الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

ضيقُ الخِياراتِ مع تَعدُّدِ الولاءات

سجعان قزي
سجعان قزي
Bookmark
ضيقُ الخِياراتِ مع تَعدُّدِ الولاءات
ضيقُ الخِياراتِ مع تَعدُّدِ الولاءات
A+ A-
هذه انتفاضةٌ على كلِّ شيءٍ لأنَّ المواطنين يَنقُصهم كلُّ شيء. وهذه نقمةٌ على جميعِ المسؤولين لأن هؤلاءِ أَهملوا حقوقَ الناسِ مدى ثلاثينَ سنة. ليلةَ 14 تموز 1789، هَروَل الدوق دو لاروشفوكو يُبلغ الملِكَ لويس السادس عشر سقوطِ الـــ"باستيل" قائلًا: "جلالتُك، إنها انتفاضةٌ"، فأجابه الملك: "لا، هي الثورة". دَهاءُ الثوراتِ أن تُرهِبَ السلطةَ من غير أن تُخيفَ الشعب. لذا، كلّما انحرفت الثورةُ في لبنان نحو العنف، بَطُلت أن تكونَ كذلك وأَصبحت "أحداثًا" يُـحَلَّلُ ردعُها. في المناسبةِ، كان يُحسنُ بمجلسِ الأمنِ المركزيِّ (20/01) استعمالُ كلمةً أخرى غيرَ "الردع"، فاستذكارُ "قوّاتِ الردع" ممزوجٌ بالحربِ والدمعِ...مرتكزاتُ لبنان سَقطت، وما بقي منها غيرُ كافٍ ليبقى لبنانُ كما هو شكلًا ومضمونًا: لبنانُ الكبير ضَربَته الديموغرافيا. الاستقلالُ ضَربه الانحيازُ. السيادةُ ضربَها تداولُ الاحتلالات. الوِحدةُ الوطنيّةُ ضَربَتها القوميّاتُ المتضارِبة. الدستورُ ضَربَه التخطّي والتعليق. الهويّةُ ضَربها انتحالُ الصِفة. الصيغةُ ضَربها تَعدّدُ الولاءات. المساواةُ ضَربها السلاح. التعدديّةُ الحضاريّةُ ضَربها اتّساعُ الفوارقِ في أنماطِ الحياة. اتفاقُ الطائفِ ضَربه التباسُ موادِّه وسوءُ التطبيق. الديموقراطيّةُ ضَربتها التوافقيّة المعطِّلة. النظامُ الليبراليُّ الاقتصاديُّ والماليُّ ضَربه اختلالٌ في قطاعاتِه وجشعُ أركانِه وغيابُ الطبقةِ الوسطى، ولبنان الرسالةِ ضَربه الخلافُ على دورِه ورسالتِه.في موازاةِ سقوطِ هذه المرتكزاتِ البنيويّة، تهاوت شبكةُ الدفاعِ...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم