الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

وسط انقسام الشارع العراقي تكليف محمد علاوي تأليف الحكومة

وسط انقسام الشارع العراقي تكليف محمد علاوي تأليف الحكومة
وسط انقسام الشارع العراقي تكليف محمد علاوي تأليف الحكومة
A+ A-

صرح وزير الاتصالات العراقي السابق محمد توفيق علاوي (65 سنة) السبت، أن الرئيس العراقي برهم صالح كلفه تأليف الحكومة العراقية الجديدة خلفاً لرئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي، بعد اتفاق بين الكتل السياسية في الوقت بدل الضائع، وسط انقسام في الشارع حيال هذه التسمية.

وقد تنهي هذه الخطوة الشلل الذي تعانيه الطبقة السياسية في العراق والتي تسعى الى الاستجابة لمطالب المتظاهرين المناهضين للحكومة في بغداد والجنوب ذي الغالبية الشيعية منذ تشرين الاول 2019.

وفي محاولة لإنهاء هذا الجمود كان صالح حذر الأربعاء الكتل السياسية من أنه سيسمي منفرداً رئيساً جديداً للوزراء، خلفاً لعبد المهدي الذي استقال في كانون الأول الماضي، إذا لم تقدم الكتل السياسية مرشحها السبت.

وقال علاوي في فيديو نشره في صفحته على "فايسبوك" مخاطباً الشعب والمتظاهرين المحتجين باللهجة العراقية :"الآن أنا موظف عندكم، وأحمل أمانة كبيرة... وإذا لم أحقق مطالبكم، فأنا لا أستحق هذا التكليف". وأضاف: "بعد أن كلفني رئيس الجمهورية تشكيل الحكومة قبل قليل، قررت أن أتكلم معكم قبل أن أتكلم مع أي أحد، لأن سلطتي منكم... أريدكم أن تستمروا بالتظاهرات، إذا انتم لستم معي سأكون وحدي، ولن أستطيع أن أفعل أي شيء، إني مواطن فخور بما فعلتموه من أجل التغيير".

والغريب أنه لم يصدر أي إعلان رسمي لبرهم صالح عن التكليف، لكن عبد المهدي هنأ علاوي في اتصال هاتفي، كما جاء في بيان صادر عن مكتبه.

أما رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، فقد نشر تغريدة قال فيها إن التكليف "خطوة جيدة ستتعزّز بالمستقبل... أتمنى أن يكون تكليف رئيس الجمهورية للأخ محمد علاوي مقبولاً ومرضيّاً من الشعب، وأن يتحلوا بالصبر، ويستمرّوا على نهجهم السلمي".

ويذكر الى أن علاوي هو خريج الجامعة الاميركية في بيروت عام 1980.

وبموجب الدستور أمام الرئيس المكلف شهر واحد لتأليف حكومته ويعقب ذلك تصويت على الثقة في مجلس النواب.

وفي العراق، يُشكل مجلس الوزراء عادة بتوافق بين المتنافسين السياسيين بعد مفاوضات شاقة على المناصب المؤثرة.

وينص الدستور في الاحوال الطبيعية على أن تسمي الكتلة البرلمانية الكبرى مرشحاً لرئاسة الوزراء في غضون 15 يوماً من الانتخابات النيابية. ثم يكلف رئيس الجمهورية رئيس الوزراء تأليف حكومته في غضون شهر واحد.

لكن الدستور لا يتطرق إلى إمكان استقالة رئيس الوزراء. وتالياً فقد تم تخطي فترة الايام الـ15 منذ استقالة عبد المهدي.

ويحتاج أي مرشح إلى مصادقة الكتل السياسية المنقسمة، وموافقة المرجعية الدينية الشيعية العليا، وإيران وعدوتها الولايات المتحدة، إلى الشارع المنتفض منذ نحو أربعة أشهر.

وقد رفض الشارع عدداً من الأسماء التي تم تداولها في الآونة الأخيرة، منها علاوي نفسه.

وفي مدينة النجف المقدسة لدى الشيعية، رفع متظاهرون لافتة كتب فيها: "علاوي مرفوض، بأمر الشعب!". وأمضى شبان مقنّعون، الليل وهم يشعلون إطارات سيارات في الشوارع التي عدد منها كان مقطوعاً ًالأحد، تعبيراً عن استيائهم من تكليف علاوي هذا المنصب.

وتوافد مئات الطلاب إلى شوارع تؤدي الى ساحة التحرير الرمزية، المعقل الرئيسي للاحتجاج في بغداد، حاملين صوراً لعلاوي وقد رسمت إشارة الضرب باللون الأحمر على وجهه.

أما الصدر، فحض أنصاره على مساعدة قوى الأمن في فتح الطرق التي قطعت طوال أشهر من الاعتصامات والتظاهرات وطالب بعودة الحياة اليومية إلى طبيعتها بعد تكليف علاوي تشكيل الحكومة.

ترحيب إيراني

وأعلنت إيران دعمها الكامل لعلاوي، وأكدت مجدداً مساندتها لمطلب الحكومة خروج القوات الأميركية من البلاد.

وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي :"في إطار الدعم المستمر للاستقلال والسيادة الوطنية ووحدة الأراضي وتعزيز أسس الديموقراطية في العراق، وإلى جانب الطلب المشروع لحكومة وشعب العراق بخروج القوات الأميركية من أراضي هذا البلد، ترحب إيران باختيار محمد توفيق علاوي رئيساً جديداً للوزراء في هذا البلد". واكد استعداد إيران لتقديم أي دعم مطلوب لمساعدة العراق في التغلب على مشاكله وتجاوز هذه الفترة الحساسة.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم