بالفيديو والصور: "كورونا" يشلّ نشاط النوادي والأكاديميات... التمارين "اونلاين" بـدلاً من التدريبات الـميدانية

نمر جبر

لم يكن ينقص الرياضة المحلية سوى وباء "كورونا" حتى تتوقف الحركة في شكل تام وتقفل النوادي والاكاديميات ابوابها في شكل كامل.








صحيح ان الوضع الرياضي لم يكن في احسن احواله قبل 17 تشرين الاول 2019، اذ كانت غالبية النوادي في غالبية الالعاب الجماعية تعاني مادياً نتيجة الازمة الاقتصادية والمالية التي كانت تضرب في مختلف الاتجاهات، وتحاول مقاومة العجز في موازاناتها في شتى الطرق و"باللحم الحي" معتمدة على الوقت لحل جزء منه وعلى المساعدات التي كانت تمني النفس في الحصول عليها لسد جزء آخر من هذا العجز.

ومع تعليق الحركة في البلد في مختلف القطاعات انسجاماً مع قرارات مجلس الوزراء وتشدد اجهزة الرقابة في إلزام اقفال المطاعم والمقاهي والمجمعات التجارية وصولا الى اقفال النوادي الرياضية على اختلافها التزاماً بقرار وزارة الشباب والرياضة واعلان غالبية النوادي وقف نشاطها واغلاق ابوبها لا سيما تلك التي لديها اكاديميات في كرة القدم وكرة السلة والجمباز والالعاب القتالية على انواعها والريشة الطائرة وغيرها من الالعاب الرياضية التي كان يزاولها الرياضيون على مدار الاسبوع.

الإقفال القصري أوقف التمارين الميدانية ودفع غدارات النوادي الى البحث عن البدائل التي يمكنها ان تبقيها على تواصل مع رياضييها من دون اي احتكاك مباشر مع المدربين على غرار التعليم الاكاديمي من بُعد التي اعتمدته غالبية المدارس والجامعات بناء على توصية من وزارة التربية والتعليم العالي، فجاءت فكرة استبدال التدريبات الميدانية بالتمارين "اونلاين" وعبر منصات التواصل الاجتماعي لتسد بعضا من النقص.

نواد واكاديميات كثيرة اعتمدت هذه الخطوات بعضها نجح والبعض الاخر يسعى الى تطوير خطوته وتحسينها لتتناسب مع الظروف والحالات المستجدة. فالامور ليست سهلة ونجاح الخطوة يتطلب جهودا مضاعفة وتعاون من الجميع لانجاحها.


هوبس

اول المبادرين كان نادي هوبس الرياضي الذي عقد رئيسه جاسم قانصوه العديد من الاجتماعات مع مسوؤلي الاكاديميات والمدربين في مختلف الالعاب لوضع الاسس والسبل الاساسية لاطلاق سلسلة من التدريبات من بُعد في مواقع التواصل الاجتماعي تتضمن اضافة الى تمارين بدنية وفنية ارشادات صحية تساعدهم في الحفاظ على الحد الادنى من اللياقة البدنية وتبقي التواصل قائماً بين النادي ومدربيه ورياضييه.

واكد قانصوه في اتصال لـ"النهار" ان ادارة النادي التزاما منها بقرار مجلس الوزراء ووزارة الشباب والرياضة بوجوب الالتزام بعدم الخروج من المنزل من جهة وايمانا من ادارة النادي بأن سلامة رياضييها ومدربيها وموظفيها اولوية في الظروف الراهنة التي وصفها بـ"الصعبة والدقيقة"، وقال: "قررنا في موازاة الاقفال التام، اطلاق التمارين في مواقع التواصل الاجتماعي للبقاء على تواصل مع جميع رياضيينا". وحدد ثلاثة اهداف وراء هذا المشروع "تحفيز اللاعبين على الاستمرار بمزاولة الرياضة رغم الظروف الصعبة وعدم الاستسلام، الحفاظ على الحد الادنى من اللياقة البدنية والمعنويات الذهنية العالية، ورفع نسبة المناعة في الجسم لمقاومة التعرض لاي من الامراض على اعتبار ان الرياضة ترفع من منسوب المناعة"، وشدد على مواكبة التمارين الرياضية ببرنامج تغذية "ستتولى الاختصاصية في النادي المتابعة الغذائية مع الرياضيين مباشرة عبر التواصل من بُعد من خلال تحديد الحصص الغذائية وكميتها ونوعيتها لتتناسب مع التمارين من جهة وللحؤول دون زيادة الوزن من جهة ثانية".

وكشف عن حصص تدريبية "تتناسب والوسائل المتوافرة لدى رياضيينا من جهة والمحيط الذي يعيشون فيه من جهة اخرى" سيتم نشرها تباعا ومرتين في الاسبوع لالعاب كرة السلة وكرة القدم والجمباز والريشة الطائرة والتايكواندو وغيرها من الرياضات المعتمدة في اكاديمية هوبس في كافة الفروع وسيتم عرضها على الطلاب من خلال اشرطة فيديو ستنشر على مواقع التواصل الاجتماعي التابعة للنادي (فايسبوك وانستغرام) اضافة الى شرح خطي مفصل من المدربين عن مدة الحصة وعدد التمارين.

ودعا قانصوه الاهل الى تشجيع اولادهم ومساعدتهم ومعاونتهم على مزاولة الحصص التدريبية، وقال: "لطالما كانت ادارة نادي هوبس تعتبر الاهل شركاء في تأمين كل وسائل النجاح لاولادهم والمرحلة الراهنة تتطلب التعاون الى اقصى الدرجات لتوفير بيئة صحية للاولاد من خلال الاقامة الالزامية في المنزل التي علينا التعاون لتحويل بعض فتراتها الى متعة وتسلية مفيدة".

اكاديمية نديم سعيد

على صعيد متصل، شدد لاعب منتخب لبنان سابقا وكابتن فريق الحكمة بيروت نديم سعيد وصاحب "اكاديمية نديم سعيد لكرة السلة" (NSA) التي كانت بدورها من الاوائل التي تواصلت مع لاعبيها عبر منصات التواصل الاجتماعي على اهمية التمارين من بُعد وقال: "لا شك ان بعض التمارين تساعد طلاب الاكاديمية على البقاء في جهوزية ولو في الحد الادنى من جهة وحتى لا يفقد الطالب الرغبة في ممارسة الرياضة في حال طالت فترة البقاء في البيت من جهة ثانية". واكد على اهمية اختيار التمارين ونوعيتها ومدتها لتكون مناسبة ويتاح ممارستها في مختلف الظروف. كما شدد على اهمية التعاون بين كافة الاطراف (مدربين، رياضيين واهل) لانجاح الخطوة.

الجمود يلف الحركة الرياضية المحلية حتى إشعار آخر والصعوبات على انواعها خنقت الموسم الرياضي في بدايته وفرضت وقائع جديدة غير مسبوقة. ولا يبدو في الافق ما يدعو الى امكانية استئنافه كما ترغب الغالبية. فالامور كلها تغيرت والواقع الجديد فرض نفسه ولا شك في ان الموسم المقبل سيكون مغايرا للمواسم المقبلة.