الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

لبنان يرزح تحت أرقام خسائر فادحة

سلوى بعلبكي
سلوى بعلبكي
Bookmark
لبنان يرزح تحت أرقام خسائر فادحة
لبنان يرزح تحت أرقام خسائر فادحة
A+ A-
"يا رب لا اطلب منك رد القضاء بل اللطف فيه" دعاء لطالما ردده المؤمنون في دور العبادة وأطلقوه مناجاة لرب العالمين في أيام المحن والسوء. ففي ظل تراكم الازمات والفساد وضعف الدولة وانهيار الاقتصاد والليرة وانكفاء الغرب والشرق كما العرب عن رعاية معتادة للبنان المأزوم بالولادة، وفي زمن مئويته الأولى التي كان ينبغي الاحتفال بها في ظل دولة ذات سيادة كاملة وقيادة واعية واقتصاد مزدهر، يحل بديلاً وباء الكورونا، ضيف غير مرغوب فيه في الزمن الخطأ والتوقيت غير الملائم، ليحيد الأنظار عن تعثر الدولة والمالية العامة وتآكل قيمة الليرة وانكفاء الحكومة عن تسديد استحقاقات الاوروبوند، ناهيك عن الرعب المنتشر بين الناس و"زرب" العائلات في المنازل وإقفال دور اللهو والمطاعم والمقاهي ومعظم سبل الترفيه والتسلية بالإضافة الى المدارس والجامعات. وكأنه لا يكفي لبنان هذا ظلم مسؤوليه وفسادهم وتخاذلهم وجشعهم واستهتارهم ومماحكاتهم السخيفة، ليأتي ظلم الطبيعة يكمل هدم ما تبقى من اقتصاد أقوى ما فيه يعمل بنصف راتب أو من دونه، ونصف دوام إذا لم يكن قد أقفل بعد، وحافة الانهيار بالكاد تتسع لجميع القطاعات التي تحتشد عند بابها، متهالكة مأزومة ومفلسة، اللهم اذا استثنينا دور العبادة والمزارات الدينية التي تزدهر فيها كعادة أبناء الشرق في الحروب والملمات صناعة الدعاء والتبرك والتضرعات للشفاء والحماية من الوباء والعوز.الكورونا القشة التي قصمت ظهر الاقتصاد!حتى الآن يبدو تأثير "كورونا" محدودا برأي وزير الاقتصاد والتجارة راوول نعمه "حتى أن تأثيره اقل من الدول الأخرى التي تعاني من انتشار فيروس الكورونا، إلا أن التوقعات للأسف تشير الى أن التأثير سيرتفع مع تزايد الإجراءات المتشددة التي ستتخذ والتي ستكون مضرة للاقتصاد، خصوصا أنها تترافق مع الأزمة الاقتصادية التي تمر فيها البلاد".وصرح لـ "النهار" أن الاجراءات المتشددة الجديدة ستؤثر على القطاعين العام والخاص، بما سينعكس على خدمات القطاع العام للمواطنين، كذلك ستنخفض عائدات المطار وتاليا عائدات شركة طيران الشرق الأوسط. اما بالنسبة للقطاع الخاص فإن انتاجيته ستخف حتما".وهذا الامر أكده رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس الذي أكد أن "وباء كورونا يضرب اقتصادات كبرى مثل الاقتصاد الاميركي بدليل أن المؤشرات المالية تدهورت وتراجعت بأرقام غير مسبوقة منذ سنوات طويلة، حتى أن المصرف الفيديرالي اضطر لأن يخفض الفوائد الى مستويات قريبة من الصفر، وتاليا يمكن أن يبشر كورونا بمرحلة الركود الاقتصادي عالميا". وقال "الاقتصادات المزدهرة سيصيبها الركود، فما بالنا بإقتصاد منكوب كالاقتصاد اللبناني الفاقد المناعة كليا أمام هذا المرض، بما يضع القطاعات الانتاجية بحجر صحي وفي مقدمها القطاع التجاري الذي تراجع منذ تشرين وخصوصا قطاعات الكماليات...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم