الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

ذعر في شمال موزمبيق: هجمات الإسلاميين تتصاعد

المصدر: "أ ف ب"
ذعر في شمال موزمبيق: هجمات الإسلاميين تتصاعد
ذعر في شمال موزمبيق: هجمات الإسلاميين تتصاعد
A+ A-

تشيع الهجمات المتصاعدة في الآونة الأخيرة في شمال #موزمبيق الذي يشهد تمرداً إسلامياً منذ تشرين الأول 2017، الذعر بين السكان وشركات الغاز المتعددة الجنسية والتي باتت تطالب بتعزيزات عسكرية، فضلاً عن الشرطة التي يعتريها "الهلع" بسبب نقص المعدّات.

منذ عامين ونصف العام، تنشط جماعة إسلامية غامضة في مقاطعة كابو دلغادو ذات الغالبية المسلمة. ويقوم المتمردون بحرق القرى، قطع رؤوس المدنيين والاستيلاء على العربات العسكرية. 

وأسفرت أعمال العنف عن مقتل 700 شخص بحسب "أطباء بلا حدود" التي تعدّ واحدة من المنظمات غير الحكومية القليلة في تلك المنطقة. كما أنّها أدت إلى نزوح ما لا يقل عن مئة الف شخص، بحسب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

وكان المتحدث باسم المفوضية أندريه ماهيسيتش أعلن بداية شباط أنّ "الأشهر الماضية شهدت تصاعدا هائلا في (أعداد) الهجمات الوحشية التي تقوم بها مجموعات مسلحة".

واضاف أنّ "الاسابيع الأخيرة اتصفت بكونها أكثر الفترات غير المستقرة" منذ تشرين الأول/اكتوبر 2017، لافتا إلى انّ "الهجمات تمتد حالياً نحو مناطق في جنوب كابو دلغادو، مجبرة السكان على الفرار باتجاه (مدينة) بيمبا".

وبحسب المصدر نفسه، فإنّ واحدا من بين آخر الهجمات وقع على بعد نحو 100 كلم من بيمبا، المدينة التي تضم نحو 200 ألف نسمة.

ويوضح ماهيسيتش أنّ المدنيين يدفعون الثمن غالياً، إذ إنّهم يفرّون "باتجاهات كثيرة، بينها جزر صغيرة، يفتقدون فيها للمآوي". ويقول إنّ "غالبيتهم يتركون كل شيء خلفهم إذ لا وقت لديهم لنقل أشيائهم والغذاء أو حتى الوثائق الشخصية".

وتتحدث منظمة اطباء بلا حدود عن "طوابير من الناس السائرين على الطرقات الرئيسة في وقت تحترق قراهم"، لافتة إلى أنّه من الشائع العثور في مدينة ماكوميا (شمال) على أربع أسر تعيش تحت سقف واحد.

يقول مدرّس محلي لفرانس برس إنّ "الجميع مذعورون"، مضيفاً أنّ "الكثير من الاطفال لا يذهبون إلى مدارسهم لأنّ ذويهم يمنعونهم من مغادرة المنزل" خشية التعرّض لهجوم في الطريق.

ويضيف عامل في محطة وقود في ماكوميا أنّ "الناس ينامون في الغابات" خشية تعرّض قراهم لهجمات.

وخلال الأسبوع الماضي، عقد رئيس موزمبيق فيليب نيوسي جلسة مجلس الوزراء في بيمبا حيث اتهم "أجانب" بتأجيج هذه "الحرب".

ومنذ حزيران، تبنى تنظيم الدولة الإسلامية العديد من الهجمات الدموية في كابو دلغادو، من دون بروز أدلة ملموسة تؤكد تقديمه الدعم اللوجستي.

ويشير راين كمينغز، الخبير في المكتب الاستشاري "سيغنال ريسك"، إلى أنّ الإسلاميين نفذوا حديثاً هجمات على القوات الأمنية ومنشآتها. ويعتبر أنّ هذا الواقع ينذر ب"تطور آلية عمل" المعتدين، ما "يثير قلق الشركات المتعددة الجنسية" الموجودة في المنطقة لاستغلال احتيطات الغاز الهائلة في أعماق البحر.

وفي تصريح أخير، أقرّ وزير الدفاع جايمي نيتو بأنّ تلك الشركات "طالبت بزيادة عدد الجنود" قرب المنشآت قيد الإنشاء.

وقال: "نضمن سلامة المشاريع (...) لدينا ما يكفي من العناصر لضمان النظام العام".

غير أنّ العديد من الشهادات التي جمعتها فرانس برس من عناصر قوات الأمن تشير إلى نقص في الموارد.

ويشير شرطي إلى أنّه "في ماكوميا، كلنا نعيش في هلع. نترقب هجوم الجهاديين على المدينة في كل لحظة". ويضيف "نفتقر الى المعدات" للرد، "والقلق يهيمن على ليالينا".

ويقول شرطي من الوحدة المكلّفة العمليات الخاصة والمنتشرة عند الخطوط الأمامية: "لا نملك وسائل اعتراض الاتصالات". ويلفت إلى انّه عند وقوع هجوم "لا نتصدى بشكل فوري" خشية أن نكون "أقل عدداً".

وتؤدي أيضاً عمليات الفرار من الخدمة إلى إضعاف القوات الأمنية. وفي العاصمة مابوتو، يقول لفرانس برس مسؤول في الشرطة "الكثير من الشبان (...) يفرّون حين يرسلون إلى كابو دلغادو".

ويلخص المشهد قائلاً "تشوبه الفوضى، فالجهاديون يطاردون ويهاجمون القوات الحكومية وليس العكس".

ويتزامن تصاعد الهجمات مع موسم الأمطار التي تؤثر سلباً على انشطة لوجستية تقوم بها القوات المحلية المدعومة سراً من مرتزقة روس.

ويوضح محلل عسكري أنّ جسرين هدما أخيراً، ما قطع الطريق الرابط بين بيمبا وشمال كابو دلغادو.

ويقول إنّ الجهاديين المختبئين في الغابات "يصعّبون تحرّك القوات (...) ويهاجمون حين يشاؤون".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم