"الليرة في الهاوية"... صرخة ثلاثية البُعد من ساحة النور

جودي الأسمر

فيما تصمد عند هوامش #ساحة_النور خيم لمبادرات ثقافية وإغاثية تساند الأزمات، تحوّلت الساحة من قاعدة للحشود العظيمة التي شهدتها المناطق في البدايات، إلى معرض مفتوح يوثّق مشهديات الانتفاضة من خلال فنون الشارع، وبالتحديد المجسّمات والغرافيتي.

لوحة "الليرة في الهاوية"، صرخة جسّدها الفنان غياث الروبة مع الفنانتين نغم عبود وبتول يعقوب، فترجموا من خلالها انهيار الليرة الذي ترزح تحت ثقله مآسي المواطنين المعيشية على نحو لم يشهده لبنان حتى في انهيارها المدوّي الأول عام 1948. فالأثمان اليوم أكثر فداحة في ظلّ إفلاس أمني ومؤسّساتي ومالي وانسداد الأفق.

يقول غياث الروبة لـ "النهار" إنّ "اللوحة ثلاثية البُعد، استغرق إنجازها أربع ساعات"، مضيفًا أنّهم استخدموا لها دهان التّينول الذي زودتهم به مجموعة Art of Change في بيروت المهتمة أخيراً بدعم فنون الانتفاضة.

وقد تعطي هذه اللوحة كذلك انطباعًا بانفجار بركانيّ تعزّزه الألوان الناريّة والحركة الزوبعية المتصاعدة، كأنّها تصاعدت من فوهة بركان خامد كانت الليرة متروكة عند فوهته.

وكان الروبة ساهم منذ بدء الانتفاضة بتشكيل وجه جديد لساحة النور التي يبدو كأنّها استعارت بألوانها الكارنفالية ومنحنياتها المشبّعة بالطاقة جدرانًا من شوارع فيلادلفيا أو نيويورك المكتظّة بالغرافيتي المعاصر. إذ سبق للروبة أن أنجز جدارية طفل لبناني عند مدخل الساحة، وبورتريه الشهيد علاء أبو فخر، وقبضة الثورة عند مبنى الغندور. ونوّه خاتمًا: "لوحة "الليرة في الهاوية" رسمناها بعدما أنجزت في صباح ذلك اليوم بورتريه الشهيد أحمد توفيق.