الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

"أراميه" والفنّ الآتي من أرمينيا: نبقى أحياء بالرسم ولوحة الألوان...

هنادي الديري
هنادي الديري https://twitter.com/Hanadieldiri
"أراميه" والفنّ الآتي من أرمينيا: نبقى أحياء بالرسم ولوحة الألوان...
"أراميه" والفنّ الآتي من أرمينيا: نبقى أحياء بالرسم ولوحة الألوان...
A+ A-

"أحاديث الشُرفات" وقصص قديمة الطراز. أبطال يطلّون بعد قليل، إذ إن المسافة بين المُخيلة والواقع قصيرة. "أحاديث الهوى تغوي إنكساري" ما إن يستقر النظر على هذا العمل المُتقن في تجسيده الراقي للجنون. و"فريسة الهوى ترقص على أنغام خيباتها" ما إن يستقر النظر على ذاك حيث تتلاشى الهموم، و"روحي الله معك". مناظر طبيعيّة واحتفال حقيقي بالحياة. لحظة من فضلكم، ربما يجب أن نقول احتفالاً "طنّاناً" بالمخيلة و"تداعياتها الواسعة". ففي هذه الأعمال "المُخمليّة"، لا وجود "قانونياً" خارج حدود المُخيلة. "يعني" ربما "كم طرطوشة"، ولكن بالنسبة إلى هؤلاء الذين تُزخرف ألوانهم و"نزواتها" جدران غاليري "أراميه" العريقة المُتخصّصة بالفن الآتي مُباشرةً من أرمينيا، لا يُمكن البقاء على قيد الحياة من دون فرشاة الرسم ولوحة الألوان والقماشة البيضاء.

إذاً نحن مدعوون إلى دنيا الخيال حيث الحكايات أسطوريّة والشواطئ ضبابيّة. النمط شاعري، غني بالشخصيّات البارزة والتصريحات البهيجة. "أنا رسّام يخترع القصص الخياليّة"، يقول أحد المُبدعين الذين تحمّسوا باكراً لفكرة الركض وسط مَرج المُخيلة وها هم اليوم يحملون لقب "المُتعصّب لها" بفخر، وبعض اعتداد (مُبرّر) بالنفس. "أرى روحي في كل الشخصيّات التي تبتدعها فرشاة الرسم" يقول آخر.

في هذه الزاوية هو موعد "صارخ" مع المدينة. وفي تلك هي جلسة مع السيّدة العجوز والدُمى. نعم، لا بد من أن تحضر الدُمى، "ما حدن إلو مع الفنان". تأسست غاليري "أراميه" في عام 2003 في يريفان (العاشقة الباطنيّة بجمالها الصوفي؟) بعدما ارتأى القيّم على المعارض وعاشق تجميع الفن العريق الدكتور آرام سركيسيان أن الوقت قد حان ليكون للفنان الأرمني فسحته الآمنة ليُهندس المُخيلة وفقاً لما تمليه اللحظة. وفي عام 2011 صار للعاشقة الرائعة بصخبها بيروت فرعها الخاص.

وكانت مسألة طبيعيّة أن يقع كُثر في حُب هذه الأعمال "العاصفة" بجمالها و90 في المئة من ذوّاقة هذا الفن ليسوا من أصول أرمنيّة، كما يشرح مُمثل الغاليري في الشرق الأوسط مايكل فاييجيان. نجلس معاً في الغاليري القائمة في أحد الشوارع المُتفرّعة من شارع الجميّزة لأكثر من ساعة. نحتسي القهوة ونتناول المشهيّات الأرمنيّة التقليديّة. الزوّار في هذه الفُسحة المليئة بالبريق من كل الأعمار ومن جميع مناحي الحياة.

وفي عطلة نهاية الأسبوع ليست مسألة غريبة أن نُشاهد شخصيّات مرموقة خلعت عنها ثوب "الرسميّات" لتقرأ بسلام وهي مُحاطة بالفن الراقي ولتناول القهوة والمشهيّات المنجزة بإتقان. اليوم فتحت الغاليري سوقاً مع الإمارات. ذوّاقة الفن العرب يتفاعلون مع أعمال نخبة الفنانين الأرمن الذين نجد أعمالاً لهم في المتاحف العالميّة، ("يعني مش حبّتين" في غزلهم الأنيق بتهوّره مع الجنون الزاهي).

غاليري "أراميه" فسحة حميميّة "بتهدّي البال" وتوسّع مجال الرؤية. نتأمل في الحياة والأدب والشعر وسط الفن الآتي من أرمينيا النبيلة. وأنا شخصياً ألتهم ما يطيب لي من مشهيّات أرمنيّة أنجزت بإتقان. الفنانون يدعمونني. أقلّه هذا ما أكّدت لي الشخصيّات التي تترنّح داخل الأعمال.

[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم