لا حجر ولا وقاية... دولة أوروبيّة تواجه "كورونا" بطريقة غريبة جداً!

تنفرد دول أوروبية باستراتيجية غريبة جداً، اتّبعتها للتعامل مع خطر انتشار فيروس "كوفيد – 19"، الذي تراه دول أخرى شبحاً من الممكن أن يقضي على جزء كبير من البشرية، حيث فرضت معظم دول العالم حظراً للتجوال، إضافة إلى إجراءات عديدة وُصفت بالاحترازية.

وأوقفت الدول الأوروبية ومعظم دول العالم نشاطاتها الفنية والثقافية والرياضية في محاولة لمنع التجمعات، بينما لا تزال مباريات كرة القدم على سبيل المثال مستمرة بحضور جماهيرها في بيلاروسيا، الدولة التي اختارت ألا تعيش في كهوف الخوف من فيروس لا يُرى بالعين المجردة.

ويَعتبر رئيس بيلاروسيا أليكساندر لوكاشينكو، المخاوف العالمية بشأن "كوفيد-19" مجرد هوس جماعي، ليس له معنى، حيث كان قد قال قبل أيام في مقابلة تلفزيونية أجريت معه بينما كان يمارس رياضة الهوكي على الجليد: "ليس من فيروسات هنا. هل رأيتم أياً منها يطير في الأنحاء؟ لا أراها أنا أيضاً"، متابعاً: "من الأفضل الموت واقفاً بدلاً من العيش راكعاً"، في إشارة إلى الخوف الكبير الذي تعيشه دول العالم من انتشار "كورونا".

وترفض وزارة الصحة البيلاروسية فكرة فرض القيود والحجر، إذ تعتبر أن الفحوص واسعةَ النطاق وعلاجَ الحالات الصعبة من الإصابة بالفيروس ومراقبةَ الذين اتصلوا بالمصابين أمرٌ أكثر فعالية بكثير، حيث إن معامل البلاد لا تزال تعمل، والتعليم مستمر، حتى أنّ مظهر ارتداء الكمامة هناك لا يزال نادراً جداً.

ومع إجراء الفحوص على 36 ألف شخص، من تعداد السكان البالغ 9.5 ملايين نسمة، يخضع نحو 1500 شخص للملاحظة عن كثب، بينما يعتبر مسؤولو الصحة في بيلاروسيا أن الوضع "تحت السيطرة".

ويدير لوكاشينكو، 65 عاماً، البلاد بشكل شبه ديكتاتوري منذ نحو ربع قرن، ويروّج لنفسه صورة الرجل القاسي الذي لا يتسامح مع أي معارضة، بينما تقول الخبيرة الاقتصادية تاتيانا بايكوفيتش عن الموضوع: "لوكاشينكو يعامل فيروس كورونا كما لو أنه مرؤوس له".