السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

ما كانت الفيديراليّةُ خِيارَ المسيحيّين

سجعان قزي
سجعان قزي
Bookmark
ما كانت الفيديراليّةُ خِيارَ المسيحيّين
ما كانت الفيديراليّةُ خِيارَ المسيحيّين
A+ A-
صديقي الوزيرُ السابق رشيد درباس ـــ هنيئًا له أنّه "سابق" ـــ حريصٌ عليَّ. يُفضّل أن أستعفيَ من "التبشيرِ" بالنظامِ الاتحاديِّ، ويراهنُ على تعميمِ الوعي الوطنيِّ وعودةِ اللبنانيّين جميعًا إلى "البيت اللبناني". أسبوعيًّا أتبادل وإيّاه الرأيَ والنوادر. نتّفق على جدليّةِ التحليلِ ووصفِ الواقع دائمًا، ونختلف على الاستنتاجِ أحيانًا. وفي جميعِ الأحوال يَجمعُنا الانتماءُ الحضاريُّ والولاءُ الوطنيُّ والنزعةُ المدنيّةُ. بعد قراءتِه افتتاحيّتي في "نهار" الأسبوعَ الماضي (23 ك2)، اتّصل بي مرتابًا في أن يكونَ اقتراحي النظامَ الاتحاديَّ تعبيرًا عن فكرٍ عاد يَنتشر في بيئتي... عَنى البيئةَ المسيحيّةَ.البيئةُ المسيحيّةُ ليست مسيحيّة. إليها يَنتمي مواطنون من مختلَفِ الطوائفِ والمناطقِ والعقائد. جـَمَعتْهم الفكرةُ اللبنانيّةُ، بل الأمّةُ اللبنانيّة، ونمطُ حياةٍ لبنانيّ. هذه البيئةُ اختارت منذ سنةِ 1920 النظامَ المركزيَّ القويَّ من أجلِ توحيدِ لبنان أرضًا وشعبًا وتقديمِ نموذجِ شراكةٍ دينيّةٍ/حضاريّةٍ/سياسيّةٍ من لبنان إلى العالمِ العربيّ ومن الشرقِ إلى الغرب. وجدّدت المرجِعيّات المسيحيةُّ هذا الخِيارَ عند كلِّ منعطفٍ تاريخيّ. جَدّدَته مع استقلالِ 1943، وبعد أحداثِ 1958، وبعد حربِ السنتين (1975/1976)، وبعد انتصارِ 1982 فأَعلن الرئيسُ بشير الجميل أنّه "يريد حكمًا مركزيًّا قويًّا". ورغمَ أنّ كلَّ منعطفٍ كان كافيًا وحدَه للكفرِ بالخِيار، تابع المسيحيّون التزامَ الدولةِ المركزيّةِ حتّى بعد اتفاقِ الطائف سنةَ 1989. لكن تَبيّن بعد مئةِ سنةٍ أنَّ هذا النظامَ المركزيَّ، الجيّدَ بحدِّ ذاتِه، يعيش يتيمًا ومعزولًا. هَجَره اللبنانيّون، كلٌّ حَسَبَ طريقتِه وحضارتِه، وبنوا لهم أَنظمةً ذاتيّةً...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم