الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

كورونا حركةٌ "تصحيّحةٌ" عالميّة

سجعان قزي
سجعان قزي
Bookmark
كورونا حركةٌ "تصحيّحةٌ" عالميّة
كورونا حركةٌ "تصحيّحةٌ" عالميّة
A+ A-
إثْرَ اجتياحِ هتلر فيينا (1938) قال سيغموند فرويد: "إلى الآن قادتْنا كلُّ الطرقاتِ إلى النور، بَدءًا من اليوم ستَقودنا نحو الظلمة". في زمن "كورونا"، والخوفُ يَعترينا والهواجس، يبقى الأملُ والرجاءُ والصلاةُ قِوى الاحتياطِ فينا. تُرافِق عُزلتَنا وتَضبُطُ توازنَ أفكارِنا. تُكيّفُ طاقتَنا على التأقلم مع تجاربِ الوجودِ والانْزواء. ليس الربُّ من أتى بالوباءِ، لكنَّ الربَّ قادرٌ على طردِه، وإلا باطلًا يكون إيمانُنا. وربّما خَشيةَ أن تَخدُشَ إيمانَنا، تركت الحكومةُ لنا حريّةَ إعلانِ حالةِ الطوارئ الاختياريّة والفرديّة، واكتفَت هي بـــ"التعبئة".نحن نؤمن بأنَّ النورَ هو دائـمًـا أمامَنا، والظلمةَ دائـمًـا وراءَنا. لا يدومُ نورٌ في العالمِ ما لم يَستقِر في داخلِنا. ولا تستمرُّ ظلمةٌ في العالم ما لم تَمكُث في داخلِنا. المسألةُ تَـموضُعٌ فكريٌّ ونفسانيّ. من هذا التموضعِ تَبدأ الانتصاراتُ على كلِّ تحدٍّ. بعضُ مؤرِّخي الحربِ العالميّةِ الثانيةِ يؤمن بأنَّ هزيمةَ أوروبا أمامَ هتلر سنةَ 1940 هي بسببِ عدمِ الاستعدادِ الفكريِّ تجاه المشروعِ النازيّ، وبأنَّ انتصارَها اللاحِقَ عليه سنةَ 1945 هو بفضلِ استعادتِها (وأميركا) اليقظةَ الفكريّة. المؤسفُ أنَّ يقظةَ الشعوبِ غالبًا ما تأتي متأخّرةً لأنّها تتعاطى مع اليوميّات وتُهمِل التاريخ. والتاريخُ مليءٌ بـــ"العناصرِ المجهولة" كما ذكر "شارل بيغي" في كتابِه "حوارُ التاريخِ مع الروحِ الوثنية".رغمَ الخطرِ الـمُحدِقِ، ما نَـمُرُّ فيه اليومَ مرحلةٌ وتَمضي. "الأبرارُ يَرِثون الأرضَ ويَسكُنونَها إلى الأبد". لسنا على مشارفِ النهاية. وبإيماني، النهايةُ مساويةٌ القيامةَ. بَعد وقتٍ تَخرجُ العواطفُ من سِجنِها إلى المروجِ وتَدعونا نَجلِسُ في ظلالِها. من المشاعرِ الكبيرةِ تُولد الآمالُ الكبرى. لا نَدَعنَّ الخوفَ يسيطرُ علينا فهو...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم