لبناني في "بادوفا" الايطالية يروي لـ"النهار" تجربته في مدينة الرعب

الخوف من "كورونا" يسيطر على اللبنانيين داخل لبنان وخارجه، فالفيروس الذي ظهر فجأة فارضاً نفسه على العالم، يلاحق الجميع، لا أحد في منأى منه، والمغتربون اللبنانيون في خطره، لا سيما في الدول الموبؤة به كإيطاليا، وإن كانت تخفف عليهم من رعبه الإجراءات الوقائية الصارمة التي تتبعها الدولة.

نقل الصورة

طلال كبريت (60 سنة) مغترب لبناني يعيش منذ سنة 1981 في مدينة بادوفا شمال شرق إيطاليا (أولى البؤر التي ظهر فيها الفيروس) نقل لـ"النهار" صورة الوضع هناك، وكيف يعيش، والسكان، والإجراءات الصارمة التي تتبعها الدولة للحد من انتشار الفيروس ومن ثم القضاء عليه. زوجته Simonetta ممرضة إيطالية تم تجنيدها لإجراء فحص الكورونا للأطباء في المستشفى بشكل يومي، وفي الأمس طُلب منها الخضوع للفحص بعد أن ظهرت نتيجة فحص أحد زملائها إيجابية، وإلى أن صدرت النتيجة اليوم، عاش كبريت وعائلته ساعات من الخوف، حيث قال كبريت: "نحمد الله النتيجة كانت سلبية وإلا كنا جميعنا سنخضع للفحص".

خطوات تصاعدية

"قبل أكثر من شهر بدأ كورونا بالظهور، كانت الحياة تسير بشكل طبيعي إلى أن بدأت السلطة اتخاذ إجراءات، شعرنا عندها أن الوضع ليس على ما يرام، وأن هناك خطراً مقبلاً مع الأيام"، قال كبريت مضيفا: "قبل شهر أغلقت المدارس أبوابها، وبدأت الدروس عبر الأونلاين، كما اتُخذ قرار بإغلاق المطاعم عند الساعة السادسة مساء ليتطور قبل يومين حيث صدر قرار إغلاقها بشكل كامل، إضافة إلى دور السينما والحدائق وأماكن التجمعات، في حين أن الخروج من المنزل أصبح للضرورة فقط أي إلى الصيدلية والسوبرماركت حيث توجد المعقمات عند مدخلها، كذلك القفازات وبالمجان، مع العلم أن عدداً قليلاً يضع كمامة عند خروجه من البيت، وذلك بعد تأكد السلطة أن العزل هو الوسيلة الأنجع للقضاء على الفيروس".


إجراءات صارمة

كبريت (والد لابنتين) والذي يمتلك شركة للرخام توقف عمله، لا سيما وأن بضاعته تصدّر إلى الخارج، ولفت إلى أنه "كأننا في مدينة أشباح، بعد أن سجل نحو 9000 إصابة بالكورونا ونحو 400 ضحية لها، وهناك تحذير من الدولة أنه في حال عدم التزامنا العزل المنزلي قد يصل عدد المصابين الى المليونين"، مشيراً الى أن "عناصر الشرطة تنتشر في الطرق، تقيم الحواجز، حيث يُفرض على كل من يغادر منزله تعبئة استمارة يبين فيها سبب ذلك، يقدّمها للشرطة التي يجدها عند أي حاجز، وفي حال لم تقتنع الشرطة تمنعه من إكمال طريقه لا بل تسطر بحقه ضبطاً، لا مركبات تسير على الطرق سوى الشاحنات التي تنقل المواد الغذائية إلى السوبرماركت والأدوية إلى الصيدليات والمستشفيات"، وعن دخول المعقمات إلى حياتهم اليومية أجاب "الدولة تقوم بذلك من خلال رش المعقمات في الطرق"، وختم آملاً أن يتم القضاء على الفيروس في كل الدول وبأسرع وقت.

وكانت سفيرة لبنان في إيطاليا ميرا ضاهر قالت لـ"النهار" انها طلبت من "الحكومة اللبنانية والمصارف تسهيل تحويل الأموال الى الطلاب اللبنانيين الموجودين في إيطاليا وتحديداً في شمال البلاد، كي يتمكنوا من البقاء هنا وعدم السفر إلى لبنان ونقل الفيروس في حال إصابتهم به، وذلك لأن معظمهم لم يعد معهم أموال للبقاء هنا".

وأكدت ضاهر أن "الحكومة الإيطالية صعّدت الإجراءات الوقائية بشكل كبير كي تتمكن من السيطرة علي الفيروس بطريقة اسرع، لكن سرعة انتشاره كانت كبيرة رغم حملات التوعية والإجراءات الوقائية التي اتخذت من قبل الحكومة والمقيمين".

وناشدت ضاهر اللبنانيين الالتزام بالإجراءات الوقائية وعدم الاستهتار، لأن المرض ليس عابراً كما يروَّج، بل يصل إلى مرحلة قاتلة وما نشهده هنا يفوق الخيال". وأكدت أن "التعاون متواصل مع الجهاز الطبي الكبير الذي يتمتع بخبرة كبيرة، لجهة الإرشادات والمتابعة اليومية للمصابين".