في هذه الحالات فقط قد يكون فيروس "كورونا" قاتلاً

بعد حالة الهلع الناتجة من انتشار فيروس كورونا الذي ظهر أولاً بشكل أساسي في منطقة ووهان الصينية ثم عاد وانتشر بشكل محدود في مناطق أخرى في العالم، تبرز الحاجة إلى تسليط الضوء على أسباب هذا الهلع السائد بين الناس في مواجهة الفيروس الذي يؤكد طبيب العائلة الدكتور ماريو شحروري أنه مشابه إلى حد بعيد لفيروس الانفلونزا وما من داع للتخوف منه إلى هذا الحد.

حول أسباب المخاوف من فيروس كورونا

لم يظهر فيروس كورونا حديثاً كما يتصور كثر، رغم الضجة التي اثيرت حوله والمخاوف التي تزايدت في الفترة الاخيرة. فبحسب الدكتور شحروري الفيروس الحالي هو فيروس كورونا المستجد إلا أنه لا يعتبر حديثاً بل هو معروف في السابق تماماً كفيروسات الرشح والانفلونزا. كما ان أعراضه مشابهة لأعراض الانفلونزا. "لا يعتبر فيروس كورونا قاتلاً وقد سبق أن ظهرت أنواع منه سابقاً في المملكة العربية السعودية كسارس SARS وكانت الجِمال حينها مصدراً له وعرف حينها بـMiddle East Respiratory Syndrome، إلا أن عدد الحالات كان حينها محدوداً. ورغم انه لا يعتبر خطيراً كما يتصور كثر، إلا أن ظهور طفرة جديدة له تسبب بهذه المخاوف مع انتشاره الجديد، خصوصاً ان لا لقاح له حتى اليوم ولا علاج. في المقابل يتوافر لقاح لفيروس الانفلونزا إلا أنه ينتشر بسرعة كبرى. مع ضرورة التذكير بأن فيروس كورونا لا يقتل الملايين ولا يتسبب بوفاة إلا في حالات معينة".يؤكد الدكتور شحروري أنه ما من داعٍ للقلق والتخوف من هذا الفيروس المشابه للانفلونزا بل ثمة أشخاص معينون تزيد خطورته عليهم وتزيد مضاعفاته لديهم، تماماً كالانفلونزا:

-الاشخاص الذين هم في سن متقدمة

--الأطفال

- الأشخاص الذين يعانون ضعفاً في المناعة

-الاشخاص الذين يعانون مشكلات في الجهاز التنفسي

-الاشخاص الذين يعانون امراضاً مزمنة

في هذه الحالات قد تزيد خطورة مضاعفات المرض.

عندما ينتقل بالعدوى

ينتقل فيروس كورونا الذي بدأت الإصابات به تظهر من شهرين، عبر النفس كما بات معروفاً أي من خلال:

-العطس

-السعال

تلوث اليدين من المساحات الملوثة بالفيروس

تناول اللحوم  النيئة أو غير المطهوة جيداً في البلاد المعنيةوبالتالي تعتبر سبل انتقال الفيروس أيضاً مشابهة لتلك الخاصة بالانفلونزا باستثناء تناول اللحوم النيئة التي يمكن أيضاً ان تسبب الإصابة بفيروس كورونا. إذ تبدو حيوانات المزارع بشكل عام مصدر الفيروس الاساسي. هذا وما ساهم في ارتفاع عدد الحالات في الصين هو الكثافة السكانية في البلاد بحسب الدكتور شحروري الذي يشير إلى أنه ظهرت إصابات به أيضاً في الطاقم الطبي أثناء رعاية المرضى. "يضاف إلى ذلك أن عامل السفر ساهم في انتشار المرض بشكل أوسع ما دفع الدول إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات المتشددة بهدف الحد من الانتشار . فمما لا شك فيه أن السفر إلى الصين يدعو للقلق مما دعا إلى اتخاذ إجراءات وقائية لا بد منها. مع الإشارة إلى أنه من غير الممكن أن يظهر المرض في لبنان إلا في حال السفر إلى الصين والأهم أنه ليس هناك تبادل سكاني بين لبنان والصين رغم وجود عامل السفر المحتمل الذي يمكن ان يتسبب بانتقال الفيروس إلى بلادنا". ويعرف عن فيروس كورونا أن الأعراض الناتجة منه تظهر خلال اسبوعين من الإصابة به لكن يمكن نقل العدوى قبل ظهور الأعراض. إلا أن أكثر الأشخاص عرضة للخطر هم دوماً أولئك الذين يعانون ضعفاً في المناعة لسبب او لآخر.  أما باقي الأشخاص فيمكن ان يشفوا تلقائياً دون علاج وفي كل الحالات تتوافر العلاجات الداعمة للحد من الأعراض والتي يتم البدء بها اياً كانت نتيجة الفحص لدى ظهور العوارض. وبالتالي يكون العلاج نفسه للكل.

ماذا في حال ظهور الأعراض؟

في حال ظهور اعراض لدى شخص قادم من الصين أو أي بلد ينتشر فيه الفيروس من الضروري التبليغ عنها واستشارة الطبيب مباشرةً. علماً ان الأعراض المرتبطة بالإصابة بفيروس كورونا هي:

-السعال

-ارتفاع الحرارة

-ألم في العضلات

-تعب

-وجود دم في البلغم أحياناً

ضيق في النفس أحياناً

-عطس

-رشح

في المقابل على كل شخص مسافر إلى اي بلد ينتشر فيه الفيروس أن يحرص على اتخاذ الإجراءات اللازمة وان يضع القناع الطبي ليحمي نفسه. علماً ان الإجراءات الوقائية نفسها تطبق على الانفلونزا:

-غسل اليدين بالماء والصابون لمدة 20 ثانية

-العطس أو السعال في الجهة الداخلية للكوع أو في المحرمة ورميها مباشرةً

-تجنب تناول اللحوم غير المطهوة جيداً في البلاد التي ينتشر فيها المرض والتي قد تكون فيها اللحوم ملوثة

-في حال ارتفاع الحرارة التشدد في الإجراءات الوقائية وتجنب نقل الفيروس

هذا ويشير الدكتور شحروري إلى أن فيروس كورونا تماما كباقي الفيروسات ينتشر أكثر في موسم البرد أما وقفه فقد يتطلب اتخاذ إجراءات جذرية في البلدان الموبوءة كححرق الحيوانات المصابة وحرق أو اتخاذ إجراءات التعقيم الصارمة في الاماكن الملوثة. هذا إضافةً إلى عزل المصابين لمدة اسبوعين.