الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

أنا معجبٌ بالسلطة ومُشفِقٌ عليها لأنّها بلا مخّ!

عقل العويط
عقل العويط
أنا معجبٌ بالسلطة ومُشفِقٌ عليها لأنّها بلا مخّ!
أنا معجبٌ بالسلطة ومُشفِقٌ عليها لأنّها بلا مخّ!
A+ A-

أعجبتني مسألة الاستعانة بالمسامير الفولاذيّة لتحصين السور الذي يقي منطقة مجلس النوّاب، من احتمال أيّ تسلّقٍ أو اختراق.

أعجبني أيضًا "تشحيم" السور لتزحيط الثوّار الذي تسوّل لهم أجسادهم المتوثّبة وأنفسهم المنتفضة الثائرة تسلّق هذا الجدار الجبان العقيم، بغية أن يقولوا للسلطة الغاشمة إنّكِ سلطةٌ غاشمة، وضعيفة، بل ضعيفة للغاية، ولن يستطيع أيّ عزلٍ، أنْ يحميكِ.

مسألة الإعجاب هذه، أوردها على سبيل التهكّم فحسب.

لا تملك هذه السلطة ما يجعلها موضع إعجابٍ من أحد، لا في الداخل ولا في الخارج.





بلى. بلى. هي معجبةٌ بنفسها إلى حدٍّ لا يوصف.

فشر نرسيس أنْ يُغرَم بذاته، كما هي، هذه السلطة، مغرمة بذاتها!

تنظر السلطة إلى وجهها في المرآة، أو في الماء، فلا ترى إلّا ما تريد أنْ تراه.

أزلامها مثلها. يؤلّهونها. طبيعيٌّ جدًّا، أنْ يؤلّهها هؤلاء. فالمثل لا يخطئ: القرد في عين أمّه غزال!

لكنْ، حرام لبنان. والله حرام. حرامٌ أنْ يُبتلى لبنان بسلطةٍ كهذه السلطة، وخصوصًا في لحظةٍ مميتةٍ كهذه اللحظة!

هل يكفي أن أقول إنّها مثيرةٌ للشفقة، هذه السلطة، أكانت ممثّلةً بمجلس النوّاب، أم بمجلس الوزراء، أم بسواهما من المجالس والأشخاص والرموز؟!




هل يكفي ذلك؟!

لا أعتقد. لا أعتقد.

لكنّها هي حقًّا مثيرةٌ للشفقة. شرّ البليّة ما يثير الشفقة، لا ما يُضحِك فقط.

مثيرةٌ للشفقة، مضحكةٌ، ومبكيةٌ، لأنّها سلطةٌ جبانةٌ، وتخاف شعبها، وتحتمي منه، بدل أنْ تحتضنه، وتحتمي به.

وهي مثيرةٌ للشفقة، مضحكةٌ، ومبكيةٌ، لأنّها عقيمة. بلا مخّ. بلا دماغ. بلا نخاع شوكيّ.

هي سلطةٌ، لكنّها صفرٌ على الشمال. فهي لا تملك إلى هذه اللحظة، إلى هذا التاريخ، الرابع من آذار 2020، لا منهجًا، ولا خطّةً، ولا رؤيةً، ولا تقترح حلولًا لأيّ مشكلة، بل تتهرّب، وتهرب. وإذا لم تتهرّب، أو تهرب، عمدتْ إلى الاعتراف الصفيق غير القابل للوصف، بأنّها لا تملك ما يجعلها قادرةً على حماية الناس.

وقد كان "ضربة معلّم" القول الذي قاله رئيس حكومتنا في هذا الشأن. عفارم عليه، رئيس الحكومة!

الدولة غير قادرة على حماية الناس. مَن يقول قولًا كهذا، ويبقى في الحكم. في السلطة؟!

أنا معجبٌ بالسلطة، ومُشفقٌ عليها، لأنّها بلا دماغ. بلا مخّ!

[email protected]



حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم