كيف تستغل إسرائيل اعتراض سفينة السلاح ضد إيران؟

خاص –"النهار"
منذ توقيع الدول الست الكبرى وإيران في تشرين الثاني الماضي الاتفاق الموقت الذي يقضي بكبح البرنامج النووي الإيراني، بدأت إسرائيل في الاعداد لحملة واسعة النطاق هدفها جمع الادلة التي تثبت ان إيران تخدع الدول الكبرى، وانها لن توقف برنامجها النووي وستحاول استغلال فترة المفاوضات معها من اجل مواصلة تقدم هذا البرنامج بحيث تصبح على عتبة ان تتحول الى دولة نووية.
ولهذا الغرض قامت إسرائيلباستنفار اجهزتها الاستخباراتية على انواعها من اجل جمع الادلة التي تثبت ذلك وتقديمها الى المجتمع الدولي، واقناع الأميركيين بان شيئاً لم يتبدل في التوجهات الإيرانية للحصول على سلاح نووي رغم تعهدات الرئيس الإيراني ووزير خارجيته بتطبيق الاتفاق الموقت وكبح نشاطات تخصيب اليوارنيوم.
ضمن هذا الاطار جاء الكشف عن عملية اعتراض سفينة السلاح التي تدعي إسرائيل انها كانت في طريقها من إيران الى السودان ومن هناك كان من المفترض ان تنتقل الى قطاع غزة عبر صحراء سيناء لتصل الى ايدي الجهاد الإسلامي وليس حركة "حماس" التي تدهورت علاقاتها بإيران جراء موقف الحركة المؤيد للثورة السورية ضد نظام الأسد.
في طليعة اهداف عملية الاعتراض الإسرائيلية يبرز الهدف السياسي الدعائي، الذي يرمي الى اعطاء الزخم للزيارة التي يقوم بها نتيناهو الى الولايات المتحدة والى خطابه المعادي لإيران، ومحاولاته اقناع الإدارة الأميركية بان الإيرانيين يخدعونهم ويجب وقف الاتصالات معهم. لكن يبدو ان هذا الهدف لن يتحققوأن الأميركيين ليسوا مستعدين رغم ما حدث وقف محادثاتهم مع الإيرانيين.
ففي رأي المعلق السياسي يسرائيل هرئيل في "هآرتس" (7/3/2014) ان ما حدث لن يقنع الأميركيين بوقف اتصالاتهم مع الإيرانيين لا سيما مع الزعامة الإيرانية الجديدة وعلى رأسها روحاني. فثمة قناعة لدى الأميركيين بامكانية التعاون مع هذه الزعامة الجديدة ليس فقط في ما يتعلق بايجاد حل لمشكلة البرنامج النووي الإيراني، بل أيضاً في المساعدة على ايجادحل لعدد من المشكلات الاقليمية الاخرى مثل مساهمة إيران في الاستقرار في أفغانستان بعد الانسحاب الأميركي من هناك هذه السنة، واستخدام النفوذ الإيراني داخل الحكومة العراقية برئاسة المالكي لمعالجة التدهور الأمني في العراق، و اشراك إيران في وضع حد للحرب الأهلية في سوريا.
الهدف الآخر للعملية الإسرائيلية هو الضغط على الإدارة الأميركية وعلى الدول الكبرى من اجل المحافظة على نظام العقوبات الاقتصادية على إيران وحتى تشديدها من جديد. لكن من الصعب أن يقوم الأميركيون بتشديد العقوبات على إيران جراء السفينة. لا سيما بعد أن تعهد الأميركيون بعدم فرض عقوبات جديدة على إيران خلال فترة المفاوضات، وقيامهم بذلك قد يؤدي الى انهيار المساعي التي بذلت حتى الان من اجل التوصل الى حل ديبلوماسي لمشكلة البرنامج النووي الإيراني وتجنب المواجهة العسكرية.
هدف ثالث للعملية هو اظهار قدرات إسرائيلية العسكرية على القيام بعمليات معقدة بعيداً عن حدودها. فاختيار سلاح البحرية الإسرائيلية لتنفيذ مهمة الاعتراض وليس سلاح الجو هدف بصورة خاصة الى اظهارقدرات إسرائيل العسكرية والعملياتية وتعزيزقدرتها على الردع.