الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

سرطان البروستات في لبنان... تطور لافت في العلاجات

المصدر: "النهار"
كارين اليان
كارين اليان
سرطان البروستات في لبنان... تطور لافت في العلاجات
سرطان البروستات في لبنان... تطور لافت في العلاجات
A+ A-

رغم أن سرطان البروستات يحتل أعلى قائمة السرطانات التي تصيب الرجال، يبدو واضحاً أنه لا يُسلَّط الضوء عليه بشكل كافٍ ويتم التركيز على أمراض أخرى.

في الواقع، ترتفع معدلات الإصابة بسرطان البروستات الذي يشخّص رجلاً من سبعة، فيما تُظهر الدراسات أن كل رجل قد يصاب بالمرض بدرجات مختلفة في مرحلة عمرية معينة، وأحياناً لا يعلم بذلك. على هامش الـCancer awareness Village 2020،  تحدّث كل من الطبيب الاختصاصي بأمراض المسالك البولية والأمراض التناسلية في مركز بلفو الطبي الدكتور باسكال الحج، والطبيب الاختصاصي في أمراض الدم والأورام الدكتور فادي نصر، اللذين شدّدا على أهمية الكشف المبكر الذي قد يسمح بالاستغناء عن العلاج في حالات معينة، فتكون المتابعة الدقيقة وحدها كافية.

فيما يحظى سرطان الثدي بكل الاهتمام لاعتباره السرطان الأكثر شيوعاً بين النساء، فيتم التركيز على نشر التوعية حوله وحول أهمية الكشف المبكر، لا نجد الاهتمام نفسه بسرطان البروستات رغم أنه قد يكون الأكثر شيوعاً بين مختلف أنواع السرطانات التي تصيب الرجال.

وبحسب الدكتور الحج، على الرغم من ارتفاع معدلاته بين الرجال، يَعتبر أن الخطر الناتج عن سرطان البروستات أقل لأنه يسبّب معدلات وفيات أقلّ. لكن يشدد على أهمية الكشف المبكر للحد من الخطر حيث يجب أن يبدأ الرجل بالخضوع للفحوص اللازمة من مرحلة الأربعينيات، وتصبح ضرورية في سن 50 سنة. أما في حال وجود العامل الوراثي، فيتم التركيز على الفحوص من سن 45 سنة. تجدر الإشارة إلى أن الأفريقيين - الأميركيين يبدأون بالفحوص من سن 45 سنة حتى في حال عدم وجود حالات في العائلة. "لا يُعتبر العامل الوراثي عنصراً مسبباً رئيسياً، بل إن الحالات المنتقلة بالوراثة قليلة نسبياً، لكن لا بد من أخذها بعين الاعتبار لأن العامل الوراثي يؤثر إلى حد ما. في المقابل ثمة عوامل أخرى قد تلعب دوراً، ومن أبرز هذه العوامل:

-الغذاء: حيث تبين أن معدل الإصابة بسرطان البروستات في اليابان مثلاً قليلة نسبياً مقارنةً بشعوب أخرى، فيما ارتفع معدل الإصابة بين اليابانيين الذين انتقلوا للعيش في الولايات المتحدة الأميركية. فيبدو واضحاً أن التغذية تلعب دوراً حيث إن ارتفاع معدلات الدهون في الغذاء تؤثر في ذلك كما بالنسبة إلى معظم أنواع السرطان، فيما ثمة أنواع معينة من الأطعمة قد تساعد على الحد من خطر الإصابة خصوصاً مضادات الأكسدة كالبندورة والرمان. وفي بعض الحالات ينصح باتباع نمط حياة صحي للحد من خطر الإصابة بالمرض، ومن ضمنه اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة وتجنب التدخين والحفاظ على وزن صحي.

-زيادة الوزن

-التدخين

إلا أن هذه العوامل لا تلعب دوراً بشكل مباشر، برأي الحج، في الإصابة بسرطان البروستات الذي يعتبر أيضاً من السرطانات التي لا تظهر أعراضه إلا في مراحل متقدمة. "لأن أعراض المرض قد لا تظهر إلا عندما يكون قد بلغ مرحلة متقدمة، غالباً ما يتم كشفه عن طريق الصدفة كما لدى الخضوع إلى فحوص لمشكلة أخرى، وإلا فعند ظهور الأعراض يكون قد أصبح في مرحلة متأخرة. أما الأعراض التي يمكن أن تظهر فمشابهة لتلك المرافقة لتضخم البروستات، ومنها: 

-التبول بشكل متقطع

-ضعف في ضغط البول

-النهوض ليلاً بشكل متكرر للتبول

ونظراً لتشابه تلك الأعراض مع تلك المرافقة لمشكلات أخرى في البروستات، يُعتبر فحص الـPSA وفحص الإصبع الأكثر فاعلية في تشخيص الحالة بشكل مؤكد، وذلك في مراحل مبكرة، بحيث قد يسمح ذلك بتجنب العلاج والاكتفاء بالمراقبة الدقيقة والمتشددة لتحديد أي تطور في المرض في حال حصوله. "تبرز هنا أهمية التشخيص الدقيق وتحديد الطريقة الفضلى للعلاج باعتباره أنه قد لا تكون ثمة حاجة للعلاج أحياناً، أو يمكن الاختيار ما بين أنواع عدة من العلاجات. مع الإشارة إلى أن سرطان البروستات يعتبر من أنواع السرطان التي تتطور ببطء، ما يبرر أن معدلات الوفيات فيه أقل من أنواع أخرى. حتى إن كثراً قد يصابون بالمرض من دون أن يعرفوا بذلك. كما أن العلاجات الحديثة تساعد على الحد من تطور المرض بشكل ملحوظ. وتصبح العلاجات عاجزة عن تحقيق الشفاء التام في حال اكتشافه في مراحل متقدمة. لكنها تعتبر فاعلة في كل الحالات في مواجهة المرض. علماً أن العلاج يبدأ من المراقبة الدقيقة عندما يكون في بداياته، أو الجراحة في مراحل لاحقة، أو الأشعة أو الأدوية والعلاج الكيميائي".

الدكتور فادي نصر: مع التقدم بالسن يزيد الخطر

لعل أحد أهم الأسباب التي تساهم في ارتفاع معدلات سرطان البروستات في لبنان هي هجرة الشباب بحيث إن النسبة الكبرى من المواطنين الباقين في لبنان هم من المتقدمين في السن ما يساهم في ارتفاع عدد المصابين به. ويشير الدكتور نصر إلى أن "ثمة تداعيات عديدة لسرطان البروستات على الحالة النفسية والجسدية والجنسية للمريض في مراحل متقدمة، وكلّها تعني الكثير للمريض، فيما تصبح الأمور أسهل بكثير في حال كشفه في مرحلة مبكرة. "عندما يتم اكتشاف سرطان البروستات في مرحلة مبكرة على أثر الخضوع للفحوص الروتينية، يكون لا يزال محصوراً في مرحلة أولى، فيكون العلاج أكثر سهولة. لا تكون المرحلة متطورة بعد حتى في حال تبين في فحص الـPSA أن ثمة سرطاناً، هذا لا يعني أنه يجب اللجوء إلى العلاج، بل يمكن متابعة الحياة شرط الخضوع إلى المراقبة الدقيقة والمستمرة ومن دون علاج وقائي حتى. ففي أحيان كثيرة لا يكون سرطان البروستات نشطاً ويكون تطوره بطيئاً إلى درجة تسمح بتجنب العلاج. أما لدى ملاحظة أي تطور فيه أو تغيير فيمكن اللجوء إلى العلاج".

ومن أبرز العلاجات التي يمكن اللجوء إليها لسرطان البروستات، بحسب الدكتور نصر، الجراحة التي تعتبر ركيزة أساسية هنا. كما تلعب الأشعة دوراً أساسياً في علاج سرطان البروستات. "لا بد من الإشارة إلى أنه في مراحل أولى من المرض يمكن ان يتابع الطبيب الاختصاصي بأمراض المسالك البولية الحالة في حال لم تكن هناك حاجة للعلاج. أما إذا تطور المرض وانتشر بشكل خاص في العظام أو في الغدد اللمفاوية فيكون المرض قد انتقل إلى مرحلة أخرى ولا بد من اللجوء إلى الطبيب الاختصاصي في أمراض الدم والأورام، مع الإشارة إلى أن العلاج الاساسي يرتكز هنا على العلاج بالهرمونات، كما هي الحال في سرطان الثدي. لكن حتى في هذه الحالة يمكن أن يعيش المريض سنوات عديدة في ظل العلاج المتبع بالهرمونات مع انتشار المرض". ويشير الدكتور نصر إلى تطور لافت حصل في السنوات الأخيرة في علاجات سرطان البروستات حيث يمكن ضبط الحالة من خلال اختيارات علاجية عديدة حتى في حال انتشار المرض وتطوره، فيما كانت الاختيارات محدودة جداً في السابق. وبالتالي حتى إذا كان المرض في مراحل متطورة، يمكن للمريض أن يعيش سنوات عديدة بفضل العلاج بالهرمونات الذي يعتبر حلاً فاعلاً في هذه الحالة. كما يمكن اللجوء إلى العلاج الكيميائي عند الحاجة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم