين تكتظ عادة بالمؤمنين في مثل هذه الفترة التي تفتتح سبعة أشهر من الزيارات.

وسعى مزار لورد للاستجابة بسرعة لتفشي وباء كوفيد-19، فأُغلق للمرة الاولى في تاريخه منذ 17 آذار  ولفترة غير محدّدة.

- انتشار عالمي -

وباشر المزار "تسعاوية"، فأقام كهنة ورجال دين صلوات على مدى تسعة أيام متتالية من الساعة 7,00 إلى الساعة 20,30 بشكل متواصل، تم بثها على شبكة "تي في لورد" التابعة له على موقع يوتيوب، وعلى خدمة البث الحي على فيسبوك، كما على عدد من الشبكات التلفزيونية الكاثوليكية مثل "كا تي أو" في فرنسا و"إيه دبليو تي إن" التي تبث في الدول الأنكلوسكسونية و"تي في 2000" في إيطاليا.

وخلال أسبوع عيد الفصح، ستنقل "تي في لورد" الاحتفالات الدينية الرئيسية في بث مباشر، فيما تبث الشبكات التلفزيونية الكاثوليكية صلوات المسبحة عدة مرات في اليوم وبلغات عدة.

وقال المونسنيور ريبادو دوما: "بما أنه لم يعد بإمكان الزوار أن يأتوا إلينا، فسنزورهم بدورنا لنقدم لهم الدعم في حجرهم المنزلي كما في قلقهم ومخاوفهم".

ونتيجة لذلك، ازدادت نسبة مشاهدة "تي في لورد" بثلاثة أضعاف خلال تسعة أيام لتقارب أحيانا 150 ألف مشاهدة في اليوم، فيما سجل عدد "دقائق المشاهدة" على خدمة البث الحي على فيسبوك ارتفاعا هائلا بنسبة 444%، وزاد عدد المشتركين على تويتر وإنستغرام بالمئات.

وشدد مسؤول الاتصالات في المزار ماتياس تيرييه على أن "هذا لا يأخذ بالاعتبار كل الشبكات التلفزيونية التي تعيد نقلنا والتي لديها جمهورها الخاص، ولا متابعي مئات الإذاعات المسيحية التي تعيد بثنا".

وإن كان الفرنسيون والإيطاليون يشكلون القسم الأكبر من هذا الجمهور، فإن برامج مزار لورد تلقى متابعة أيضا في الولايات المتحدة وإسبانيا وكندا.

وقال المونسنيور ريبادو دوما: "نعرف أنه يعاد بثنا أيضا في أميركا الجنوبية والفيليبين وإندونيسيا. لورد مدينة عالمية اسمها معروف في جميع أنحاء العالم لأن هناك في كل منطقة من العالم مغارة لورد أو رعية تتشفع لسيدة لورد".

- شمعة للغائبين -

وقال المونسنيور: "سنعيش الأسبوع المقدس بفضل عمليات البث. إننا على تواصل مع مئات آلاف الزوار الذين يشاهدوننا في دول عديدة".

وبموازاة بث الصلوات، باشر مزار لورد زيارات "حج روحي"، فيقوم الكهنة كل صباح بإشعال شمعة لكل مجموعة من الحجاج لم تتمكن من الحضور، وتذكر أسماؤهم عدة مرات خلال النهار.

كما تجري عملية أطلق عليها اسم "شعلة، حضور"، تسمح لكل مؤمن بإضاءة شمعة في كاتدرائية المزار.

وأوضح المونسنيور ريباردو دوما ان "هناك إشارات تقليدية خاصة بلورد: ملامسة صخرة المغارة، الماء والنور. ليس بمقدورنا اليوم إرسال ماء مقدسة، ولا دعوة الناس لملامسة الصخرة، لكن النور إشارة لا تزال ممكنة".