استهتار البعض في النوادي الرياضية... كورونا بين التعقيم والفوضى

عبدالناصر حرب

يحاول أصحاب الصالات الرياضية (Gyms) في لبنان بشتى الطرق حماية آلاتهم وأدواتهم والتجهيزات الموجودة داخل أماكنهم، من أجل الحفاظ على الرواد، في ظل انتشار فيروس كورونا، الذي هزّ كل القطاعات، وسط ذعر كبير عند اللبنانيين، الذين يعتبرون هذه الصالات فسحة للترفيه عن الضغوط اليومية والأزمات التي تطرق أبواب بلادنا في كل يوم.

كورونا الذي دهم دولاً عدة ووصل أيضاً إلى لبنان، لتزيد الأزمات أزمة، يحاول أصحاب المحال حماية باب رزقهم منه بأي طريقة، حتى لو كلّفهم الأمر أن يدفعوا من جيبهم الخاص، وهو ما يحصل فعلاً في بعض الصالات الرياضية، التي بدأت منذ وصول هذا الفيروس إلى حدودنا بالتعقيم، الذي هو العنوان الوحيد الذي يواجه به الإداريون والمدربون والزبائن خطر "COVID-19"، لكن للأسف، في جولة لـ"النهار" داخل بعض الـGyms، ظهر أن هناك من لا يأبه لصحة الزبائن ولا لأنفسهم، و"الحجة" دائماً عدم وجود المال لشراء او الاستعانة بتلك الأدوات!

ورغم أن من يبيع أدوات التعقيم استغل التهافت على شرائها، فرفع الأسعار بـ"أبشع" طريقة ممكنة، إلا أن صاحب "Gold Gym" في عاليه فراس عبيد أكد أنه يتحمّل مسؤولية هذه الأدوات حفاظاً على صحة الجميع داخل النادي، وهو الذي سعى دائماً إلى الحفاظ على سلامة زبائنه والموظفين.

وأضاف لـ"النهار": "تعقيم التجهيزات والآلات من واجبنا، ولن نقصّر يوماً، حتى قبل انتشار فيروس كورونا، في تأمين الحماية لزبائننا، وهو ما جعلنا نحافظ على عملنا، بل زاد عدد المنضمين إلينا".

ويخلط عبيد مادة التعقيم مع مياه وديتول والكحول الطبية، مما يقتل الجراثيم بنسبة مئة في المئة، رغم أن ذلك يكلّفه 70 دولاراً لليتر ونصف الليتر، وهي كلفة عالية مقارنة بأنه يفتح 24\\7، حيث يعقّم التجهيزات 3 مرات يومياً. ولا يمكن تجاهل الأرضية أيضاً، والتي تأخذ حصة من التنظيف، لا سيما وأن خطر كورونا ينتشر مع مرور الساعات، وهو ما يجعل المسؤولية أكبر تجاه الزبائن.

ويصل عدد المنضمين إلى هذا النادي نحو 400 رياضي ورياضية، لكن العدد تراجع منذ بداية الأزمة الاقتصادية الأخيرة، وصولاً إلى انتشار هذا الفيروس، ليصل العدد إلى 250 حالياً، ويبدو عبيد متخوفاً من التراجع أكثر خلال الأيام المقبلة.

واللافت أنه في هذه الصالة الرياضية، ليس كما غيرها، فهناك موظفون موجودون دائماً عند المدخل حيث يقيسون درجة حرارة كل من يريد أن يدخل القاعة، وفي حال كانت تجاوزت الحد الطبيعي فلا يسمح للشخص بالدخول.

في صالة رياضية أخرى موجودة في بيروت، بدا المشهد مغايراً تماماً، إذ غابت أقل واجبات صاحب هذا النادي تجاه الزبائن، وهو ما أكده أحد الرواد لـ"النهار"، حيث ألغى اشتراكه وانضم إلى نادٍ آخر.

وأضاف: "أضع دائماً منشفة على كل آلة أتدرب فيها، وأرتدي قفازاً خاصاً، لكن ذلك كان يحصل قبل انتشار هذا الفيروس، أما اليوم فلا يمكن حماية نفسي فقط بهذه الطريقة، لأن الأمور أصبحت في حاجة إلى مساعدة الجميع بمن فيهم صاحب النادي، إلا أن ذلك لم يحصل، فاضطررت إلى إلغاء الاشتراك والانضمام إلى صالة أخرى تبدو أكثر جهوزية وحماية للزبائن".

وإلى نادٍ آخر، أكد صاحبه أنه لم يتخذ تدابير الوقاية بسبب كلفتها العالية، لكنه طلب من الزبائن ارتداء القفاز الخاص للصالات الرياضية، وكذلك عدم التدريب على أي آلة من دون استخدام منشفة وتنظيف مكان جلوسهم بعد الانتهاء من التمرين.

هو قرار يتخذه أصحاب الـGyms، إما حماية أرزاقهم او ترك الأمور تسير على "الطريقة اللبنانية"، لكن الأكيد أن هذه الصالات خسرت عدداً لا بأس به من المنتسبين إليها بسبب فيروس كورونا أولاً وتجاهل التعقيم ثانياً، وتبقى "الفوضى" سارية المفعول في بلد يحتاج أصلاً إلى "تعقيم".

Abed.harb@annahar.com.lb

Twitter: @abedharb2