وزير البيئة لـ"النهار": مقبلون على مصيبة مياه في الصيف

باسكال عازار

ليس وزير البيئة محمد المشنوق ببعيد عن أجواء وزارته، فهو غير غريب عن الحقيبة التي تولى مسؤوليتها إذ يخرج من خلفية بيئية والتزام أعواماً طويلة في المجال. غير أن استحقاق الفترة القصيرة التي سيتولى المشنوق المسؤولية فيها لن تكون بالسهلة، خصوصا مع أزمة الناعمة التي ربطت حملة إقال مطمر الناعمة - عين درافيل مصيرها بقرار تتخذه الحكومة الجديدة خلال 15 يوما من تشكيلها. ما هي الاستراتيجية التي ستعتمدها وزارة البيئة؟ وماذا عن ملف الناعمة؟


في ما يخص موضوع الاستراتيجية، لفت المشنوق في حديث الى "النهار"، الى أن شعار وزارته هو "بيئتي وطني، وطني بيئتي" مؤكدا أن "الوطن بالمفهوم الحقيقي غير قائم إذا ما كانت بيئته صفراً، وهذا يملي عليّ العمل من أجل التوعية والتثقيف البيئيين، إذ يهمني أن يؤمن المواطن بهذا الشعار. عندما ننظر إلى لبنان ونجد أنه يضم 700 مكب عشوائي وتستقبل النفايات على أنواعها، يبدو ذلك مقلقا، لذلك من المهم جدا أن يشعر المواطن بأهمية دوره كمسؤول ضمن محيطه ولا بد أن نخلق نوعا من الشراكة بين البلديات والمجتمع المدني والوزارة". واضاف: "لا يمكننا أن نتغنى بلبنان من دون أن نحافظ عليه. لا يمكننا أن ننظر إلى التدهور البيئي من دون أن نشعر بسؤوليتنا تجاه الموقف، لا بد من توافر ثقافة لدى المواطن وأنا لا ألوم المواطنين لأن الأولويات الأخرى منعتهم وقتا طويلا من النظر إلى البيئة لكن الآن مع التوعية سيختلف الأمر".
ولا تتوقف الاستراتيجية عند مسألة التوعية، فثمة نواح عدة أخرى كما أوضح المشنوق، "فلا بد أيضا من تطبيق القانون لأنه سيكون الرادع في ملفات عديدة كالمرامل والكسارات، قسم من هذه المشاريع مرخص ومنها ما ليس قانوني لذلك لا بد من ضابطة بيئية تلجم هذه التجاوزات. ثمة مجموعة من القوانين سنعمل حاليا على إقرارها في مجلس النواب من أجل الوصول إلى الحفاظ على بيئتنا وسنتشدد في تطبيق القوانين".
ومن أبرز التحديات التي ستعمل استراتيجية وزارة البيئة على تذليلها هي مسألة المشاريع الناجمة من صناديق التمويل الدولية، ولفت المشنوق في هذا المجال إلى أن "أي مشروع أو تمويل من الجهات المانحة هو أكبر بمرتين أو ثلاثة من ميزانية وزارة البيئة وموظفي الوزارة يعملون على تحقيق المشاريع رغم عددهم الضئيل، وكثيرا ما خسرنا مشاريع لأنه ليس لدينا الجهاز البشري القادر أن ينجز الأعمال المفروضة. ليس في استطاعتنا تحقيق الإفادة القصوى من الإنقاذ البيئي المتوافر من هيئات الدعم البيئي في العالم كما يجب، لهذا السبب سأعمل من خلال الاستراتيجية على تفعيل هذا الأمر".
وعلى مستوى ملف مطمر الناعمة قال: "إذا أقفل المطمر بعد 11 شهرا ولم نجد الحل سنقع في أزمة، غير أن هذا المضوع يحتل أولوية بالنسبة للحكومة الجديدة، وطرح لدى انعقاد الجلسة الأولى وشكلت لجنة للمتابعة، وثمة تنسيق مع الهيئات البيئية كما أعمل على تفعيل موضوع دفع التعويضات في أسرع وقت ممكن للبلديات".


وأضاف موضحاً: "هذا لا يعني أننا لا نلحظ الخطة الوطنية لمعالجة النفايات، وثمة تعديل لم يعلن عن الخطة الأخيرة التي وضعت العام 2010. هناك وجهتا نظر للحل: الأولى تقول بضرورة استخدام المحارق والتفكك الحراري، وأخرى تقول بضرورة العمل على الفرز والتدوير والإفادة من المطامر. نحن في صدد دراسة الحلول، وكلها حلول جيدة قادرة أن تشكل جزمة نافعة للمعالجة، في رأيي يجب أن نقوم بسرعة بدراسة كل الخيارات والعمل على وضع خطة استراتيجية تضم الحل المناسب لمعالجة أزمة النفايات". وأضاف "نحاول أن نطبق بنود العقد وكنا واضحين مع الحملة لدى اللقاء الأخير، سنحاول تجنيب المنطقة المزيد من التدهور، ولكن لن يكون في وسعنا خلال 15 يوما أن نقلب الآية يمكننا أن نشدد رقابتنا لكن الهدف هو أن نفسح المجال أمام الدراسة لا يمكننا أن نسلق الموضوع ونضرّ بالخطة الوطنية الشاملة لمعالجة النفايات أتفهم وضع الأهالي لكن من انتظر كل هذه المدة في إمكانه أن يصبر بضعة أشهر كي نتمكن من تحقيق الأفضل. إذا كانت إمكاناتنا محدودة فلا يجب أن نستعجل الأمر قبل اتخاذ القرارات الناجعة نحن لا نميع الموضوع بل نعزز الخيارات، وسيتحول المطمر في المستقبل محمية أو سنحقق فيه مشروع جميل فلن يبقى الوضع على ما هو عليه".
وتوجه إلى المواطنين بالقول "حافظوا على المياه واقتصدوا في استخدامها لأننا مقبلون على مصيبة هذا الصيف بسبب شح المياه، الإقتصاد بالمياه يجب أن يكون شعاركم اليومي لأننا في أزمة".