الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

أميركا في جحيم كورونا... السفير غبريال عيسى يتحدث لـ"النهار" عن اللبنانيين

المصدر: "النهار"
كني-جو شمعون
أميركا في جحيم كورونا... السفير غبريال عيسى يتحدث لـ"النهار" عن اللبنانيين
أميركا في جحيم كورونا... السفير غبريال عيسى يتحدث لـ"النهار" عن اللبنانيين
A+ A-

تصدّرت الولايات المتحدة الأميركيّة قائمة الدول من حيث انتشار فيروس كورونا نظراً لعدد الإصابات الذي تجاوز الـ164000، فيما لم تتجاوز نسبة الوفيات الـ2%. الألم الذي تعانيه البشريّة كبير، والمؤسف أن يتحوّل الأشخاص إلى أرقام تُحصى أمام هول المأساة وفداحتها.

بحسب الخريطة التي نشرتها وكالة "رويترز"، تتوزّع بؤر الإصابات في الولايات المتحدة على الشكل الآتي: نيويورك، حوالى 67 ألف إصابة، وهي في عين العاصفة تليها كاليفورنيا مع أكثر من 7100 حالة ثمّ ميتشيغن مع حوالى 6500 مصاب؛ ومن ثمّ فلوريدا وواشنطن مع ما لا يقلّ عن 5 آلاف مصاب.

لدعم الشعب خلال الأزمة، قدّم الكونغرس خطة مساعدة، بقيمة مئة مليار دولار، للعمّال المتضررين بشكل مباشر من الوباء ضمن قانون "العائلات أوّلاً" الذي يعطي الحقّ للفرد بالخضوع لفحص مجاني والإفادة من عطلة طبيّة مدفوعة لأسبوعين. ثمّ في سابقة، وقّع الرئيس دونالد ترامب يوم الجمعة الفائت على مشروع قانون يهدف إلى تعزيز الاقتصاد ومساندة ملايين الأميركيّين المتأثّرين بالأزمة عبر تخصيص مبلغ وقيمته 2 تريليونا دولار أميركي.

وفيما حذّر الطبيب أنطوني فاوتشي وهو في فريق عمل ترامب من أن يحصد الوباء 100 إلى 200 ألف أميركي، مدّد الرئيس حتّى 30 نيسان الإقفال واحترام مبدأ التباعد الاجتماعي. هذا وما زالت الحدود مع أوروبا والدول المجاورة مقفلة باستثناء بعض التبادل التجاري.

في ظلّ الأوضاع الراهنة، كان لـ "النهار" اتصال مع سفير لبنان في واشنطن غبريال عيسى الذي أشار إلى أنّ الإستطلاعات ترجّح أن تكون أميركا في عين العاصفة في الأسبوعين المقبلين آملاً تقلّص عدد الإصابات بعد هذه الفترة الزمنيّة. "يلتزم السكّان الحجر الصحيّ في أغلبيّة الولايات، لكن تختلف حدّية التدابير بحسب انتشار الوباء". تابَعَ: "لقد وضعنا استمارات للرعايا لمعرفة من يبغي العودة إلى بيروت وننتظر تعليمات الحكومة اللبنانية التي لم تبلّغنا بعد قراراً واضحاً. الطلّاب اللبنانيون منتشرون في أكثر من 100 مدينة وأعداد المهتمّين بتزايد".

بحسب عيسى، تنسّق السفارة مع القنصليات العامة والقناصل الفخريين لتوزيع المهام ومساندة أكبر عدد من اللبنانيين على تخطّي الأزمة. ويشرح عن مبادرة بالتعاون مع مغتربين مندفعين: "منذ أسبوع نعدّ لائحة بالأسماء لتلبية حاجات الناس محليّاً. معظم المتّصلين من الطلّاب والقسم الآخر من العائلات التي لديها أولاد صغار. تعمل السفارة كوسيط بينهم وبين المانحين الذين يوفّرون لهم أموراً حياتيّة مثل أماكن آمنة للسكن ومواد غذائية ودواء... الجالية متضامنة في ما بينها ومتعاونة".

وفي سياق استفسارنا عن وفاة المغترب ميشال نجم جرّاء إصابته بالكورونا، أفاد عيسى أنّ الرجل من أصول لبنانيّة وهو مواطن أميركي مقيم في ولاية نيو جرسي. هذا وطَمأن أهالي الطلّاب عدم تبلّغه إصابات أخرى ضمن الجالية "يستطيع الشباب التواصل مع السفارة والقنصليّات العامة والقناصل الفخريين. نتدخّل لتلبية الجميع. وَضَعنا خطوطاً خاصّة لاستقبال كافّة الإتّصالات". وأعرب عن اعتقاده بأنه "من الممكن أن تكون هناك حالات اصابة بين المقيمين لأنهم من النسيج".

نظرة من أرض الواقع

حَدَّثَنا حاتم السبعلي، مدير لشركة برمجيات إلكترونية ولمشاريع في الولايات المتحدة وشرق أوروبا والهند؛ من مكان حجره في ولاية تكساس: "معظم الناس يعملون من منازلهم، يلتزمون التباعد الإجتماعي ولا يخرجون إلّا للتبضّع. خلت المتاجر لفترة وجيزة من المطهّرات والقفازات والأقنعة الواقية. وشُيِّدَت مستشفيات ميدانية ووَضَعَت الدولة في تصرّف لوس أنجلوس ونيويورك سفينتين للجيش لاستعمالهما كمستشفيات.

وأضاف: "اعتبرت الولايات المتحدة أنّ الوباء تحدّ يواجَهُ بالتضامن؛ لذا تقوم شركات عديدة مثل "جنرال موتورز" بتقديم مساعدات. وأنتج رالف لورين على سبيل المثال أقنعة، وتعدّ تيسلا أجهزة تنفّس. وتستحدث مؤسّسات أخرى أجهزة لفحص كورونا تُظهِر النتائج خلال دقائق". في رأي السبعلي: "إن لم تتمكّن الولايات المتحدة التي تعمل ببراغماتيّة وعلميّة من حلّ معضلة الفيروس، فليس بوسع أيّ دولة في العالم القيام بذلك... يتحدّث الأميركيون عن رغبتهم بتأمين مساعدات إلى العالم، فعلى الدولة اللبنانية الاستفادة من التقديمات".

وأوضحت من جهتها المهندسة ايرين قرداحي وهي مقيمة في نيويورك أنّ الناس، بالرغم من اعتيادهم الخروج، يلازمون الآن منازلهم للحدّ من انتشار الوباء. بعضهم ما زال يمارس الرياضة في الخارج. السلطات تقوم بعمل جيّد وتلوّح بفرض غرامات في حال عدم لحظ التباعد الإجتماعي. يخضع من لديه عوارض الاصابة بكورونا للفحص بحسب نظام drive thru في مواقف كبيرة وتصدر النتيجة بعد يومين. كثيرون باتوا دون عمل لذا أطلَقَت إدارات مطاعم حملات تبرّع لمساندة الموظفين الذين فقدوا مصدر رزقهم". هذا وعَلمت قرداحي أنّ عدداً كبيراً من الطلّاب يريدون العودة إلى لبنان لأنّ دروسهم باتت أونلاين ولأنّهم بحاجة لدعم مادّي.

في النتيجة، الولايات المتحدة في مواجهة كورونا وملايين اللبنانيين المقيمين على أراضيها يتدبّرون أمورهم ويهبّون لمساعدة من يعاني من ضائقة. بعض المغتربين يريدون العودة وهم بانتظار الحلول.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم