الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

تتمّة أولى لحوار من وراء الجدران

عقل العويط
عقل العويط
Bookmark
تتمّة أولى لحوار من وراء الجدران
تتمّة أولى لحوار من وراء الجدران
A+ A-
- ... مساء الخير يا صديقي. ها أنا متفرّغٌ الآن لاستكمال حوارنا الذي بدأناه أوّل من أمس. تأخّرتُ عليك. معليش. عذري معي. تعرف أنّي عاطلٌ عن العمل حاليًّا، بعدما سُرِّحتُ من وظيفتي. ولم أحصل على رواتبي المتأخّرة. وعليه، فقد خرجتُ أمس لأبحث عن رزقي، كسائق تاكسي مستجدّ (تَصَوَّرْ: أنا سائق تاكسي، مع احترامي الشديد لأهل هذه المهنة!)، على رغم الإجراءات الوقائيّة المتشدّدة، لكنّي للأسف عدتُ إلى البيت في ساعةٍ متأخّرة، من دون أنْ أجمع ما يكفي من الليرات لإطعام عائلتي. لا أستطيع أنْ أمدّ يدي، تعرف ذلك... - مَثَلُكَ كمَثَل أناسٍ كثيرين. عليكَ، وعائلتكَ، بالخبز والزيتون، وبحواضر البيت، كما أنا أفعل. وكما نحو أربعين في المئة من أبناء شعبنا. المهمّ أنْ يسدّ الواحد منّا رمقه، ويُسكِت جوعه، وأنْ – خصوصًا - يبقى واقفًا على رجليه، مرفوع الرأس وموفور الكرامة، مادّيًّا ومعنويًّا. هذه مناسبةٌ قد لا تتكرّر في أعمارنا، لتدبير أمورنا على طريقة الذين سبقونا، قبل مئة عام، وربّما قبل ذلك بكثير. لن نموت جوعًا. لن نموت أيضًا ممرَّغي الجباه. أمامنا أيّامٌ صعبة، وقد تُتّخَذ...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم