الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

بالصور: الحجر المنزلي سيد الموقف في المناطق الشمالية

المصدر: "النهار"
طوني فرنجية
بالصور: الحجر المنزلي سيد الموقف في المناطق الشمالية
بالصور: الحجر المنزلي سيد الموقف في المناطق الشمالية
A+ A-

حتى منقوشة الزعتر شملتها تدابير "كورونا" الاحترازية، فغابت عن الناس الذين افتقدوها "ترويقة "الصباح" غير المزفرة "في زمن الصوم والتي تسد الجوع بألف ليرة.

كأنها حالة حرب تعيشها المناطق الشمالية كافة، حتى الجردية منها، إقفال تام، لا حركة في الشوارع إلا نادرا، تلبية لحاجة، ثم عودة الى الحجر المنزلي الطبيعي، والكمامة على الوجوه، والقفازات في الأيدي، للذاهبين الى المتاجر للتبضع، او المتجولين في الشوارع لضرورة قصوى، وقد غاب السلام، والمصافحة، والقبل، والأخذ بالأحضان، لتحل محل كل ذلك التحية من بعيد، والقبلة المرسلة بالهواء، واذا اخطأت واخذتك العاطفة عن غير قصد، ومددت يدك للمصافحة، ترى عيون الشخص المقابل لك، "تقدح شرراً"، وكأنه يريد ان يصوب عليك ليس نيران غضبه فحسب، بل هو مستعد للتضحية بالصداقة، والمحبة، والعشرة، والالفة الطويلة الامد، شرط الا يمد يده لمصافحتك، وإن اخذه الحياء والخجل فإنه يضع يده على صدره رداً عليك، بما يجعلك تفهم ان الزمن هو زمن "كورونا" والله ينجينا.

إقفال تام في الدوائر والمؤسسات والمصارف والحال وحتى أفران المناقيش اقفلت من دون ان تكون الطوارىء الصحية شملتها بحيث ان إقفالها جاء بدعوة من البلديات منعاً للتجمعات والاكتظاظ.

"الكل استحقها، والموسى وصلت الى كل الذقون، والخوف يوحد بين الكبير والصغير، والغني والفقير، انه غضب الله، وامامه لا تنفع الثروات ولا المواكب وحدها الصلاة ترفع الغضب، والايمان القوي، والاحتراز والوقاية واجبان وضروريان، لان الوباء لا يترك احداً".

كلام لأحد المعمرين الجرديين الذي دعا الى العودة الى الله لرفع الغضب عن الشعب كله ليس في لبنان فحسب بل في كل العالم.

في هذا الوقت نشطت البلديات والمؤسسات والمبادرات الخاصة حزبية كانت ام سياسية في "التعقيم"، وبدأت تعقيم الشوارع والادارات والاماكن العامة حفاظا على السلامة العامة فيما المنازل والبيوت تعقم بشكل مستمر خصوصاً وان اقامة الاولاد في البيوت ستطول.

اللعب في الساحات وبين البيوت في القرى انتفى نهائياً بين الاولاد لتجتمع العائلات حول التلفزيون والاولاد يؤانسهم الهاتف الخليوي وتحدث المشكلة عندما يبطىء النت او ينعدم.

وللمرة الاولى تخلو الكنائس من المؤمنين والجوامع من المصلين فاستعيض عن ذلك بالصلاة البيتية وبتجوال للقربان المقدس في بعض القرى والبلدات والمدن للمباركة والتقديس.









الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم