الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

نضال الأشقر ومسرح المدينة: كيف نستمرّ في هذا العذاب؟

المصدر: "النهار"
فاطمة عبدالله
نضال الأشقر ومسرح المدينة: كيف نستمرّ في هذا العذاب؟
نضال الأشقر ومسرح المدينة: كيف نستمرّ في هذا العذاب؟
A+ A-

معاناة لبنان قديمة. دعكّ من مقولة "قبل 17 تشرين وبعده". قديمة. ترفض نضال الأشقر الفواصل الزمنية بين الأزمات. وُلد لبنان وتُرِك على جلجلة. "السلطات المتعاقبة لم تكن يوماً سوى سلطات فاسدة. لا أذكر أنّ حاكماً مرَّ فأحدث تغييراً في الجوهر اللبناني القائم على التقاسم والمحاصصة. الشباب اليوم هم الأمل. انتفضوا بعدما طلح الكيل". 

هذا ما تقوله. بالنسبة إلى جيلها، طفح الكيل "من زمان". أوجاع الشعب هي أيضاً أوجاع المثقف أو الشاعر أو المسرحي أو الكاتب. المثقف إنسان والحياة مُكلفة. ما العمل؟ كيف نستطيع الاستمرار في هذا العذاب؟ أحياناً لا نستطيع. نشعر أننا فقدنا القدرة. المعارك تطاردنا: النفايات، الماء، الكهرباء، البنزين. مشكلات لبنان متراكمة، لكنّها اليوم انفجرت. لم يأتِ أحد بحلّ. الحلول لا تناسب المستفيدين من الوضع. ليس من مصلحة أحد وضع حد لمزارب الهدر. يعتاشون من هذه الفوضى. من هذا الخراب. من المافيا. من المولدات. الفساد في لبنان مصدر عيش". 

تتحدّث عن أزمة في كلّ القطاعات، والمسرح جزء من كلّ. كما الطعام والشراب وحاجات الجسد، فالعمل المسرحيّ هو غذاء الروح. ترفض اعتبار المسرح ترفاً أو كماليات، رداً على معادلات اليوم: الدولار يكاد يصبح بـ3000 ليرة، الغلاء فاحش والمعدة جائعة وكورونا في الأجواء، فأيّ هَم هو المسرح؟ "لا. إنّه النَفَس. إنّه الأمل ببقاء بيروت. المسرح بعضُ حياتنا الاجتماعية والثقافية، وبعض الذاكرة". إذاً، كيف يعيش مسرح المدينة اليوم في ظلّ أشباح الانهيار؟ "لا نستطيع دفع الإيجار ولا الكهرباء ولا رواتب الشبان الموهوبين. نُكمل بتبرّعات محبّين، لكنّ غياب الدولة الكامل مأساة. عليها النهوض بالقطاع، إسوة بسواه. إن لم تتكاتف وزارة الثفافة مع الوزارات المعنية والمجتمع المدني لتأمين الاستمرار، لن يبقى لبيروت رجاء بالبقاء".

فتحت أبواب مسرح المدينة للشباب الثائر بعد 17 تشرين، وقالت تفضّلوا، عبّروا عن أنفسكم. كان ذلك بأسعار بطاقات شبه مجانية، إفساحاً للفرص ورفضاً للإحباط. سرَّها الإقبال والإيمان بنبض الخشبة. لم تتدرّب يوماً على فقدان الأمل.

الناس في لبنان على شفير الهاوية. إننا نتسلّقها منذ زمن ونحن اليوم في القمة. هبّة واحدة تجعلنا نهوي من دون شفقة أو رحمة. موت المسرح هو اختناق بيروت وغرقها في الحزن. لذلك، لا يزال ثمة من يؤكّد ضرورة ارتياد العروض برغم الظرف. إنّه توق للتنفّس والسبيل الوحيد لإبعاد شبح الموت. كلمات نضال الأشقر جواهر.

اقرأ أيضاً: إدمون ساسين ومعاناة القطاع الإعلامي: أسى جماعي وصدمة

[email protected]

Twitter: @abdallah_fatima

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم