التفاؤل بمستقبل الصحافة... هل يمتدّ من أميركا إلى العالم؟

استطلاعا رأي إيجابيّانعلى الرغم من جميع المشاكل التي تواجهها الصحافة الأميركيّة، برز شعور إيجابيّ إلى مستقبل الصحافة في الولايات المتّحدة خلال السنوات الأخيرة. أجرى مركز الصحافة الرقميّة في جامعة كولومبيا استطلاعاً شمل 420 صحافيّاً من العاملين في الصحف المحدودة الانتشار (تحت 50 ألف قارئ) أواخر 2016، ووجد أنّ معظم الصحافيّين يمتلكون نظرة إيجابيّة إلى مستقبلهم. وعمد هؤلاء إلى التدرّب على العالم الرقميّ وتطوير أفكارهم خصوصاً لجذب الجيل الشابّ. ولم يمنع استمرار منحى تراجع هذا القطاع من مواصلة بعض الصحافيّين تمتّعهم بنظرة متفائلة للمدى المتوسّط على الأقلّ.لم تتغيّر هذه الرؤية بعد ثلاث سنوات. في استطلاع رأي أجرته "مجموعة بوسطن للاستشارات" ونشرته في 26 أيلول الماضي، عبّر 400 صحافيّ من العاملين بدوام كامل عن اندفاعهم للبقاء في مهنتهم. اعترف 54% منهم بالتهديدات وأبرزها تركيز الناشرين على العائدات عوضاً عن رسالة الإعلام. وقال 59% من المشاركين إنّهم يتوقّعون البقاء في مهنتهم في المستقبل المنظور. لكن ثمّة تمايزات. عبّر حوالي 33% من الصحافيّين الذين يملكون أقلّ من 5 سنوات خبرة في مجالهم عن هذه النظرة بينما وصل الأمر إلى 62% لدى ذوي الخبرة التي تتراوح بين 5 و 10 سنوات. بينما قال 67% من أكثر الصحافيّين خبرة إنّهم باقون في مهنتهم لفترة طويلة. وأبدى ثلثا الصحافيّين تفاؤلاً إزاء مهنتهم. والأكثر تفاؤلاً كانوا أصحاب الخبرة التي تراوحت بين 5 و 10 سنوات. ووفقاً لاستطلاع الرأي نفسه، وجد حوالي 50% أنّه في حال أخفقت مؤسّستهم الإعلاميّة، بإمكان أي صحافيّ مبادر كسب رزقه في السوق نفسها.مع تراجع الموارد الماليّة الناتجة عن سوق الإعلانات، يعتقد نصف الصحافيّين الذين استُطلعت آراؤهم أنّ نماذج التمويل غير السياسيّ ستبرز كبديل حيويّ لإبقاء الصحافة صامدة. وهم منقسمون حول ما إذا كان الأفضل الحصول على تمويل شعبيّ أو على تمويل من منظّمات غير ربحيّة (بيئيّة مثلاً). وقلّة فقط وافقت على تلقّي الدعم من الدولة. وبرز شكل آخر من أشكال الدعم يهدف إلى تمويل صحافيّين أفراد موهوبين بدلاً من تمويل مؤسّسات برمّتها، وفقاً للمجموعة نفسها.المتنفّس في...