شادي الأشقر يتحدّث لـ"النهار" عن إصابته بـ"كورونا" من حجره المنزليّ: "الله لا يجرّبكم" (فيديو)

الإصابة بـ"كورونا" ليست خطيئة، وليست عاراً على المصاب، خصوصاً إذا كان لا يدري أن الشخص في محيطه مصاب بـفيروس كورونا، ويستهتر بصحته وصحة الآخرين. ومن يعلم أنه مصاب ويتعاطى مع حالته بجدية حفاظاً على حياته وحياة من يحبهم، يجب أن يكون قدوة في هذا التصرّف، كي نتمكن من محاصرة هذا الوباء ونمنع انتشاره.

هذا ما فعله شادي الأشقر، ابن صاحب سوبر ماركت "غولدن ستار" في جونيه، الذي أصيب من دون علمه بأن المحامي الذي قصده كي يوقّع بعض الأوراق لديه مصاب بفيروس كورونا. عندما علم شادي من ابنة هذا الشخص بأنه مصاب بكورونا، توجه تلقائياً، ومن دون تردد، لإجراء الفحص المخصّص للفيروس، وعزل نفسه قبل أن يتبيّن أنه إيجابي وأنه يحمله، وسارع إلى إجراء الفحوصات لعائلته والأشخاص الذين يعملون معه. وقال لـ"النهار": "قمنا، وبالتعاون مع بلدية جونيه، بإقفال المحل كجميع المؤسسات، خوفاً على سلامة الموظفين الذين يعملون معنا والزبائن. وسنعقّمه غداً كي نتأكد كلياً من أن أحداً لن يصاب، علماً أني المصاب الوحيد، وقد عزلت نفسي تلقائياً قبل أن تظهر نتيجة الفحص، كي لا أعرّض عائلتي الصغرى والموظفين والناس للإصابة".

وأضاف لـ"النهار" أن "جميع الموظفين الذين يحتكون بي، قاموا بالفحوصات المطلوبة، أخي وأبي الطاعن في السن، وجميعهم صدرت نتيجة فحوصهم وكانت سلبية".

صراحةُ شادي تصدمك. تجده متصالحاً مع إصابته. وحقيقة حالته الصحية تعكس هدوءه الداخلي. يشرح أن سبب نشره الفيديو الذي جرى التداول به منذ الصباح على مواقع التواصل الاجتماعي، وقول الحقيقة، كانا بهدف وضع حدّ للشائعات التي طالت وقد تطال عائلته، ومنعاً للمزيد من حالة الهلع في جونيه ولدى الزبائن.

ورداً على سؤال عن سبب عدم وجوده في المستشفى، قال إن "حالته لم تستدعِ بقاءه في المستشفى لعدم وجود العوارض التي يصاب بها المريض، لكن وزارة الصحة طلبت منه أن يحجر على نفسه بعيداً من الناس، فأنا موجود في شقة معزولة عن الجميع وتتابعني الوزارة والبلدية، وحالتي كما شاهدتم مستقرة، ولا أعاني أي عارض".

ووجّه عبر "النهار" رسالتين: الأولى لـ"أصحاب الشائعات غير المسؤولة" قائلاً: "الله لا يجربكم"، والثانية إلى جميع اللبنانيين: "ما تستهتروا بصحتكم، فلا تعلمون من أين تأتيكم الإصابة، حافظوا على صحتكم وصحة من تحبون، وابتعدوا عن الناس في هذه الأوقات الحرجة".