"في إيطاليا المواطنون يلقون أموالهم في الشوارع"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#

يتداول عشرات، على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، عددا من الصور لأوراق نقدية ملقاة في الشارع، مرفقة بمزاعم انه "في إيطاليا، المواطنون يلقون أموالهم في الشوارع"،  وأن "إيطاليين يودعون الحياة ويلقون الأموال في الشوارع"، من جراء تفشي وباء كورونا المستجدّ، "بمعنى أن الاموال لا فائدة منها". FactCheck# 

النتيجة: هذه الصور حقيقية، لكن المزاعم المرفقة بها خاطئة تماما، اذ لا علاقة لإيطاليا او الإيطاليين او فيروس كورونا المستجدّ بها. في واقع الامر، ما تظهره هو أموال ألقى بها فنزويليون في شوراع مدينة ميريدا في 11 آذار 2019، بعدما نهبوا بنكا، "ليثبتوا أنه لم تعد لها قيمة"، وفقا لما أوردت تقارير اعلامية.

"النّهار" دقّقت من أجلكم 

الوقائع: منذ ساعات، تكثف تناقل مجموعة صور في تويتر (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...) وفيسبوك (هنا، هنا، هنا...)، مرفقة بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "في ايطاليا المواطنون يلقون أموالهم في الشوارع بمعنى أن الاموال خلاص لا فائدة منها"، أو "عسى ان يستفيد منها الآخرون من يبقى على قيد الحياة"، أو "بعدما تأكدوا من موتهم جميعاً"... 

التدقيق: 

-باستخدام البحث العكسي عن هذه الصور في غوغل، يتبين ان نشرها تكثّف في 12 آذار 2019. وتظهر أوراقا نقدية القى بها فنزويليون في شوراع ميريدا Merida، وفقا لما أورد حساب Conflicts News Worlwide في تويتر في 12 آذار 2019. وميريدا مدينة في ولاية ميريدا بفنزويلا. 

وقد أرفق الحساب عددا من هذه الصور بالشرح الآتي: "تمّ نهب بنك بيسنتاريو في ميريدا. وترك الناس البوليفار الفنزويلي وراءهم، وألقوا المال في الشوارع وأضرموا النار في أكوام من البوليفار الفنزويلي، ليثبتوا أنه لم تعد لها قيمة". البوليفار الفنزويلي هي العملة الخاصة بفنزويلا. 

 

-هذه الصور التُقطت في 11 آذار 2019، بالتزامن مع واقعة النهب والقاء الأموال في شوراع ميريدا في ذلك اليوم، على ما يفيد الموقع الاخباري الفنزيولي Maduradas.com، مشيرا الى أن "أشخاصا مقنعين نهبوا، يوم الاثنين 11 آذار، فرع بنك بيسنتاريو في أفينيدا 3، غلورياس باترياس، في ولاية ميريدا. وقد أكد هذه الوقائع نائب الجمعية الوطنية ويليامز دافيلا، كذلك مراسل صحيفة ناسيونال في ولاية ميريدا ليوناردو ليون".


يومذاك، نشرت مواقع اخبارية اخرى الخبر عن ميريدا، الى جانب هذه الصور، مثل هنا، هنا، هنا، هنا، هنا. وقد اورد حساب تلفزيون Noticias EN VIVO، في تويتر، ان الأوراق النقدية "قديمة"، بينما أورد موقع ان واقعة نهب البنك وإلقاء المال في شوارع ميريدا حصلت بعد ايام عدة على انقطاع التيار الكهربائي في المنطقة. 

 


النتيجة: الزعم ان هذه الصور لها علاقة بإيطاليا أو بأن "الايطاليين يلقون أموالهم في الشوارع" في ظل تفشي وباء كورونا المستجدّ، زعم خاطئ، لا صحة له. هذه الصور تعود الى 11 آذار 2019، وقد التقطت في مدينة ميريدا الفنزويلية، جيث عمد فنزويليون غاضبون الى نهب بنك، والقاء البوليفار الفنزويلي في الشارع، "لإثبات انه لم تعد قيمة له"، وفقا لما أوردت تقارير اعلامية.