الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

مشاعر بين الحنين والرفض... "بانكسي بودابست" يزرع شوارع المدينة منحوتات صغيرة

المصدر: (أ ف ب)
مشاعر بين الحنين والرفض... "بانكسي بودابست" يزرع شوارع المدينة منحوتات صغيرة
مشاعر بين الحنين والرفض... "بانكسي بودابست" يزرع شوارع المدينة منحوتات صغيرة
A+ A-

يزرع نحات أوكرانيّ ملقب "بانكسي بودابست" تماثيله الصغيرة في أرجاء العاصمة المجرية مستوحيا إياها من رسوم متحركة كانت تعرض في طفولته في أوكرانيا الشيوعية، مثيراً عند البعض حنينا إلى الماضي وعند البعض الاخر رفضا تاما.

وينثر ميهالي كولودكو البالغ 41 عاما التماثيل الصغيرة جدا من سيارات صغيرة وعفاريت وضفادع، منذ ثلاث سنوات في المدينة الكبيرة على ضفاف نهر الدانوب.

هذه التماثيل البرونزية الصغيرة لا تزخر بالسخرية اللاذعة كما أعمال الفنان البريطاني الذي لا تزال هويته سرية. إلا أن الفنان الأوكراني يؤكد "تأثرت ببانكسي واستخدم لغة النحت كما يفعل هو مع الرسم".

وعلى غرار بانكسي يفاجأ "ثائر" فن الشارع هذا، بانتظام المارة مع ابتكاراته التي ينشرها من دون إذن. لكن خلافا للفنان البريطاني الشهير لا يخفي كولودكو هويته عن المعجبين الذين يزداد عددهم.

وتقول سيلفيا ليبتاي (40 عاما) مبتسمة "تذكرنا أعماله بطفولتنا" وهي باتت تنظم "سباقات كولودكو" ينبغي خلالها على الرياضيين المشاركين اتباع مسار يربط بين أكثر من عشرة أعمال.

يمثل أحد هذه الأعمال دودة وضعت على سور على نهر الدانوب قبالة مقر البرلمان. ونسج لها مجهولون قبعة صوفية صغيرة صفراء وزرقاء فاتحة فضلا عن وشاح يقيها البرد. في مكان آخر، أرنب بأذنين ضخمتين يراقب المدينة قرب قصر بودا الشهير. وهو يلقى رواجا كبيرا أيضا.

يراوح ارتفاع هذه المنحوتات ما بين 10 و15 سنتمترا ويبتدعها الفنان في محترفه في فاتس قرب بودابست. ويوضح أن أعماله "تتوجه إلى جيلنا، جيل الأشخاص في الثلاثينات والأربعينات من العمر" الذين كانوا يشاهدون الرسوم المتحركة التي يبثها التلفزيون المجري في السبعينات والثمانينات.

وشب ميهالي كولودكو على البرامج نفسها في مسقطه اوحورود في اوكرانيا قرب الحدود مع المجر.

في اوجورود نشر الفنان عشرات التماثيل قبل أن ينتقل مع طفليه إلى المجر في 2016. ومنذ ذلك الحين، نشر في شوارع بودابست حوالى 20 منحوتة.

وكان الفنان تدرب على المنحوتات الضخمة المكرسة للدعاية الشيوعية إلا أنه يطمح الآن إلى "ابتداع لغة جديدة تسمح بالتواصل بين الناس".

وقد فتحت صفحة مكرسة للمعجبين بالفنان عبر "فايسبوك". وهم يتبادلون النصائح حول "مطاردة التماثيل" ويتناقشون حول معنى الأعمال التجريدية منها إذ تترك بعض الأعمال المارة في حيرة وتشكيك لا بل رفض تام.

فمنحوتة قبعة الشابكا المتروكة قرب نصب تكريمي للجنود السوفيات الذين سقطوا خلال الحرب العالمية الثانية، اعتبرها نائب على أنها تمجيد "للنظام الديكتاتوري" الشيوعي الذي حرم المجر من استقلالها حتى العام 1989.

وصوّر النائب نفسه وهو يقتلع المنحوتة بواسطة فأس قبل رميها في النهر.

ويوضح ميهالي كولودكو: "كنت أحاول القول إنه مهما فعلنا، الماضي يلازمنا".

ورد على ما فعله النائب بوضع فأس برونزية منحوتة مكان الشابكا.

وبوضعه عنزة مبتسمة تنهمك في أعمال صغيرة في إحدى الساحات المرممة حديثا في بودابست، أثار غضب بعض الأطراف الذين رأوا فيها انتقادا لنوعية الأشغال.

ويرد الفنان: "في الواقع أردت أن أوجه تحية إلى العمال الاوكرانيين الذين يجتمعون هنا فجرا بحثا عن أعمال صغيرة".

ويؤكد كولودكو: "أنا لا أسعى إلى الاستفزاز. أنا لا أدافع عن أي قضية بل أتبع حدسي".

وسرقت ثلاثة من أعماله أو سحبت إلا أن الفنان لا يهتم لذلك موضحا "أعرف كيف أوقل لها وداعا فعندما أنشرها يصبح لها حياة مستقلة".

ويضاف إلى الإقبال الشعبي على أعماله، اعتراف رسمي. فقد طلب منه مطار بودابست تمثالا صغيرا للمؤلف الموسيقي المرجي فرانز ليست.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم