الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

" واقتلع الشوق ما تبقى مني "

المصدر: النهار
محمد علي أبو رزيزة-ليبيا
" واقتلع الشوق ما تبقى مني "
" واقتلع الشوق ما تبقى مني "
A+ A-

على منبر العذاب أتكأت، وعبر ناقلات المآسي، وبعد عراك عنيف بين حنجرتي وأحبالها الصوتية، تدحرج صوتي مجلجلاً: فيك لن أقبلها..!!، بربك. أرأيتِ جسداً يقبل التعازي في روحه..؟، أسمعتِ بقلبٍ يقبل التعازي في نبضه..؟، لهذا لم أجد نفسي يوماً لأقبل التعازي في روحي ونبضي معاً، قبيل المأساة لم أجد سوى ضربات هزيلة داخل صدري وكأنها ضربات عصفور داخل قفص قد قارب على الموت، وتحولت شفتاي مذبحة للكلمات، لم ينجُ منها إلا القليل متوسلاً بمرارة: ارحلي.. ارحلي بعيداً وأتركيني في صمت.. صمت الأموات، ولكن ماذا أفعل بهذا الجسد..؟، وماذا تفعل الأموات..؟، عذراً أيها الموت ربما لم أعد أعي ما أقول..!، وهل تقول الأموات لتعي ما تقول..!!، صمت رهيب قد سيطر على مدرجات أضلعي، والكل في انتظار ذلك الصوت المتناغم، وعدت لأصيح مجدداً: أيها الحمقى الجالسون في خشوع، ماذا تنتظرون..؟ ألبعث..!، أم معجزات الرحمن..؟، ولى عصر المعجزات ولن يترنم ذلك الدافق مرة أخرى لأنه في عداد الأموات، لا تسألوني ماذا جرى..؟، ماقد حدث..؟، كيف مات..؟، فالموت حق لامفر من سكراته، وبعد أن عم السكون جسدي لحظة، حمم البراكين تفجرت وألتهم سيلها تضاريس وجهي، هزات زلازل الشوق اقتلعت ماتبقى لي من أضلع، وتناثرت أشلائي بعيداً عنك، فلم أعد لأقبل التعازي.. فأقبليها يابلادي عني.




الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم