الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

قراءة نقدية في تجربة سام مندس السينمائية

المصدر: "النهار"
هوفيك حبشيان
Bookmark
قراءة نقدية في تجربة سام مندس السينمائية
قراءة نقدية في تجربة سام مندس السينمائية
A+ A-
من خلال ثمانية أفلام أنجزها في السنوات العشرين الأخيرة، فرض البريطاني سام مندس (١٩٦٥) نفسه واحداً من كبار السينمائيين في العالم، وما فيلمه الأحدث "١٩١٧" سوى تأكيد اضافي لموهبة كانت واضحة منذ فيلمه الأول "جمال أميركي" (١٩٩٩). مندس الذي حمله فضوله وحسّه التجريبي إلى أنواع سينمائية مختلفة (ميلودراما، فيلم حربي، أكشن)، أحوج ما يكون إلى قراءة جديدة في ضوء عرض جديده في صالات العالم."جمال أميركي" (١٩٩٩)عندما خرج "جمال أميركي" في العام ١٩٩٩، كتب عنه جورج كعدي في "النهار" المقال الآتي: هذا الفيلم هو عن الحلم الموهوم الذي يتبدّى يوماً فآخر خرافياً متهاوياً تحت وطأة الواقع والعيش المحبط لأفراده. من الداخل الأميركي شهادة حياة، جريئة، واقعية، خطّها يراع الكاتب ألن بال كجدارية عريضة مكتملة نُسِجت عناصرها وألوانها من وقائع عيش سئم ومتعب، ومن نماذج تختزل الشرائح والأجيال والطبقات التي تؤلّف مجتمعاً "يمضي تواً إلى الجحيم" في تعبير احدى الشخصيات. والبنية فسيفسائية متعددة، متقاطعة الحكايات والمصادفات، تمرّ عبر شخوصها على كلّ المكوّنات التي يأتلف بها المجتمع الأميركي ويتنافر. والدراماتورجية مسرحية لغوصها العميق في بسيكولوجيات شخوصها المدمّرين والمنحرفين، ولتشابك مفارقاتها ومصادفاتها ضمن أطر مكانية محدودة ومتكررة، ولنهوضها على المواقف والحوارات في شكل أساسي، ولخلوها من المشهديات الكبرى ودوران معظم حوادثها خلف الأبواب الموصدة وفي غرف العزلة والانطواء. المرام الأبعد من مجرّد القصّ وعرض الشخصيات، تقديم تلك الصورة الناجزة للمجتمع الأميركي والقول: هذه حقيقة أميركا. هذه حقيقة الحلم الأميركي الواهم والمخادع. تلك حقيقة العيش في ذاك المجتمع المضروب بالتعب والسأم والانحراف والخيبة حتى نخاعه، وبشره أموات، وجوههم شاحبة، باهتة، ضنكة. هكذا تطالعنا صورة ليستر بورنهام (كيفن سبيسي)، بورجوازيّ متوسط في الأربعين، يمر بدءاً في أزمة العمر، ثم في أزمة فقدان العمل، وفي أزمة العائلة مع زوجة متأنفة ومادية وهستيرية (أنيت بينينغ) وابنة مضطربة بالكاد جاوزت عمر المراهقة وفقدت التواصل مع ذويها، أبيها خاصةً، فأمسى الرجل المسكين يائساً محبطاً مدمراً، داخل بيته وخارجه، ينشد لحياته تبديلاً ووضع حد لعبثيتها ولا يفلح.نحن ازاء سينما أنتي - كابرا بامتياز، سينما تنفي الرجاء والمثالية والبراءة وتتبنّى النظرة المتشائمة إلى مجتمع يغرق في جحيم تفتّته وفنائه. خطاب الفيلم واضح وبسيط: هذه أميركا عبر نماذج حيّة ومعبّرة وتمثيلية للمجتمع والبشر الذين يحيون فيه. ”جمال أميركي" عن مجتمع في تمام انهياره."طريق الضياع" (٢٠٠٢) يضع الفيلم العلاقات الإنسانية ذات الازدواجية في المرتبة الأولى، ومن ثم يتأمل ما يحصل، عندما تصبح هذه العلاقات في مهبّ الريح. هذا فيلم عن العنف البسيكولوجي الذي ينشأ...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم