كورونا الأردن: صفّارات إنذار وحظر تجوّل... ماذا كشف وزير الصحة والناطق باسم الحكومة الأردنية لـ"النهار"؟ (صور وفيديو)

استيقظ الأردنيون السبت على دويّ صفّارات الإنذار. حظر التجوّل بدأ، لمنع انتشار كورونا! ترافق الأمر مع بيان أذيع عبر مكبّرات الصوت في أرجاء العاصمة عمان "تعلن مديرية الأمن العام بدء سريان أمر الدفاع القاضي بحظر تنقل الأشخاص، نهيب بالجميع التعاون والالتزام لسلامتكم". 

الطرق خالية كلياً، الجيش والقوى المسلّحة منتشرة لترقّب وضبط أي حركة. ممنوع التجول! 99 حالة مصابة بفيروس كورونا، 77 أردنياً، 6 فرنسيين، 6 عراقيين، 3 بريطانيين، 3 لبنانيين، 3 فيليبينيين، أرجنتيني واحد، استدعى إجراءات مشددة من المسؤوليين الأردنيين.

وزير الصحة الأردني سعد جابر أوضح لـ"النهار" أن "الحلقات التي سببت حالات الانتشار، كانت في حفل زفاف في مدينة إربد، وكان هنالك عدد كبير من المخالطين لمصابين بكورونا وهما العروس ووالدها وهما آتيان من إسبانيا، نقلا المرض الى 15 من الموجودين في الزفاف. وتم فحص أكثر من 200 شخص ممن حضروا حفل الزفاف ومعظمهم أتت نتيجتهم سلبية. في حين نقلت ممرضة خالطت هي وصديقة لها آتية من منطقة موبوءة، الفيروس الى ما يقارب 8 أشخاص"، لافتاً الى أنه "يتم حجز هؤلاء الأشخاص والمخالطين وبالتالي نحاول مع فرق التتبع والتقصّي الوبائي حصر المخالطين، وفي حال ثبتت الإصابات سيتم وضعها في العزل الصحي، أما المخالطون غير المصابين، فسيتم إبقاؤهم في المنزل لمدة أسبوعين".

بلغ عدد الموجودين في الحجر الصحي الإلزامي في الأردن، 5050، 3104 حالات حجر في العاصمة الأردنية، 1923 حالة حجر في البحر الميت و23 حالة في العقبة، في حين وصل عدد الفنادق التي تم استئجارها لغايات الحجر الصحي، 34 فندقاً، 23 في عمان 10 فنادق في منطقة البحر الميت وفندق في العقبة. من جهته، شرح وزير الصحة الأردني سعد جابر لـ"النهار" عن الاجراءات التي اتخذتها الأردن في هذا الإطار، لافتاً إلى أنه إضافة إلى الفنادق، تم تخصيص منطقة للحجر عند الحدود السورية ومنطقتين للحجر عند الحدود السعودية وهي مخيمات préfabriqué، تشمل غرفاً وحمامات منفصلة. مضيفاً أنه يتم تجهيز بعض المناطق التي تتسع لما يزيد عن عشرة آلاف محجور.

إضافة إلى تحدي الحد من انتشار الفيروس في أرجاء الأردن، يوجد 6 الى 7 مخيّمات كبيرة للاجئين السوريين في الأردن، ويؤكد وزير الصحة أن الأردن وبالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة وغيرها من المنظمات، فإن فريقاً كبيراً من الفرق الطبية يقوم بالعناية باللاجئين، " منع الدخول والخروج إلى هذه المخيمات وزوّدت الفرق الطبية بمستلزماتهم ويتم فحص المشتبه بهم، ولغاية الآن منع الاختلاط معهم... أعتقد أن بهذه الإجراءات سنحد من انتشار فيروس كورونا".

وبحسب ما قال وزير الصحة، فإن الإجراءات تنفذ بحذافيرها، إذ توجد فرق عدة تسمى فرق تقصي وبائي، تبلغ نحو 50 فريقاً،وكل فريق يضمّ طبيباً وممرّضاً وسائقاً، مهمتهم تقصي المخالطين لأي إصابة، وتؤخذ عيّنات وينصحون بالبقاء في بيوتهم حتى ظهور العيّنات، وحتى لو كانت العينات سلبية يتم نصحهم بالبقاء في المنزل لمدّة أسبوعين على الأقلّ.

ويضيف الوزير: "نحن ننقومبأقصى التدابير ونحاول جهدنا ألا نصل الى سيناريوات إيطاليا وإيران وإسبانيا وغيرها من الدول الأوروبية، أملنا كبير بالمواطن أن يفهم أهمية الوقاية من هذا المرض واتباعها والتي بات يعرفها الجميع، إذ إننا منذ 6 أسابيع نقوم بحملات يومية لتوعية المواطن الأردني، إن كان عبر الرسائل اليومية عبر الهواتف أو المحاضرات التوعوية في المدارس والمستشفيات، أو عبر شاشات التلفزة. كل الكلام عن كورونا ليصبح المواطن الأردني ملماً بكيفية التصرّف للوقاية من هذا المرض. وهنا الالنزام يجب أن يكون واجباً".


يصف جابر حظر التجوّل بأنه "إجراء قوي جداً"،" عندما يُلزم المواطنون بالبقاء في المنازل نمنع الاختلاط وبالتالي انتشار المرض، ويعطي هذا الوقت للجسم الطبي لمعرفة المصابين وعزلهم عن باقي المجتمع وإعطائهم الفترة للشفاء وعلاج الحالات، بحيث إذا مضى أسبوعان إلى شهر من دون أن تحدث إصابات جديدة، نعتبر أن الوطن قد خلا من المرض، وخاصة أننا أغلقنا الحدود البحرية والبرية والجوية. فبالتالي حالات مصابة من الخارج لن تأتي، وأعتقد أن هذا من أقسى الإجراءات، ولكن يمكن أن تتطور إلى تشديد منع الحركة".

وختم كلامه قائلاً: "أعتقد أنه يجب أن ننظر نحن العرب إلى أن المرض قد دخل بلادنا ويجب أن نعتبر أنه انتشر، فبالتالي الإجراءات القاسية من تحديد الحركة أو حتى منع التجول، كما حصل في الأردن، وتزويد المؤسسات الطبية باحتياجاتها من فحوصات ومواد حامية للموظفين وتقوية النظام الصحي"، هي أمر ضروري، وأن "الأساس وحدة الشعب والحكومة".

من جهته، يقول وزير الدولة لشؤون الإعلام، الناطق الرسمي بإسم الحكومة الأردنية أمجد العضايلة، أن "هذا الوباء وباء عالمي ولا بد من تنسيق الجهود العربية والدولية لتجاوز هذه الكارثة العالمية التي تجتاح العالم"، لافتاً في حديث لـ"النهار" أن "الأردن اتخذ اجراءات احترازية مسبقة منذ بداية اكتشاف هذا المرض في الصين، من بينها تعطيل المدارس والجامعات ومن ثم تعطيل الموظفين في القطاعين العام والخاص الى أن وصلنا الى مرحلة فرض حظر التجول كاملاً". وأكدّ أن هذه الخطوة اتخذت للحدّ من انتشار المرض، "هذه الخطوة تتماشى مع خطوات اتخذتها دول العالم ونجحت بذلك بينها الصين وبعض الدول الأخرى".

"المرحلة صعبة"، وأكّد أن الشعب الأردني متفهم أن الخطوات التي اتخذتها الحكومة هي من أجل الحفاظ على سلامة المجتمع والحفاظ على الصحة العامة". وكشف الوزير أن الحكومة سوف تعلن الاثنين عن اجراءات جديدة فيما يتعلّق بحظر التجوّل، ولا سيّما في ما يتعلّق بحركة المواطنين وقال: "نحن فرضنا حظر التجول ابتداء من يوم السبت لغاية صباح الثلثاء وأيضاً سيبقى هذا الحظر لكن بخطوات سيعلن عنها يوم الاثنين (اليوم) بالنسبة لحركة المواطنين وبالنسبة لتسيير الحياة وتزويد المواطنين بالمواد الغذائية والدوائية اللازمة".

وأبدى العضايلة استعداد المملكة الأردنية الهاشمية لتبادل الخبرات مع لبنان والتنسيق المتواصل، "لبنان غالٍ وعزيز... لا بد من دعم بعضنا البعض ولا بد من رسائل قوية لشعوبنا أن هذا الأمر خطير جداً ولا بد من التوعية المتواصلة واتخاذ خطوات قاسية وصعبة بما فيها حظر التجوّل وحصر الحركة بالحدّ الأدنى". وشدّد على أنه "يجب على الشعوب العربية أن تتفهم هذه الخطوات وأن تتفهم أننا في مرحلة صعبة جداً".