الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

شكرًا شكرًا شكرًا

المصدر: "النهار"
عقل العويط
عقل العويط
شكرًا شكرًا شكرًا
شكرًا شكرًا شكرًا
A+ A-

"لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كلّه وخسر نفسه" (مرقس 8:36، متى 16:26)

شكرًا للجميع بلا استثناء. شكرًا لرئيس الجمهوريّة. شكرًا لرئيس مجلس النوّاب. شكرًا لرئيس الحكومة. شكرًا للسلطة. كلّ السلطة. شكرًا للطبقة السياسيّة الحاكمة. لمَن منها – الآن - في صفوف الموالاة، ولمَن منها – الآن - في صفوف المعارضة. وأيّ معارضة؟!. شكرًا لـ"العهد". شكرًا لأهل "العهد". شكرًا لـ"التيّار الوطنيّ الحرّ". شكرًا لـ"حزب الله". شكرًا لحركة "أمل". شكرًا لـ"تيّار المردة". شكرًا لـ"اللقاء التشاوريّ". شكرًا لـ"الحزب السوريّ القوميّ الاجتماعيّ". شكرًا لـ"الحزب الديموقراطيّ اللبنانيّ" شكرًا للوزراء "الاختصاصيّين المستقلّين". شكرًا للوزراء "الاختصاصيّين" الذين وافقوا على أنْ يكونوا وزراء في غير اختصاصاتهم. شكرًا لـ"الحراكيّين" المشاركين في الحكومة. شكرًا لـ"الأوادم" الذين سيرضون بأنْ يكونوا ما لا يرغبون ربّما في أنْ يكونوه، أو سيُجبَرون جبرًا وبحكم الأمر الواقع، على أنْ يصيروا ما سيصيرون عليه.

شكرًا.

شكرًا خصوصيًّا أيضًا لـ"تيّار المستقبل". شكرًا لـ"حزب القوّات اللبنانيّة". شكرًا لـ"الحزب التقدميّ الاشتراكيّ".

شكرًا.

شكرًا للذين سيطيلون عمر هذا الموت اللبنانيّ الوطنيّ البطيء. شكرًا للذين سيلمّعون وجه الفساد. شكرًا للذين سيزيدون أعداد الفقراء والمرضى والجوعى واليائسين والمشرّدين والعاطلين عن العمل والبلا سقوف. شكرًا للذين سيساهمون في الوصول إلى حال الإفلاس العامّ. شكرًا للذين سيكمّون الأفواه. شكرًا للذين سيشاركون في – وسيتواطأون على، وسيتغاضون عن - الزجّ بالأحرار والثوّار والمنتفضين والمتمرّدين وأصحاب الرأي وكتّاب الرأي والموقف في الثكن وغرف التوقيف الاحتياطيّ والزنازين والسجون. شكرًا للذين سيقبلون بإعلان "حال الطوارئ" الأمنيّة (أو ما يوازيها) في البلاد لمنع التظاهرات.

شكرًا.

شكرًا للانتهازيّين. شكرًا للمتسلّقين الذين تسلّقوا. شكرًا للمتسلّقين الذين لم يستطيعوا أنْ يتسلّقوا. شكرًا لأهل البورصة. شكرًا للمرابين. شكرًا للمضاربين في السوق البيضاء وفي السوق السوداء. شكرًا للمنتفعين. شكرًا لصفوف وأرتال المنتظرين أدوارهم وحظوظهم في المكاتب الخلفيّة، لعلّ وعسى. شكرًا للخدم. شكرًا للسادة. شكرًا لسعاة البريد. شكرًا للذين يقولون كلامًا في الليل يمحوه أوّل النهار. شكرًا للمخبرين. شكرًا لمروِّجي الشائعات الحقيرة. شكرًا لملفِّقي التهم. شكرًا لمشوِّهي السمعة. شكرًا للمشهِّرين بأعراض الناس الأحرار وبكراماتهم.

شكرًا.

شكرًا للذين سيبرمون العقود والصفقات المقبلة. شكرًا للذين سيعيدون إلينا الأموال الوطنيّة المنهوبة. شكرًا للذين سيسنّون الضرائب التصاعديّة على أصحاب الأموال العظيمة العظمى. شكرًا للذين سينظّفون بيئتنا بالمحارق القاتلة. شكرًا للذين سيحرسون المكبّات والمطامر برًّا وشاطئًا وبحرًا. شكرًا للذين سيضعون لنا قانونًا انتخابيًّا جديدًا يعيد إنتاج التركة نفسها. شكرًا للذين سيقيمون موتانا وقتلانا وشهداءنا من قبورهم للمشاركة في احتفالاتنا وأفراحنا وأسباب زهونا واعتزازنا.

شكرًا.

شكرًا للذين جاؤوا بهذا "العهد". شكرًا لهم جميعهم بلا استثناء. كلٌّ بحسب مرتبته ودوره.

شكرًا للذين يمرّغون ما بقي من فكرة لبنان وكرامة لبنان.

شكرًا للذين يقتلون لبنان ببطء.

شكرًا خصوصيًّا للذين سيقتلونه – للذين سيقتلون لبنان – برصاصة العدم القاتلة.

شكرًا شكرًا شكرًا.

[email protected]


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم