الحكومة أمام عتبة التفاوض... الامتحان ليس سهلاً!

ليست المسألة بهذه السهولة المصوّرة أو الاستهانة المعقودة على مرحلة ما بعد اعلان رئيس الحكومة حسّان دياب تعليق دفع سندات "الاوروبوندز" ومضيّ مهلة الأسبوع التقنية التي لحقت الاستحقاق وكان لها أن أكّدت تخلّف لبنان عن الدفع رسميا وقانونياً. لا يمكن التعامل مع القضية من منطلق نفسيّ، لا يمتّ للوقائع العلمية بصلة. ولا يمكن مقاربة الملف، وكأنّ القرار اتّخذ ولا شيء تغيّر في لبنان والشمس تشرق وتغيب. ولا يمكن تغليب أزمة فيروس "كورونا" على الأزمة المالية، ذلك أنّ الشمس تشرق وتغيب، وعدّاد الوقت لا يمنح فترة استراحة. انطلقت المرحلة الدقيقة عملياً. يمكن الدائنون الخارجيون الاحتكام إلى استراتيجية المفاوضات الجماعيّة عبر الاتفاق على تكليف شركتين مالية وقانونية وتشكيل وفد مشترك يمثّلهم في عملية التفاوض. ويمكن هؤلاء اللجوء الى مبدأ المفاوضات الفردية. وتترجم أسوأ الاحتمالات برفض بعضٌ الدائنين الخارجيين أو أحدهم الدخول في مفاوضات والتقدّم بدعاوى قضائية.تنتظر الحكومة اللبنانية مرحلة هي أشبه بمراحل مغامرات شخصيات ألعاب الفيديو. تتضاعف الصعوبات مع تقدّم المراحل. ولعلّ أسهل المراحل تتمثّل في أرض التفاوض مع الدائنين الداخليين الذين تكمن مصلحتهم في التوصل الى توافق مع الدولة واستبدال السندات بأخرى أقرب...