الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

أنا نسويٌّ بين الرجال وفي المهرجان العالميّ للنسويّات

المصدر: "النهار"
عقل العويط
عقل العويط
أنا نسويٌّ بين الرجال وفي المهرجان العالميّ للنسويّات
أنا نسويٌّ بين الرجال وفي المهرجان العالميّ للنسويّات
A+ A-

حضرتُ مساء أمس في "بيت بيروت" افتتاح الدورة الأولى من "المهرجان العالميّ للنسويّات"، الذي ينظّمه كلٌّ من مركز جمانة حدّاد للحرّيّات، المركز الفرنسيّ في لبنان، المعهد العربيّ للمرأة في الجامعة اللبنانيّة الأميركيّة، معهد العلوم السياسية في جامعة القدّيس يوسف، ومركز دعم لبنان.

من الأوّل: أنا رجلٌ نسويٌّ. إلى آخر الخطّ. بدون قيدٍ أو شرط.

يجب أنْ يُقال هذا الموقف الشخصيّ الأساسيّ علنًا، بلا مواربة، وبقوّة.

وأنا أقوله بلا اعتباط، وبلا انفعال، وبلا تسرّع. بل أُشهِره بوعيٍ كاملٍ للمعنى، والدلالة، وبفهمٍ عميقٍ لكلّ ما يستتبع هذين المعنى والدلالة.

إنّه موقفٌ وجوديٌّ، كيانيٌّ، إنسانويٌّ، قيميٌّ، ديموقراطيٌّ، عقليٌّ، فكريٌّ، ثقافيٌّ، مجتمعيٌّ، أخلاقيٌّ، و... سياسيّ.

نعم. هو أيضًا موقفٌ سياسيٌّ، وطنيٌّ، دولتيٌّ، بل ثوريٌّ بامتياز، يتعلّق بمعنى الانوجاد كفردٍ، ضمن جماعةٍ حرّة، في مجتمعٍ حرٍّ، سيّدٍ، مستقلّ، وفي دولةٍ ذات كرامة.

يشرّفني أنْ أكون رجلًا ونسويًّا.

لن يرفّ لي جفنٌ، وأنا أعلن هذا الموقف. وأنْ أنخرط في تحمّل مفاعيله وتبعاته، واحتضانها، لجعلها حقيقةً متجسّدة.

ولأنّي أجاهر بصفتي هذه، فلأُعتبَر في ما أؤمن به، وحيث أعمل، وكلّما دعت الحاجة، خادمًا لشرف المساواة، للكرامة الإنسانية، للمرأة، لوجودها، لحقّها، للنسويّة.

ولأكنْ ظلًّا لمسيرة النساء العاليات الرؤوس الأمّهات الشقيقات الحبيبات السيّدات الآنسات الأبيّات المكافحات المناضلات من أجل الحياة الأنوفة ومن أجل الحرّيّة.

لا يستطيع المرء، أرجلًا كان أم امرأةً، أنْ يكون بين بين، مختبئًا، أو لاطئًا، أو متواطئًا، أو منتفعًا، أو غاضًّا، أو غير مبالٍ.

هكذا، في موضوع الحرّيّة، والحقّ في الأنسنة الكاملة والمطلقة وعلى قدم والمساواة، يجب أنْ يُقال الكلام الأساسيّ بقوّة: هذا النظام الذكوريّ، الاستبداديّ، البطريركيّ، هنا، كما في كلّ مكانٍ من عالمنا العربيّ، ومن العالم، يجب تقويضه، وتسويته بالأرض.

وليكن الكلام واضحًا، ومنهجيًّا، ومتكامل الرؤية: هذا النظام الذكوريّ، الاستبداديّ، البطريركيّ، لا ينفصل بعضه عن بعضه، بل هو كلٌّ متكامل. السلطة السياسيّة – الأمنيّة – المجتمعيّة – العائليّة - الدينيّة في هذا النظام، هي جزءٌ لا يتجزّأ من ذكوريّته وبطريركيّته واستبداديّته.

تقويض النظام الذكوريّ هذا، يستلزم رفع لواء التقويض على كلّ المستويات.

الانخراط في هذا المشروع، في تحرير النظام من ذكوريّته، واستبداديّته، وبطريركيّته، كالانخراط في ثورة الخبز. بل كالانخراط في كلّ ثورة.

الانخراط في هذا المشروع، كإعلان الانتماء إلى الهواء. إلى الحرّيّة.

ويجب أن أقول الكلام بقوّة، على هامش ما يجري في لبنان منذ 17 تشرين الأوّل الفائت: لولا المرأة، لولا الشابّات، لولا الأمّهات، لولا النساء، ما كانت "17 تشرين" لتكون بهيّةً، واستثنائيّةً. ومشروعَ تغيير.

على هامش هذا المهرجان غير المسبوق في المنطقة العربيّة، المستمرّ من 27 شباط إلى الأوّل من آذار، يهمّني أن أحيّي الجهات القائمة بالمشروع، واضعًا نفسي في تصرّفها، مغتنمًا هذه "الفرصة الذهبيّة" لأنحني مرّةً تلو مرّةٍ تلو مرّة، أمام المرأة في أحوالها وأوصافها كافّةً، مجدِّدًا اعتبار نفسي خادمًا في معركتها من أجل كرامتها المتكاملة كشخصٍ بشريّ. بل من أجلي أنا الرجل. بل من أجل الإنسان في كلّ مكانٍ وزمان.

[email protected]



حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم