الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

صراعُ الوَباءَين: كورونا والنظام العالمي

سجعان قزي
سجعان قزي
Bookmark
صراعُ الوَباءَين: كورونا والنظام العالمي
صراعُ الوَباءَين: كورونا والنظام العالمي
A+ A-
هل الإنسانُ ابنُ الذاكرةِ يَتعلّمُ من التجارب، وعليه سيتَغيّرُ العالم؟ أم انّه ابنُ النِسيان لا يُبالي، وعليه سيُكمِلُ العالمُ مسارَه من دون تعديلٍ كأنَّ "كورونا" عاصفةٌ ومرّت؟ في بَدءِ الأزمةِ أعطى الحكّامُ الدورةَ الاقتصاديّةِ الأولويّةَ على صِحّةِ المواطنين. هذا مؤشّرٌ سلبيّ. أمّا تأمّلاتُ الناسِ في حَجْرِهم المنزليِّ فتركتِ انطباعًا بأنَّ مفهومَهم للوجودِ تَبدّل. هذا مؤشّرٌ إيجابيّ. المهِمُّ ألّا يكونَ هذا التبّدلُ نتيجةَ خوفٍ آنيٍّ فقط. خوفُ الناسِ يزول ومصالحُ الدولِ تبقى.خوفُنا هذه المرّةَ عميقٌ ووجوديٌّ. أصبح استراتيجيًّا. كنا نَعتبر أن الأوبئةَ السابقةَ فَتكَت بالبشريّةِ عبر التاريخ لأنَّ العِلمَ كان لا يزال بِدائيًّا. أما اليوم، فــ"كورونا" يَفتِك بنا في أوْجِ تقدّم البحوثِ العلميّة والجُرثوميّة. إنّها ظاهرةٌ مُقلقة، شأنُها أن تَدفعَ العلماءَ إلى تعديلِ وِجهةِ أبحاثِهم، والأنظمةَ أولوياتِها. الإنسانيّةُ تطلبُ طمأنينةً تُنقذُها من ضِيقِها الحضاريِّ رغمَ رحابةِ الكون. الإنسانيّةُ تطالبُ بالتحرّرِ من احتكارِ العقل والالتحاقِ برعايةِ الإيمان. لا يستطيع العقلُ وحدَه إسعادَ الإنسانِ من دونِ الإيمان.على الرغم من تخمةِ التقدّمِ التكنولوجيّ، تَشعُر الإنسانيّةُ بنقصٍ روحيِّ ما. والحوكمةُ المبنيّةُ على المصالحِ الماديّةِ أخفَقت في إدارةِ العلاقاتِ بين البشر. لقد أخطأ "ڤولتير" في ادِّعائه أنَّ "الاستبدادَ يزول مع زوال الدين"، فيما أصابَ "نيتشه" حين توقّعَ أن "يزحفَ القرنُ العشرون بوحشيّةٍ، وأن يكونَ العِلمُ...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم