نصرالله: الوضع الصعب يتطلب معالجة وكلنا مسؤولون لعدم تشويه صورة الحكومة بتسميتها "حكومة حزب الله"

أكد الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله أن "الوضع الاقتصادي يستوجب تضافر جهود المعارضة والموالاة"، وشدد على "عدم تشويه صورة الحكومة بتسميتها حكومة حزب الله".

واشار في كلمة في الاحتفال بـ"يوم القادة الشهداء" في الضاحية الجنوبية لبيروت الى ان "الاستحقاق الذي يهيمن على عقول الجميع بالدرجة الأولى ويشغل بال الناس، هو الوضع الاقتصادي والاجتماعي والنقدي، واليوم الحديث الدائم عن مصير الودائع التي تمثل جنى العمر بالنسبة الى الناس، وعن غلاء الأسعار وفقدان بعض السلع وسعر الليرة والدولار، والمخاطر التي تواجه العملية الوطنية وارتفاع نسبة البطالة وفقدان فرص العمل وجمود الحركة التجارية والاقتصادية عموماً، ومشاكل الصناعيين والمزارعين وأقساط المدارس، وهناك قلق عند الناس من انعكاس هذه الأوضاع على الوضع الأمني، السرقات والجرائم والانهيارات النفسية، كما ان هناك قلقا حول وضع خدمات الدولة للمواطنين. عندما تذهب إلى التقشف كل الخدمات ستتأثر سلبا، ولاحقاً حتى مجالس البلديات قد لا يبقى فيها أي فلس، وأيضا هموم الدين العام"، لافتاً الى ان "هذا الوضع يحتاج إلى معالجة وكلنا مسؤولون ومعنيون، ومنذ بداية الأحداث الأخيرة في 17 تشرين الأول كان لنا رأينا، ومن اليوم الأول قلنا ان المعالجة يجب أن تكون بطريقة مختلفة وليس بالسقوف العالية التي طرحها البعض في لبنان، والدولة كانت قادرة على القيام بالكثير من الأشياء لكن حصل ما حصل. ولكن من اليوم الأول أنا قلت اننا لسنا قلقين على المقاومة وميزانيتها بل على المواطنين والبلد، وكل مواقفنا كانت من منطلق الخوف على البلد والحذر مما وصلنا إليه بنسبة كبيرة".

وشدد على "عدم الهروب من المسؤولية، ونحن كحزب الله لا نفكر بطريقة حزبية ولا نفكر بأنفسنا، ولسنا هاربين من شيء، ودفعنا ثمن المواقف التي أخذناها من 17 تشرين الأول حتى اليوم، والبعض شتمنا لكن المهم أن نتحمل مسؤولياتنا ونؤدي واجبنا، وسنتحمل كل المسؤوليات التي نقدّر أنها مصلحة شعبنا مهما كانت التضحيات. واليوم كنا نتمنى أن لا تستقيل الحكومة السابقة، وأن تشكل حكومة جامعة، وشكلت الحكومة الحالية، ولا بد ان نقدر لرئيسها والوزراء شجاعة تحمل المسؤولية بسبب الوضع الحساس، وهذه الحكومة بكل وضوح وصراحة نحن نأمل وندعو ونعمل لكي تنجح، أعطيناها الثقة وندعمها ولا نتخلى عنها ولن نتخلى عنها، وسنقف إلى جانبها وندعمها لأن المسألة تتعلق بمصير البلد، ونحن أمام وضع إقتصادي ومالي ونقدي صعب جدا جداً وهذا لا نقاش فيه، وأدعو إلى فصل معالجة الملف الاقتصادي والمالي عن الصراع السياسي، وليترك هذا الملف للمقاربة بطريقة مختلفة، وإذا أردنا المعالجة بعد الإتفاق السياسي، لن نعالج شيئاً بسبب الاختلاف في الكثير من الأمور، ولنترك تصفية الحسابات السياسية جانبا".

ودعا الى "تجنب التراشق بالإتهامات، وإعطاء الحكومة الحالية فرصة معقولة ومنطقية لتمنع الإنهيار والسقوط، وتقديم المساعدة من قبل أي جهة أو حزب أو فئة، لأن هذا واجب وطني، ولأن فشل الحكومة الحالية لا نعرف ما إذا كان سيبقى بلد ليأتي أحد على حصان أبيض ليشكل حكومة جديدة، ونتائج الفشل ليست على القوى السياسية المشاركة في الحكومة بل على البلد، ومن سيدفع الثمن هم عموم الناس. هذه الحكومة إذا نجحت في وقف الانهيار والانحدار وتهدئة النفوس تقدم خدمة كبيرة لكل اللبنانيين ولكل المقيمين على الأراضي اللبنانية".