الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

النار تغلي تحت الرماد في سجن "رومية"... عودة الهدوء واستمرار المعاناة

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
النار تغلي تحت الرماد في سجن "رومية"... عودة الهدوء واستمرار المعاناة
النار تغلي تحت الرماد في سجن "رومية"... عودة الهدوء واستمرار المعاناة
A+ A-

عاد سجن رومية المركزي إلى المشهد الأمني، بعد انتفاضة السجناء، في محاولة لإرسال صوتهم ومطلبهم بالعفو العام، لاسيما مع الوضع المستجدّ على العالم والخشية من تسلّل فيروس "كورونا" إلى السجن ووصول الأمر إلى ما لا تحمد عقباه. وما زاد من إصرارهم على ذلك إطلاق العميل عامر فاخوري في الأمس.

"انتفاضة" وتحرك قريب

مقاطع الفيديو التي تدوولت من السجن، أظهرت حالة الغضب عند السجناء، وكذلك عملية إحراق الفرش ومحاولة خلع الأبواب. وبحسب ما قالت والدة أحد السجناء الإسلاميين في مبنى "ب" لـ"النهار": "كل المباني في سجن رومية انتفضت في الأمس، هاجمتهم القوى الضاربة، أطلقت الرصاص المطاطي، أصيب 8 أشخاص في المبنى ب، هناك حالة خطرة لسجين من عرسال، كما أصيب شاب من باب التبانة في أصبعه، اليوم نقلوه إلى المستشفى وربما سيحتاج إلى عملية بتر". وتابعت: "عندما سمع الأهالي بانتفاضة أبنائهم عند الساعة العاشرة مساء سارعوا إلى السجن، بقوا طوال الليل وإلى الآن لم يغادروا المكان، وليعلم الجميع أننا سنبدأ تحركاً كبيراً، وننسّق الآن مع أهالي السجناء في كافة المناطق اللبنانية، ولن نهدأ ولن نستكين حتى إقرار العفو العام، فلن أقبل بقاء ابني في السجن لمشاركته في معارك باب التبانة، ولا يزال إلى الآن من دون محاكمة، في حين من أعطاه البارودة من سياسيين يسرحون ويمرحون".

معاناة كبيرة

"حان الوقت لإقرار العفو العام، فبأي عدالة يُطلق عميل ويبقى أبناؤنا خلف القضبان؟! كما أننا نخشى عليهم الآن من الفيروس الخطير، عدد كبير من الدول أطلقت سجناءها كي لا يتفشى الوباء ويفتك بهم، أما في سجون لبنان وبعكس ما يدّعي الأمنيون، لا يوجد أدنى المعايير الصحية. نعم قاموا برش مادة قالوا إنها معقّم في رومية، لكن في الحقيقة لا أحد يعلم ما هي، وقد تحسس بسببها عدد كبير من السجناء، مخاوفنا على أولادنا كبيرة، هم يقولون أن لا كورونا في السجن، لكن ما الذي يضمن لنا عدم انتقال العدوى من قبل عناصر الدرك المفروزين هناك، هل ننتظر أن يموت أولادنا كي نتحرك، عدا عن أن سجناء مبانٍ عدة أعلنوا إضرابهم عن الطعام"؟ وأضافت: "ما يعانيه السجناء تعجز عن وصفه الكلمات، الاكتظاظ في الزنزانات مريب، ففي الغرفة التي يتواجد فيها ابني يوجد معه 10 سجناء، حتى إنه يُمنع علينا إدخال الماء والحاجيات وحتى المعقّمات، يُفرض علينا أن نشتري من دكان السجن، وأسعارها مضاعفة عن الأسعار في الخارج، في حين أن وضع الأهالي الاقتصادي سيئ جداً، نعاني كثيراً كي نؤمّن لهم قوت يومهم، كما أن المياه من حنفية السجن لونها ترابي، هذه لوحدها وباء".

عودة الهدوء

"عاد الهودء إلى السجن الذي يُعدّ من أكبر سجون لبنان"، وفق ما قال مصدر أمني لـ"النهار". مضيفاً: "إن إجراءات تحسين الوضع داخل السجون مستمرة، إضافة إلى الإجراءات الوقائية لمواجهة فيروس كورونا، وفي الأمس قمنا بتعقيم سجن رومية، وأنا أؤكد أن المساجين في حماية من الفيروس أكثر من المتواجدين خارج السجن". وعن الهواتف والسكاكين التي ظهر وجودها في السجن أجاب: "كأي عملية تهريب مخدرات وآثار وعمليات مزيفة عبر الحدود، يمكن أن تحصل عمليات تهريب إلى داخل السجن، لكن نضبط الكثير، وانخفض عدد عمليات التهريب بشكل كبير". وعن التخوّف من إمكانية تكرار مشهد الأمس أجاب: "نتمنى أن لا يحصل ذلك، فهذا ليس من مصلحة المساجين، فعند حدوث أعمال شغب يؤذون أنفسهم بتدمير الأدوات والمعدات العائدة لهم". وأوضح أن "طلب العفو العام يعود إلى مجلس النواب، لذلك يجب ألا يدفع عناصر الأمن والعناصر المولجة بالحماية الثمن".

"رومية" أرض الرمال المتحركة التي لم تبالِ به الحكومات المتعاقبة، فمتى ستتحرك الدولة وتضعه ضمن أولوياتها؟


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم