أحد المرفع حزين هذا العام

أحد المرفع حزين، والخوف من ارتفاع أسعار الحشائش زمن الصوم. اليوم هو أحد المرفع عند الطوائف المسيحية التي تتّبع التقويم الغربي، وتسمّيه العامة "أحد الدبيحة" إذ يُنهي المؤمنون عند منتصف الليل تناول اللحوم على أنواعها وينقطعون عن الزفر لاثنين وخمسين يوماً، إلا المرضى والذين تشملهم التفسيحات الكنسية سنوياً. غير أن أحد المرفع هذا العام غيره عما سبقه من الأعوام السابقة جراء الضائقة الاقتصادية التي تشدّ على الرقاب يوماً بعد آخر. اللحوم تكدست في برادات محال البيع أو فرغت في محال أخرى، وذلك لأن اللحامين لم يتجرّأوا على شراء اللحوم خوفاً من عدم البيع. ويقول أحد أصحاب محال بيع اللحوم في زغرتا سمعان فنيانوس : "إن الأسعار ارتفعت جراء ارتفاع الدولار، فتراجع البيع لكن لا نزال أفضل من غيرنا بكثير كون اللحوم تدخل في عدة أكلات منزلية، والكيلو الواحد يمكن ان يستعمل لأكثر من طبخة". أحد أصحاب أفران خَبز الكبة سايد الدويهي يشير إلى أن "خَبز صواني الكبة في زغرتا تراجع بنسبة لا تقل عن النصف، لقد كنا نخبز بالشهر أربعماية صينية كمعدل وسطي، اليوم لم نعد نخبز أكثر من مئتي صينية، والكبة الزغرتاوية لا تغيب من البيوت ولا عن الموائد ." بولس فرنجيه يقول: "أحد المرفع بدون مرفعية، والخوف من ارتفاع أسعار الحشائش، وهذا ما يقلقنا من اليوم كون البلد "فالت" لا رقابة ولا من يهتمّ بالإنسان."

غداً اثنين الرماد وبداية الصوم الكبير عند الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي، فهل بإمكان الأهالي الصوم والقطاعة والامتناع عن الزفر، أم إن ارتفاع الأسعار وفلتان السوق وتراجع القيمة الشرائية لليرة اللبنانية سيمنعهم من ذلك؟ إنّ غداً لناظره قريب.