توجّس داخل الضفة من سيناريو الحرب

لارا احمد

منذ إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن بنود خطته للسلام المعروفة إعلامياً بـاسم "صفقة القرن" والوضع يسير في عدة مناطق فلسطينية من سيّئ إلى أسوأ، حيث سادت موجة من التوتر الأجواء في غزة، بعد إطلاق عدة قذائف صاروخية باتجاه المستوطنات الإسرائيلية القريبة من القطاع، ردّ عليها جيش الاحتلال لاحقاً باستهداف مواقع للمقاومة.

الضفة الغربية أيضاً لم تكن في مأمن من موجة التوتر الأخيرة، حيث تصاعدت أعمال العنف والاشتباك مع قوات الاحتلال، ما أسفر عن مقتل ثلاثة فلسطينيين وإسرائيليَّين اثنين.

وفي وقت لم تتحمّل فيه أي جهة مسؤوليتها عن تبعات موجات التصعيد التي تشهدها البلاد، فقد أصدرت الرئاسة الفلسطينية بياناً يندد بالعنف، محمّلة المسؤولية السياسية لدولة الاحتلال التي تواصل تعنّتها وتجاهلها لتطلعات الشعب الفلسطيني، فيما رحّبت حركة حماس بما اعتبرته نضالاً شعبياً ضد صفقة القرن.

يرى المراقبون أن رفع حدة التوتر في الضفة الغربية لا يخدم أحداً عدا حركة حماس الإسلامية التي ما فتئت الفترة الأخيرة تحاول تصدير الاضطراب الذي يعيشه قطاع غزة إلى الضفة في خطوة تهدف أساساً لضرب السلطة في رام الله في معقلها.

السكان في الضفة الغربية عبّروا صراحة عن قلقهم من التطورات الأخيرة، حيث يخشى المواطنون أن ينزلق الوضع إلى حرب جديدة ستأتي حتماً على الأخضر واليابس.

أحد المواطنين وصف دعوات الفوضى التي غزت مواقع التواصل الاجتماعي بغير البريئة، معتبراً أن التصرف الأمثل يتمثل في التعقل ومراقبة الخطوات الأميركية المقبلة في حذر، فالأمر ليس نابعاً من تراجع الوطنية الفلسطينية لدى سكان الضفة الغربية، ولكنه منطلق من ثقتهم في قدرة الرئيس عباس على الدفاع عن القضية عبر الوسائل الديبلوماسية المتاحة.