اعتداء مبرح وصور قاسية للمتظاهرَين وائل ونبيل... والدتهما لـ"النهار": "ما بتمنّى حدا يعيش يلي عشناه"
قصص كثيرة وصور عديدة تختصر الاعتداءات التي تعرض لها المتظاهرون أمام ثكنة الحلو، ما جرى في تلك الليلة طبع في ذاكرة المشاهدين كما في أجساد المصابين الشاهدة على عنف بعض القوى الأمنية.
صورته من بين الصور التي هزّت كثيرين، وجهه الذي يكشف صفاقة الاعتداء القاسي يصعب نسيانه. وائل قزاز وعينه التي يرى فيها اليوم بغباش نتيجة الضرب المبرح، هو اليوم يحاول استرجاع قواه بعدما جرى توقيفه وحجزه قبل نقله إلى المستشفى تحت حراسة مشددة.
لكن يبدو أن وائل ليس وحده، شقيقه نبيل تعرض أيضاً لاعتداء وحجز وكان على والديهما أن يبحثا عنهما في كل مكان ويعيشا القلق والخوف قبل أن يعثرا عليهما في أحد المستشفيات في بيروت.
تروي والدتهما لـ"النهار" تفاصيل ما جرى مع ولديها قائلةً: "حالتنا كانت صعبة، ما عشناه كان قاسياً وموجعاً ولا أتمنى لأحد "انو يعيش يلي نحنا عشناه، الله ما يجرّب حدا". لم نفهم لماذا هذا الاعتداء القاسي على الشباب السلميين، ابني وائل ضربه العنصر من القوى الأمنية بقوة، لقد وضع العنصر الرينجر على وجهه بكل ثقله، ما أدى إلى تضرر عينه وتورمها كما ظهر بالصور المتناقلة. كان يقول لهم: "ضربوني بس ما حدا يصورني امي مريضة اذا بتشوفني بتروح فيا".
لكن وائل لم يكن وحده من تعرض للضرب المبرح في تلك الليلة، شقيقه نبيل أيضاً تعرض لاعتداء ويعاني من كسر في يده ورضوض في جسمه.
وأخيراً وجدتهما، تقول والدتهما، "كان وائل ونبيل منهارين مثلي، كانا بلا طعام ويتألمان بسبب الرضوض والاضرار التي رسمت جسديهما.
نقلتُ نبيل الى مستشفى بهمن حيث خضع لجراحة في يده (وضع سيخ وبراغٍ) ووائل يعاني من تمزق في شبكة العين وغباش في النظر ولا يمكن علاجه حالياً إلا بالقطرة حتى يتفشى الورم ونجري صورة للتأكد من عدم تضرر العين".
كل ما مررنا به لا أتمنى أن يعيشه أحد، كانت أياماً صعبة وقاسية وموجعة، و"ولادي أوادم بس دفعو الثمن، وبالنهاية الناس عم بتكون بوجّ بعضا وهني عم يتفرجوا".