ثوّار من خلال الألوان... و"بيناتنا معها حق"
كل واحد منهم يستحق لقب "فنان الثورة"، وثورتهم مؤلّفة من فُرشاة الرسم و"شويّة ألوان". أمّا مُتعلّقاتهم الشخصيّة، فمؤلّفة من بطانيّة زاهية مصنوعة من عشقهم لوطن شراشيب ثوبه مُزخرفة بالفساد. وهم مُخلصون "لثنياته" بشكل عنيف. ولكن، انتبهوا، فإن ثورتهم سلميّة، زاهية وكلماتهم شاعريّة تأتي على شكل: "الثورة أنثى"، و"سكتنا كفاية". إنها طريقتهم ليودعوا القمع. وهو أسلوبهم للتعلّق بأشعّة الشمس الجبليّة التي تُنير أيامهم. كان من المفترض أن يكون رواق يوميّاتهم ضيّقاً، بائساً. ولكن الفن جعلهم يتغلّبون على اليأس. و"شو يعني" إذا كانت الأجواء الخارجيّة "سمفونيّة زمهرير وبرد مُرّ"؟
والغرب "ناطر مناطرة" أن يواجه عنفوانها في الأيام القادمة. هي بكل تأكيد يوميّات الثورة من وجهة نظر الشعب. والمعرض كان بمثابة التحيّة إلى هؤلاء الشباب الذين أرادوا "تطوير المراعي" بالألوان وبعض كلمات ممزوجة مع العمل الفني.
والمؤسسة الشريكة لـ "آرت أوف تشانج"، إيمان عسّاف، أرادت أن يجني الشباب المال من أعمالهم الباهرة، هم الذين قدّموا شرايين روحهم "بلا ما يسألوا". ومنذ تأسيس هذه الحركة الفنيّة الرائعة في أيار 2019، يبقى الهدف الترويج للفن اللبناني. والأكيد أنه إلى جانب تعزيز دور فن الشارع في الوسط المحلي، هي فرصة أيضاً ليخرج العمل الفني من إطار الكانفا إلى الجدران الحرّة. وفي ما يتعلّق بأعمال الفنانين الـ20، هو تصوير إيجابي للثورة، و"أصلاً، الثورة ما فيها تكون إلا إيجابيّة"، بحسب عسّاف.
و"بيناتنا، معها حق".
Hanadi.dairi@annahar.com.lb