الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

مستشفيات جامعية في بيروت تتحضّر لمواجهة كورونا... ماذا كشف مسؤولوها؟

المصدر: "النهار"
كارين اليان
كارين اليان
مستشفيات جامعية في بيروت تتحضّر لمواجهة كورونا... ماذا كشف مسؤولوها؟
مستشفيات جامعية في بيروت تتحضّر لمواجهة كورونا... ماذا كشف مسؤولوها؟
A+ A-

ينذرُ ارتفاع أعداد حالات كورونا في لبنان وكافة المعطيات المتوافرة بأن القدرة الاستيعابية لمستشفى الحريري الحكومي شارفت على بلوغ الحد الأقصى لها، ما يستدعي حكماً الاستعانة قريباً بالمستشفيات الخاصة لاستقبال الحالات التي من المتوقع أن تزيد أكثر في المرحلة المقبلة. لا يخفى على أحد أن الأزمة التي يمرّ بها لبنان تزيد الوضع سوءاً نظراً لتداعياتها على وضع المستشفيات التي دقت ناقوس الخطر مرات عديدة في المرحلة السابقة مع الشحّ في المستلزمات الطبيّة وغيرها من المشاكل التي واجهتها. لذلك، يُطرح اليوم السؤال حول ما إذا كانت المستشفيات الخاصة فعلاً مجهزة وحاضرة لاستقبال هذا العدد المتزايد من مرضى كورونا الذين يمكن أن يتعرض بعضهم إلى مضاعفات تستدعي اللجوء إلى أجهزة التنفس وغيرها من المعدات الضرورية في هذه الحالة. وفي هذا السياق، تنشر "النهار" سلسلة تقارير لتسليط الضوء على وضع المستشفيات في العاصمة والمناطق. 

استطاعت الصين أن تبني مستشفيات خاصة لمرضى كورونا خلال أيام، لكن في بلد ذي إمكانات محدودة كلبنان يبدو المشهد مختلفاً. لذلك، تتوجه الأنظار إلى المستشفيات الجامعية وتجهيزاتها لاستقبال الحالات في المستقبل القريب كما هو متوقع. والبدء من العاصمة بيروت.


-مستشفى القديس جاورجيوس للروم الأرثوذكس:

يعتبر المستشفى أنه على استعداد لاستقبال حالات بما يتلاءم مع إمكاناته، بحسب الطبيب الاختصاصي في الأمراض الجرثومية الدكتور  عيد عازار. ويبدو التعميم الصادر عن وزارة الصحة بالأمس حول المختبرات التي يمكن أن يُجرى فيها فحص كورونا في المستشفيات الجامعية، ومنها مستشفى الروم، خطوة مهمة في الطريق إلى تسهيل الأمور في التعاطي مع المرضى أو الحالات التي ثمة شك بها. "بدلاً من أن نرسل كل حالة إلى مستشفى الحريري الحكومي، يمكن من الآن تشخيص الحالات، ويبدو واضحاً أنه أصبح من الممكن استقبالها، مع ضرورة التوضيح أن المستشفى الحكومي لم يصل بعد إلى الحد الأقصى لقدرته الاستيعابية ولا يزال قادراً على استقبال المرضى، فيما لا يمكن الجزم إلى متى يمكن أن يطول ذلك، بحسب معدل وسرعة انتشار المرض. لكن من الآن يمكن لمستشفى آخر استقبال الحالة التي يتم تشخيصها لديه، كما فعل مستشفى سيدة المعونات -جبيل عندما شخص 4 حالات لديه. كذلك في مستشفى أوتيل -ديو". 

ويعتبر الدكتور عازار في حديثه لـ"النهار" أننا حالياً في مرحلة وسط ما بين احتواء المرض وانتشاره في البلاد، لاعتبار أن الانتشار لا يزال يُعتبر محدوداً ومعروف المصدر إلى حد ما. أما في ما يتعلّق بتحضيرات مستشفى الروم وطريقة التعاطي مع المرض، فيشير إلى أنه "يتم التعاطي حالياً مع أي مريض يعاني التهاباً رئوياً وكأنه مصاب بفيروس "كورونا"، فيتم عزله إلى حين التأكد من نتيجة الفحص، وبالتالي لم يعد يتم الانتظار إلى حين تشخيص الحالة كما في السابق، لأن هذا يزيد الخطر. وأضاف أنه في المستشفى 4 غرف عزل من نوع Negative pressure ذات جودة عالية. وبالرغم من أن المستشفى قادر على استقبال حوالى 300 حالة عادية، فإن العدد المتاح من أجهزة التنفس هو 15 إلى 20 كما في المستشفيات عامةً، حيث يُعتبر هذا معدل القدرة الاستيعابية المتاحة. وبالتالي تبرز الصعوبة في حال تزايد الحالات الحرجة التي تستدعي اللجوء إلى أجهزة التنفس. "نحن مجهزون بطريقة مقبولة لكن لا يمكن القول إن التجهيز يبلغ معدل 100 في المئة بالنظر إلى معدل انتشار المرض. فالوضع يعتبر مقبولاً حالياً، لكن مع ازدياد الضغط نجهل مدى توافر القدرة على استيعاب الحالات. وتكمن المشكلة في لبنان في سوء التنظيم، وكيفية التعاطي مع هذا الموضوع".


-المركز الطبي للجامعة اللبنانية - الأميركية مستشفى رزق:

يعتبر المدير الطبي في المستشفى الدكتور جورج غانم أنه من المفترض أن يتولى القطاع العام كل ما له علاقة بالأمراض الوبائية، فيما يشير إلى أنه على الرغم من الأموال التي خصصت للمستشفيات الحكومية لم تُجهَّز بالشكل المناسب.

وأشاد بالجهود الجبارة لمستشفى الحريري الحكومي والعاملين فيه لاعتبارهم حققوا إلى اليوم إنجازاً في ما بذلوه من جهود. لكن قد لا يكون من الممكن الاستمرار بهذا الشكل مع ازدياد الحالات إلى حد كبير وبشكل يصعب تحمّله. "في المقابل توجهت الأنظار في هذه المرحلة إلى المستشفيات الحكومية في المناطق التي من المفترض إخلاؤها وتجهيزها بالشكل المناسب حتى تستقبل الحالات. وكونها غير مجهزة يبقى الحل الوحيد توحيد الجهود رغم أن الوضع ليس سهلاً علينا لأننا نستقبل حالات أخرى. كنا قد اقترحنا تجهيز مستشفيات حكومية في المناطق ونحن مستعدون كمستشفيات جامعية أن نقدم المساعدة اللازمة والخبرات كافة. مع انتشار الحالات برزت ضرورة التعاطي مع الواقع كما هو، وخلال أسبوع جهزنا قسماً خاصاً للطوارئ لمرضى كورونا منفصلاً عن قسم الطوارئ لباقي المرضى، وفي القسم 3 غرف من نوع negative pressure، وقد باشرنا باستقبال المرضى المشكوك بإصابتهم بالكورونا وقمنا بعزلهم. علماً أنّ ثمة شكّاً يومياً بحالات".

ويشير الدكتور غانم إلى أن "المشكلة هي في القدرة الاستيعابية للمستشفى كما في أي مستشفى خاص آخر، ما يضطرنا حكماً إلى إرسال المرضى الذين لا مشاكل لديهم إلى منازلهم ليعزلوا أنفسهم، فيما نستقبل المرضى الذين تُعتبر حالتهم حرجة وتستدعي المراقبة الطبية الدقيقة". وبحسب قوله، "يتوافر في المستشفى 17 جهازاً للتنفس، وبالتالي لا يعتبر العدد كبيراً، إذ إن 15 منها مستخدم للمرضى حالياً اليوم باعتبار المستشفى جامعياً وثمة عمليات كبرى ومستمرة تتطلب استخدام أجهزة التنفس، إضافة إلى وجود مركز وطني للذبحات القلبية".

ويضيف: "على أثر الاجتماع الذي عُقد منذ حوالي أسبوعين في السرايا الحكومية وضم المستشفيات الجامعية، تم الاتفاق على ضرورة استقبال المرض وفق معايير السلامة القصوى، خصوصاً أن أي مريض قد يحضر بأعراض أخرى لكن يتم التعاطي مع كل حالة بحذر تجنباً لنشر الفيروس في حال وجوده. انطلاقاً من ذلك، جهّزنا قسماً خاصاً لهؤلاء المرضى الذين يمكن أن يخضعوا فيه للعزل، وهو مجهز تماماً لاستقبالهم مع ممر خاص حرصاً على سلامة باقي المرضى. فقد اتخذت تدابير صارمة في هذا الإطار. ومن الآن يتم التشدد إلى أقصى حد في استخدام المستلزمات الطبية من كمامات وغيرها لأن ثمة شحّاً فيها على صعيد عالمي ولا يمكن الاستخفاف أبداً بهذا الموضوع. أما بالنسبة إلى الفحص الخاص بفيروس كورونا فسيكون المستشفى جاهزاً لإجرائه خلال أسبوع من اليوم، وفي ما يتعلّق بالتكلفة سيتم الالتزام بالتسعيرة التي حددتها الدولة.

-مستشفى أوتيل – ديو دي فرانس:

تركز رئيسة المستشفى مارتين أوريو في حديثها إلى "النهار" على الأهداف الإنسانية للمستشفى الذي ينطلق منها بشكل أساسي: "يدعونا واجبنا الإنساني أولاً إلى استقبال المرضى وتقديم الرعاية اللازمة لهم. أيضاً، طلبت منا السلطات، كمستشفى جامعي، وعلى أثر تزايد الحالات في لبنان واقتراب بلوغ مستشفى الحريري الحكومي الحد الأقصى لقدرته الاستيعابية، أن نتحضر لاستقبال مرضى كورونا. لكن في الوقت نفسه من واجباتنا الأساسية الحرص على سلامة باقي المرضى من خلال اتخاذ كافة الإجراءات الصارمة اللازمة. وبالتالي سنعمل على فصل مرضى كورونا عن باقي المرضى من خلال ممر خاص إلى القسم المخصص لهم مختلف عن المدخل الاساسي لباقي المرضى".

وتوضح أوريو أنه في القسم المخصص للمعاينة، يتم استقبال المرضى الذين تظهر لديهم أية أعراض ناتجة عن فيروس كورونا. "انطلاقاً من ذلك وعلى أثر التشخيص إما تقدّم الرعاية اللازمة ويتم إرسال المريض إلى المنزل إذا لم يكن بحاجة إلى بقائه، أو يتم إدخاله إلى المستشفى". تضيف: "لدينا غرفتان من نوع negative pressure يمكن استقبال مرضى كورونا فيهما وعزلهما. هذا فيما ننوي زيادة التجهيزات بحسب ما تدعو الحاجة وبشكل تدريجي، علماً أن كافة أجهزة التنفس التي لدينا تعمل جيداً ويمكن استخدامها للمرضى عند الحاجة، إضافة إلى العلاجات الداعمة التي يمكن أن نقدمها للمرضى في الجناح المخصص لهم مع غرف خاصة للعزل. مع الإشارة إلى أن هذا الجناح المنفصل عن المستشفى والذي اتخذت فيه كافة التدابير اللازمة للعزل ولسلامة باقي المرضى، يمكن أن يستقبل عشرات المرضى. علماً أن في مستشفى أوتيل-ديو اليوم إصابتين وتم تحويل ثالثة إلى مستشفى الحريري الحكومي".

وانطلاقاً من مبدأ أن المستشفى الخاص له قدرة استيعابية معينة، تشير أوريو إلى أنه لا بد من أن يتم التركيز على مبدأ استقبال الحالات الحرجة على أن ترسل الحالات الاخرى والتي تصل نسبتها إلى 85 في المئة من الإصابات بفيروس كورونا إلى المنازل للعزل، لأنه لا يمكن أن تستقبل المستشفيات كافة الحالات التي تشخص لديها الإصابة بالفيروس.

أما بالنسبة إلى مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت، فتستمر الجهود لتجهيز القسم الخاص لاستقبال حالات كورونا، علماً أن المستشفى يجري فحص كورونا. 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم