الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

إلى "17 تشرين" نساءً ورجالًا فتيانًا وشيوخًا

المصدر: "النهار"
عقل العويط
عقل العويط
إلى "17 تشرين" نساءً ورجالًا فتيانًا وشيوخًا
إلى "17 تشرين" نساءً ورجالًا فتيانًا وشيوخًا
A+ A-

لا أزال عند رأيي لمئة سببٍ وسبب: يجب أنْ تتّخذ "17 تشرين" لنفسها شكلًا تنظيميًّا (أشكالًا تنظيميّة على كلّ الأرض وفي كلّ القطاعات)، لا في بيروت فحسب، بل في المناطق اللبنانيّة كافّةً، وحيث تدعو الحاجة.

لا أدعو إلى شكلٍ تنظيميٍّ محدَّدٍ في ذاته، أو إلى شكلٍ تنظيميٍّ واحدٍ، كشرطٍ مُلزِم لهذا الانتظام. لكنّ الشكل (الأشكال)، أيًّا يكن قوامه، يمثّل في رأيي حاجةً عملانيّةً قصوى، تكتيكيّةً واستراتيجيّةً، وطنيّةً وسياسيّةً وإداريّةً، وخصوصًا بعد انكباب السلطة السياسيّة، وطبقتها الحاكمة، على تقشير جلد الأفعى، واستيلاد حكومةٍ قد تكون، في مرحلةٍ ما، قادرةً على تفخيخ كلّ الإيجابيّات والمراكمات الخلّاقة التي أنجزتها "17 تشرين"، وإلى سحب البساط من تحت أقدام الثورة، بألف طريقةٍ وطريقة.

هذا الانتظام في شكلٍ، في قوامٍ، ينبغي له - من أجل أنْ يكون قابلًا للولادة والحياة المستمرّة - أنْ يكون عنصره الشبابيّ – شابّاته وشبّانه، فتياته وفتيانه - هو نخاعُهُ (أو نخاعَهُ) الشوكيّ، وهو عصبُهُ (أو عَصَبَهُ) الديناميّ.

من شأن هذا النخاع الشبابيّ، والعصب الديناميّ، أنْ يمنحا هذا الانتظام في شكلٍ، في قوامٍ، خصوصيّةً حيويّةً ذات راهنيّةٍ – مستقبليّة غير قابلةٍ للتقوقع.

لا فائدة (طويلة الأمد) تُرجى من الانتظام الذي يطغى عليه العنصر "الأبويّ".

كلُّ انتظامٍ يكون العصب الأساسيّ فيه (أكرّر العصب الأساسيّ فيه) لمناضلين وثوّار وناشطين ومثقّفين هم من فوق عمر الأربعين - الخمسين، سيؤثّر سلبًا – بنسبةٍ أو بأخرى - على "17 تشرين"، وسيؤخّر – موضوعيًّا - عمليّة الانتظام الشبابيّ في شكلٍ (أشكال)، وفي قوام.

كلّ "الآباء" الذين أدّوا أدوارًا تاريخيّةً في فتراتٍ نضاليّةٍ سابقة، كلّهم مدعوّون إلى المبادرة الطوعيّة لترك الواجهات، الإعلاميّة والتنظيميّة، لا بهدف الاستقالة والتقاعد والبقاء في البيوت، بل لـ"الانتظام" الطوعيّ الإيجابيّ الفاعل والمؤثّر في مواقع الثورة الخلفيّة، وإلى مدّ يد الرأي والمشورة والنصيحة والخبرة والحكمة والرحابة وبعد النظر، إلى مَن هم دون الخمسين والأربعين والثلاثين من أعمارهم، بل إلى مَن هم في ريعان فتوّاتهم النضاليّة والثوريّة.

هؤلاء الشّابات والشبّان، الفتيات والفتيان، هم نخاع الثورة الشوكيّ. ويجب أنْ تتظهّر أعمالهم وأدوارهم ومساهماتهم ومسؤولياتهم وأسماؤهم في الشكل التنظيميّ لـ"17 تشرين"، من أجل أنْ تنمو حركة التغيير هذه، وتتبلور، وتتّخذ لذاتها جسمًا (أجسامًا) تنظيميًّا – ولِمَ لا - مرنًا وقابلًا للتجدّد.

كلّ "الآباء" مدعوّون على الفور إلى وعي هذه الناحية المبدئيّة والجوهريّة، وإلى التبصّر في أهمّيّة إيلائها ما تستحقّ من مبادراتٍ تنأى عن "الاستيلاء" و"وضع الأيدي".

نداء خاص إلى حَمَلَة النخاع الشوكيّ الشبابيّ ممّن هم في أعمارهم الجامعيّة الثوريّة، وما بعد الجامعيّة:

أنتم مدعوّون إلى الانتظام البنيويّ في جسمٍ (أجسام)، في شكلٍ (أشكال)، في قوام (قوامات). في المجالات والقطاعات كافّةً. فضلًا عن الأرض. كلّ الأرض.

لا مفرّ من هذا الانتظام، الذي يتطلّب استثمار نخاعاتكم الشوكيّة الشبابيّة الخلّاقة، وتوظيفها لتؤدّي دورها التاريخيّ في مسرى حركة التاريخ والتغيير.

هذا، إذا كنتم تريدون لـ"17 تشرين" أنْ تكون حركة تغييرٍ، وطنيّة – سياسيّة – تنظيميّة، وإذا كنتم تريدون – عملانيًّا وموضوعيًّا – المساهمة الكبرى في سدل الستار على عهود هذه الطبقة السياسيّة الحاكمة، التي قشرت للتوّ جلد الأفعى.

كلامٌ أخير، على الهامش: من الضروريّ، في الآن نفسه، أنْ يبقى العمل الثوريّ المفتوح مفتوحًا على جهات الهواء كلّها.

هذا العمل الثوريّ المفتوح الحرّ، المشرَّع، المنساب كالماء من بين الأصابع، يجب أنْ يبقى منصتًا لصهيل الوجدان الجمعيّ لئلّا يحكم على ذاته بالاختناق.

[email protected]

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم