قصف إسرائيلي لمواقع قرب دمشق وجنوباً: مقتل 23 مقاتلاً، بينهم جنود سوريّون

قتل 23 مقاتلاً على الأقل، بينهم جنود سوريون ومسلحون موالون لطهران، من جراء قصف جوي اتهمت دمشق #اسرائيل بشنّه ليلاً على مواقع عسكرية قرب #دمشق وفي جنوب البلاد، في استهداف جديد تضعه تل أبيب في إطار مساعيها لمنع طهران من ترسيخ وجودها في #سوريا.

وتصدّت الدفاعات الجوية السورية فجراً، على ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية "سانا" عن مصدر عسكري "لموجتين من العدوان الجوي (...) واستهدفت بعض مواقعنا العسكرية في محيط دمشق ومواقع عسكرية في محيط ريف دمشق ودرعا والقنيطرة" جنوباً.

ولم تعلن دمشق أي خسائر بشرية. وتحدثت عن "إصابة ثمانية مقاتلين" من دون تحديد مكان اصاباتهم أو جنسياتهم، فيما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 23 مقاتلاً، بعد حصيلة سابقة أفادت بمقتل 12 فقط.

وأحصى المرصد مقتل ثمانية من عناصر الدفاع الجوي السوري غرب دمشق، إضافة الى عشرة مقاتلين غير سوريين، بينهم ثلاثة من الحرس الثوري الايراني والآخرون موالون لهم، في منطقة الكسوة جنوب دمشق، حيث تتواجد قوات إيرانية ومجموعات موالية لها. كما قضى خمسة مقاتلين سوريين موالين لطهران في القصف على منطقة إزرع في محافظة درعا الجنوبية.

ولم تتبن إسرائيل تنفيذ القصف الذي قالت دمشق إنّه تمّ بـ"عدد من الصواريخ أطلقتها الطائرات الحربية الإسرائيلية من فوق جنوب لبنان والجولان المحتل"، قبل أن يتمّ "تدمير أعداد كبيرة" منها.

ورداً على سؤال لوكالة فرانس برس، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي فجراً: "نحن لا نعلق على تقارير وسائل إعلام أجنبية".

وسمع مراسلو فرانس برس دوي انفجارات عدة تردّد صداها في أنحاء عدّة في دمشق، بدءاً من الساعة الاولى والربع (23,15 ت غ) بعد منتصف الليل.

وبثّ التلفزيون السوري الرسمي مشاهد حيّة أظهرت ومضات ضوئية ناجمة عن الانفجارات في محيط دمشق.

وكثّفت اسرائيل في الأعوام الأخيرة وتيرة قصفها في سوريا، واستهدفت بشكل أساسي مواقع للجيش السوري وأهدافاً إيرانية وأخرى لحزب الله اللبناني. وتُكرّر أنها ستواصل تصدّيها لما تصفه بمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا وإرسال أسلحة متطورة إلى حزب الله.

وغالباً ما يطال القصف الاسرائيلي مقرات أو قواعد توجد فيها قوات ايرانية أو مجموعات شيعية موالية لها من العراق أو أفغانستان أو من حزب الله اللبناني.

وأسفرت ضربات استهدفت مطار "تيفور" العسكري في وسط البلاد في 14 كانون الثاني، واتهمت دمشق اسرائيل بشنّها، عن مقتل ثلاثة مقاتلين موالين لإيران على الأقل، وفق المرصد.

وفي 20 تشرين الثاني، أعلن الجيش الإسرائيلي مسؤوليته عن سلسلة غارات جوية "واسعة النطاق" استهدفت قوات تابعة للنظام السوري وأخرى لفيلق القدس الإيراني، ما أسفر عن مقتل 21 مقاتلاً، من بينهم 16 أجنبياً، إضافة إلى مدنيين اثنين، وفقاً للمرصد.

وفي الشهر ذاته، استهدفت ضربة اسرائيلية منزل أحد قادة حركة الجهاد الاسلامي أكرم العجوري في دمشق ما أدى إلى سقوط قتيلين أحدهما ابنه، تزامناً مع عملية شنتها اسرائيل ضد الحركة في قطاع غزة.

وفي تصريحات عدة خلال الأشهر الأخيرة، اتّهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إيران بالتخطيط لمهاجمة اسرائيل مؤكداً أنه سيفعل كل ما أمكن لردعها.

وتعدّ طهران داعماً رئيسياً لدمشق. وقدّمت منذ بدء النزاع عام 2011 دعماً سياسياً واقتصادياً وعسكرياً كبيراً لدمشق. وتمكنت مع مجموعات شيعية موالية لها من تعديل موازين القوى ميدانياً لصالح القوات الحكومية السورية على جبهات عدة.

وتزامنت الضربات الإسرائيلية ليلاً مع معارك عنيفة تخوضها قوات النظام في شمال غرب سوريا ضد الفصائل المقاتلة على رأسها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً).

وأرسلت تركيا ليلاً تعزيزات عسكرية جديدة إلى المنطقة وفق المرصد، ندّدت بها دمشق.

وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية وفق تصريحات نقلتها سانا "في تناسق مكشوف وتزامن مفضوح وتحت غطاء العدوان الإسرائيلي، قامت بالأمس قوات تركية باختراق الحدود السورية وانتشرت" بين ثلاث بلدات تقع شمال وشمال شرق مدينة إدلب.

واعتبر أن "الاعتداءات من النظام التركي أو الكيان الإسرائيلي أو كليهما معاً لن تثني الجيش العربي السوري عن مواصلة معركته ضد الإرهاب حتى تحرير كل التراب السوري وإنهاء وجود الإرهابيين بالكامل في سوريا".

في بروكسيل، طالب الاتحاد الأوروبي الخميس بوقف القصف الذي تشنه القوات السورية في إدلب وبإمكانية دخول المساعدات الإنسانية إليها.

وتسبّب النزاع السوري، منذ اندلاعه عام 2011، بمقتل أكثر من 380 ألف شخص، وأرغم أكثر من نصف سكان البلاد الذين كانوا يعدون أكثر من 20 مليون نسمة قبل الحرب على النزوح أو اللجوء خارج البلاد.