الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

الدوري الإنكليزي في "فراغ أخلاقي"

المصدر: "أ ف ب"
الدوري الإنكليزي في "فراغ أخلاقي"
الدوري الإنكليزي في "فراغ أخلاقي"
A+ A-

اتُهمت أندية #الدوري_الإنكليزي الممتاز لكرة القدم بـ"الفراغ الأخلاقي"، نتيجة استخدامها الأموال العامة من أجل دفع رواتب الموظفين غير اللاعبين، ومطالبتها اللاعبين بتحمل مسؤولياتهم المالية، في ظل التوقف الذي فرضه فيروس #كورونا.

وواجه كل من توتنهام، وصيف بطل دوري أبطال أوروبا للموسم الماضي، ونيوكاسل ونوريتش وبورنموث انتقادات حادة لاستغلال القرار الحكومي القاضي بدفع 80 في المئة من رواتب الموظفين الذين يتم تسريحهم موقتاً من وظائفهم بسبب فيروس "كوفيد-19"، شرط ألا يتجاوز سقف الراتب 2500 جنيه استرليني (3 آلاف دولار) في الشهر.

وقال القانوني جوليان نايت، الذي يرأس لجنة العموم للثقافة والإعلام والرياضة، أنه "من الصعب ابتلاع ذلك"، في إشارة إلى استخدام الأموال العامة لكي تدفع الأندية رواتب موظفيها، مضيفاً: "ما يحصل يكشف النقاب عن الاقتصاد المجنون في كرة القدم الإنكليزية والفراغ الأخلاقي الذي يشكل محوره".

وكشف بورنموث أنه قرر تطبيق التسريح الموقت على "عدد من العاملين" فيه، فيما قرر المدير التنفيذي نيل بلايك، المدير الفني للفريق الأول ريتشارد هيوز، المدرب إدي هاو ومساعده جيسون تيندال أن "يخفضوا طوعياً جزءاً كبيراً من رواتبهم"، بحسب ما أعلن.

وخلافاً لبعض الأندية الكبرى في أوروبا مثل جوفنتوس الإيطالي وبرشلونة الإسباني وبايرن ميونيخ الألماني، لم يعلن حتى الآن عن أي اتفاق بين الأندية الإنكليزية واللاعبين على خفض الرواتب.

ووافق لاعبو برشلونة على خفض رواتبهم بنسبة 70 في المئة، تضاف إليها نسبة اقتطاع للمساهمة في ضمان دفع رواتب الموظفين الآخرين في النادي بشكل كامل خلال فترة الأزمة، في حين أعلن جوفنتوس السبت أن لاعبيه والمدرب ماوريتسيو ساري وافقوا على خفض رواتبهم في ظل تعليق منافسات البطولة وكل النشاطات الرياضية في البلاد.

"سنشهد المزيد من ذلك"

وأشاد رئيس النقابة الدولية للاعبي كرة القدم المحترفين "فيفبرو" يوناس باير-هوفمان بمبادرات من هذا النوع، قائلاً: "أعتقد أن هذا الأمر يظهر الى حد كبير أنهم (اللاعبون) يتفهمون ما يحدث الآن، وبصراحة سنشهد المزيد من ذلك".

في إنكلترا، أمل رئيس توتنهام دانيال ليفي أن تؤدي المفاوضات بين الدوري الإنكليزي وممثلي اللاعبين والمدربين الى أن تتحمل جميع الاطراف جزءا من المسؤولية الاقتصادية التي فرضها فيروس "كوفيد-19"، لكن الاجتماع المشترك الذي حصل الأربعاء بين الدوري الممتاز، دوري كرة القدم الإنكليزية ورابطتي لاعبي كرة القدم المحترفين والمدربين، لم يكن مبشراً إذ لم يتم التوصل الى اتفاق.

وقالت الهيئات الأربع في بيان مشترك: "لم يتم اتخاذ أي قرارات اليوم، ومن المقرر أن تستمر المفاوضات في الساعات الـ48 المقبلة، مع التركيز على العديد من الأمور المهمة، بما في ذلك رواتب اللاعبين واستئناف موسم 2019-2020" الذي توقف في منتصف آذار الماضي، مع موعد مبدئي للعودة في 30 نيسان الحالي.

وليفي نفسه في وضع لا يحسد عليه، رغم القرار الذي اتخذه قبل يومين بخفض رواتب موظفيه وإدارييه للشهرين المقبلين بنسبة 20%، أملاً في أن يحذو لاعبوه حذو إدارته بسبب الأزمة المالية التي سبّبها تفشي فيروس كورونا.

وقال ليفي في بيان: "بعد اتخاذ خطوات لتخفيض النفقات، اتخذنا قراراً صعباً، لحماية الوظائف، وذلك بتخفيض أجور كل الموظفين والمديرين الـ550 من غير اللاعبين لشهري نيسان وأيار بنسبة 20%. نأمل في أن تنتج المحادثات بين البريميرليغ، رابطة اللاعبين المحترفين، ورابطة المدربين عن مشاركة اللاعبين والمدربين من أجل مصلحة كرة القدم".

"يجب أن يكونوا أول من يضحي برواتبهم"

وجاء إعلان ليفي بشأن تخفيض رواتب الموظفين والإداريين في اليوم نفسه الذي كُشِفَ فيه عن تقاضيه مبلغ 7 ملايين جنيه استرليني الموسم الماضي، بينها ثلاثة ملايين كمكافآت ناجمة عن إنهاء الأعمال بالملعب الجديد للنادي على الرغم من أن عملية البناء تجاوزت المدة والميزانية المحددتين لها.

بالنسبة إلى رئيس بلدية لندن صديق خان، يتوجب على لاعبي الدوري الممتاز المساهمة في تجاوز هذه الأزمة، موضحاً لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أن "لاعبي كرة القدم الذين يتقاضون رواتب عالية هم أشخاص يمكنهم تحمل العبء الأكبر ويجب أن يكونوا أول من يضحي برواتبهم مع كل الاحترام، بدلا من الشخص الذي يبيع برنامجا أو الشخص الذي يقدم الطعام".

لكن بإمكان اللاعبين أن يعارضوا فكرة تسليط الضوء عليهم بشكل غير عادل، وأن يُطالبوا بدفع الفاتورة بدلا من مالكي الأندية أصحاب المليارات.

واعتبر الخبير المالي في كرة القدم كيران ماغواير في حديث لوكالة "فرانس برس" أن السياسيين يستغلون كرة القدم، موضحاً: "لا توجه الانتقادات نفسها إلى الصناعة المصرفية. لا توجه ضد المحامين الذين يتقاضون 10 آلاف جنيه في اليوم الواحد، إلى المحاسبين، أو الأموال التي تذهب إلى حسابات خارجية من أجل تجنب دفع الضرائب".

ووفقاً لقائمة صحيفة "صنداي تايمس" للأغنياء، ارتفعت ثروة مالك توتنهام جو لويس، المقيم في جزر البهاماس التي تعتبر ملجأ التهرب الضريبي، إلى 4,4 مليار جنيه استرليني العام الماضي.

وتطرق ماغواير إلى ذلك، بالقول: "ثروة جو لويس نفسه تبلغ أكثر من 4 مليارات جنيه استرليني، ونحن نوجه سهامنا تجاه (مهاجم الفريق) هاري كين، الشاب الذي ستنتهي مسيرته حين يصل الى عامه الـ35".

لا يرغب اللاعبون في أن يكونوا ضحية الأزمة الحالية، ثم التفرج لاحقاً على الأندية تنفق أموالا طائلة حين تبدأ الإيرادات بالتدفق مجددا مع عودة الحياة الى طبيعتها.

وهذا ما تحدث عنه المدير التنفيذي لرابطة اللاعبين المحترفين غوردن تايلور، بالقول: "من المثير للسخرية أن تقوم الأندية بتأجيل التزاماتها للاعبين، ومن ثم تقوم لاحقا بانتداب لاعبين جدد مقابل أموال طائلة".

لكن الانتقالات بعيدة حالياً كل البعد عن تفكير معظم المديرين التنفيذيين الذين يحاولون وحسب الحرص على استمرارية أنديتهم خلال الأشهر القليلة المقبلة بحسب ما أفاد ليفي نفسه، قائلاً: "عندما أقرأ أو أسمع قصصاً عن انتقالات اللاعبين هذا الصيف كأن شيئا لم يحدث، فيحتاج الناس إلى الاستيقاظ لرؤية هول ما يحصل حولنا".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم